الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقابات على المقاس

علي المغربي

2013 / 5 / 4
الحركة العمالية والنقابية


نقابات على المقاس
دعت مؤخرا الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل الى تنظيم مسيرة وطنية بشوارع الرباط يوم الأحد 31 مارس 2013 ، وقد اختارت المركزيتان النقابيتان شعارا للمسيرة "من أجل الحقوق والحريات كاملة"، وهو مايعطي انطباعا ان النقابتين توجدان في قلب معركة انتزاع الحقوق و الحريات ضد النظام او انهما انتزعتا الكثير منها لكن في نظرهما غير كاف فقررتا النزول الى الشارع لاكمال المهمة، كم سيكون رمزيا لو ان هاتين النقابتين اجلتا مسيرتهما بيوم واحد، ليفتتحا بها شهر ابريل، وسينضاف شعار المسيرة الى خبر استقالة بن كيران من الحكومة واعتزاله السياسة الذي نشرته احدى الجرائد الاكترونية وبذلك ستكتمل الصورة في اطار كذبة ابريل طبعا، فقيادات النقابتين المذكورتين سبق وان فرقتهما المصالح الحزبية الضيقة و النزعة الزعماتية وانشق بعضهم عن الاخر، كمساهمة منهم في تعميق واقع الشتات النقابي الذي تعيشه نضالات الجماهير الشعبية، لم يتوقف الامر عند هذا الحد، بل استمر المسلسل مع ظهور نقابات اخرى بنفس الدوافع ونفس الخلفيات وضرب مبدأ الاستقلالية عرض الحائط وتكرست معه ذيلية النقابات للاحزاب التي تنتمي اليها القيادات النقابية فهل ستجمعهم مصلحة الجماهير الشعبية؟ ربما
وعودة الى المسيرة التي ابت هذه القيادات الا ان تجعل منها محطة في سيرورة انتزاع "الحقوق والحريات كاملة" يحضرني هنا ذلك المثل الشعبي: "ياكل مع الذئب ويبكي مع الراعي" الذي لم اجد غيره في فهم ممارسات وتناقضات هذه القيادات الغارقة في الانتهازية والتدبدب، فقبل سنتين وبالضبط 26 ابريل 2011
وفي معمعان الاحتجاج الشعبي في اطار حركة 20 فبراير الذي وصل الى حد من الضغط على النظام من اجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية حيث انخرطت فيه كل الفئات الشعبية وفي جميع المناطق، وبما ان الاحتجاج الذي تقوده الجماهير الشعبية وأبنائها المخلصين لقضيتها لا تستسيغه هذه القيادات فقد سارعت الى عقد اتفاق مع النظام تبرأت بموجبه من المسيرات والتظاهرات العشرينية، لتتوالى بعده التصريحات والتطمينات ولسان حالها يقول للمتظاهرين "قضي الامر الذي كنتم فيه تختلفون" فبعد 26 ابريل لم يبقى هناك مبرر للاحتجاج، فعوض الحديث باسم 20 فبراير وجب تغييره الى ثورة 26 ابريل التي قادها زعماءنا المبجلين عبر المفاوضات، هكذا ضمن النضام انذاك حليفا في المرحلة الحرجة، في حربه ضد حركة 20 فبراير ومحاولات عزلها ، الم تكن الشروط مواتية للدعوة لاضراب عام و اعطاء نفس جديد للاحتجاج الشعبي بدل الاختباء وراء لغة المفاوضات التي لم تحقق يوما شيئا يذكر لصالح الشغيلة، ثم لماذا تصر هذه القيادات و منذ اكثر من سنتين على ان تكون مسيراتها خارج السياق الذي فرضته ح20 فبراير، ما الذي يخيفها من الحركة ؟ شعاراتها؟ مطالبها؟ قاعدتها الجماهيرية؟ افقها السياسي؟
ماذا تحقق من اتفاقية 26 ابريل غير الوعود والتطمينات اعتمدت كأسلوب لادارة زمن الازمة من طرف النظام وحكومته الملتحية بهدف تحييد الطبقة العاملة وخلق الاجواء المناسبة للمزيد من تصريف مخططاته الطبقية والتنفيس على ازمته البنيوية، قبل ان يعود باسلوبه المعهود في التعاطي مع كل تحرك شعبي بالقمع والاعتقالات.
ان ممارسات كهاته تبين وبالملموس حجم الازمة الذاتية التي تعيشها الحركة النقابية بالمغرب وكيف نجحت النزعة البيروقراطية لدى زعماءها عبر عقود في عزل النضالات النقابية عن محيطها الشعبي، مرده في ذلك العجز السياسي الذي تعيشه احزاب زعماءها وانتهازيتهم المفرطة نتج عنه تكريس ذيلية الاطارات النقابية لاحزاب سياسية يكاد ينتفي وجودها السياسي والنضالي خارج المساحة التي رسمتها لنفسها وبتوافق مع النظام، لتفقد معه كل الاطارات النقابية والحقوقية استقلاليتها وتتحول الى رهائن للمناورة والابتزاز السياسي، هو الواقع نفسه الذي ظهرت على انقاضه انتفاضة 20 فبراير، تنشد التغيير الحقيقي من دون مقدمات و لا خطوط حمراء وهو ما لم تنضر اليه هذه الاحزاب بعين الرضا.
ان الدرس الاساسي الذي علمتنا اياه حركة 20 فبراير ان الطبقة العاملة في المغرب ستظل أسدا من دون انياب مالم يتكسر الطوق السياسي والتنظيمي المضروب حولها وهو جوهر مهام المناضلين المخلصين لقضايا الطبقة العاملة وحلفاءها الموضوعيين.

علي طنجة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مع تصعيد مطلب تجريم التطبيع.. احتفال عيد العمال يتحول إلى مظ


.. الشرطة التركية تعتقل أكثر من 200 متظاهر في عيد العمال بإسطنب




.. خبر سعيد للعاملين بالقطاع الخاص.. بدء تنفيذ قرار زيادة الحد


.. تضامن مع فلسطين خلال مسيرات عيد العمال باليونان




.. الإعلام الحكومي في القطاع: ارتفاع نسبة الفقر لأكثر من 90% بغ