الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تراثنا الشعبي ... والسلطة الرابعة

زاهر نصرت

2013 / 5 / 4
الصحافة والاعلام


التراث الشعبي جزء هام من تاريخ الامة ، او لعله الجزء الخفي من هذا التاريخ ، الذي لم يتعرض له المؤرخون في دراساتهم التاريخية وبحوثهم في الاحداث الكبرى ، تاركين احياناً فنوناً وتقاليد وحكايات وابتكارات واغان واساطير كان لها تأثيرها ووقعها في حياة المجتمعات والشعوب ، تلك لم تظهر على سطح الحدث التاريخي البارز ، بل ظلت حبيسة الصدور التي غنتها وتداولتها وتناقلتها ردحاً من الزمن ثم غطاها ركامه وبقى منها المأثور الذي تتناقله الناس في الاستذكار بين الحين والحين كصفحات عزيزة من ذكريات يعز على البشر نسيانها .

التراث الشعبي بهذا الاعتبار مجموعة ابداعات وابتكارات اصيلة ثابتة في جذور الأشياء ، لا مزوقة ولا مأفونة ، نابعة من مجموعة تفاعلات طرحتها أحلام واماني وحكايات وأفكار المجتمعات والشعوب في كل ما واجهها واعتراها وما تمنته في حياتها الصعبة والسهلة او فيما غنته وهدهدت له او ابتكرت فيه ... ولعل تلك الاصالة المبرئة من التصنع والزيف وذلك النبت الطاهر في جذوره التي تستروح اعمق ما في الأرض هي التي تمنح التراث الشعبي هذه النكهة والتميز الخاص في انها جزء صادق عذب في صدقه نقي في تراثه وفطرته من تكوين المجتمع في الجانب الشعبي الذي يمثل الحقيقة والصدق اكثر مما يمثله الحدث التاريخي الكبير الذي يكابر احياناً ويتجاوز العديد من التفاصيل الهامة التي تتعلق بالتكوينات الأساسية للمجتمع .

والان نشهد قفزة في اعلامنا المتمثل قسم منه في عدد القنوات الفضائية وحتى الداخلية ( البث الأرضي ) والصحف اليومية التي تصدر في بغداد والمحافظات التي لم يسبق في تاريخ العراق ان شهد مثل هذا العدد الهائل من هذه القنوات والصحف فاين هذه وتلك من التذكير بتراثنا الشعبي الزاخر بالمعاني والقيم الاجتماعية والتاريخية التي تعبر عن تاريخ حضاري طويل لشعب عريق مكتفية فقط وزارة الثقافة والاعلام بإصدار يتيم لمجلة فصلية وبأعداد محدودة الا وهي ( التراث الشعبي ) . نعم نحن احوج ما نكون الى الاستذكار بعبر التراث الشعبي العراقي في تفاصيله ودقائقه المأثورة العزيزة الجميلة الدافئة ، لنستكمل في ذلك جزءاً هاماً وكبيراً في معرفة خصائص امتنا فيما تركت من مأثور شعبي الصق بها من غيره وصولاً الى بعث شخصيتها بين أمم العالم .

يجب على هذه القنوات والصحف ان تقف اليوم وقفه مشرفة للإسراع بمعالجة ظاهرة تحصل الان في مجتمعنا وهي انفصال الأجيال الجديدة ثقافياً من هذا التراث ومن كل ما هو قديم ومتعلق بالماضي ، نقول وقفة مشرفة لأنها هي المسؤولة عن معالجة الفراغ بين الماضي والحاضر الذي تعانيه الاجيال الجديدة حيث اصبح همها الوحيد هو متابعة المسلسلات المدبلجة ولبس الملابس الغريبة على بيئتنا وعاداتنا وتقاليدنا واخلاقنا وهذا سيؤدي حتماً الى التأثير النسبي بالمجتمعات الأخرى وتقل عاطفتها ونسبة ارتباطها ببيئتها ومسقط رأسها .

هذه دعوة ومناشدة لجميع قنواتنا المرئية وحتى المسموعة وصحفنا للتعريف عن تراثنا الشعبي الحامل الينا فلسفة الحياة في مأثورها في السلوك وفي القيم والحامل الينا ايضاً رائحة الماضي تحفيزاً للحاضر واستلهاماً بقربنا من اليقين في معرفة معالم المستقبل ، نقولها وبأعلى صوتنا (( الى العمل قبل ضياع الوقت )) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصامات الجامعات الأميركية وانعكاسها على الحملات الانتخابية


.. ترامب يكثف جهوده لتجاوز تحديات الانتخابات الرئاسية | #أميركا




.. دمار غزة بكاميرا موظفة في الا?ونروا


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد بإسقاط التا?شيرة الا?مريكية ع




.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور