الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذبحة ماي لاي الفيتنامية وصمة عار في جبين أمريكا الأسود

خليل البدوي

2013 / 5 / 4
الارهاب, الحرب والسلام


مذبحة ماي لاي الفيتنامية
وصمة عار في جبين أمريكا الأسود

خليل البدوي

عندما قتل عريف من شركة سي وجرح آخرون، بعد الحادث خلصت الاستخبارات العسكرية إلى أن وحدة من قوات الفيتكونغ كانت متخفية في قرية ماي لاي مما دفع شركة سي لإصدار الأمر بتدمير القرية بالكامل.
ومذبحة ماي لاي فيتنام كانت واحدة من مجازر عديدة ارتكبتها القوات الأمريكية في أثناء حرب فيتنام فقد تم تخصيص ثلاث فرق إحداها بقيادة رائد يسمى وليم كيلي وهو خريج كلية عاطل تلقى تدريباً سريعاً قبل إرساله لقيادة جنود في حرب، وكان معروفا أنها حرب عصابات شاملة، حيث قام كيلى قائد فرقة (لواء النمر) هو وجنوده بتطويق قرية ماي لاي تحت وابل من الرصاص، دون أن تتعرض لنيران معادية وبعد أن قام الجنود بتفتيشها وجدوا فيها 700 شخص كلهم من كبار السن والنساء والأطفال.
كان ذلك في الساعة الثامنة صباحاً يوم 16مارس عام 1968، وذكرت بعض المصادر أنها حدثت في 19مارس 1969)، ثم بعد ثلاث ساعات من دخولهم القرية فقد جنود كيلي السيطرة على أعصابهم فثارت ثائرتهم وباشروا بطعن القرويين والنساء والأطفال بإعقاب بنادقهم وإطلاق الرصاص عليهم من الخلف بينما كان البعض يؤدي الصلاة، وتم اغتصاب امرأة واحدة على الأقل قبل قتلها.
وقيل أن كيلي قام بنفسه بعملية ذبح العشرات قبل أن يأمر بجمعهم ورميهم في خندق وردم الخندق على ما تبقى من أشلاء بشرية، ثم قام بجمع القرويين العزل وأمر بإضرام النار في بيوتهم وقتل كافة السكان، وفي الساعة الحادية عشر كان كل شيء قد أنتهى في قرية ماي لايز
وتضمنت الشهادات لاحقاً مشاهد مروعة: لقد فلم يترك الجنود في القرية حجراً على حجر إلا وقد أحرق ودمر، حتى الماشية لم تسلم من رصاصهم.
أمرت مجموعة من الضحايا بالنزول في خندق شرقي القرية تصب فيه مياه المجارير ولماتجمعوا فيه أطلق الجنود عليهم النار عشوائياً حتى أبادوهم أجمعين، طفل لا يتجاوز السنتين من العمر نجا بأعجوبة من الرشقة الأولى حاول أن يحبو بعيداًعن حضن والدته الملقاة على حافة الخندق فدفعه كالي بنفسه إلى الخندق من جديد وأجهز عليه، نساء في معبد القرية يعدمون بطلقات في مؤخرة الرأس، بنات لا يتجاوزن الخامسة عشرة اغتصبن.
وأن أوصال بعض الجثث قطعت ووجد بعضها الآخر وقد حفر الحرف “C” عليها (كناية عن تشارلي)
وقد اعترف أحد الجنود المشاركين في المجزرة قائلاً: (لم نعثر على أي شخص في عمر التجنيد، أثناء المجزرة)،ناهيك عن العثور على مسلح واحد من “الأعداء.”
والى اليوم ما زال عدد ضحايا المجزرة غير معروف، وحسب التقديرات فانه يتراوح بين 300 إلى 500، لكن النصب الذي خلد المجزرة يشير إلى 504 شخص بين عمر سنة إلى 82 سنة.
وفي 12 نوفمبر 1969 أعلن الجيش الأمريكي فتح التحقيق مع الضابط وليم كيلي الذي قاد السرية العسكرية الأمريكية التي نفذت المذبحة البشرية ضد سكان قرية ماي لي الفيتنامية،
وحاولت الولايات المتحدة التستر على هذه الفضيحة ولكن الصحفي الأمريكي الشهير سيمون هيرش كشفها ليفجر فضيحة مدوية ورغم أن وسائل الإعلام في ستينيات القرن الماضي، كانت متطورة، وحرب فيتنام تشغل اهتمام العالم في كل مكان، إلا أن هذه المذبحة تم التكتم عليها لمدة عام كامل، قبل أن يتم فضحها أواخر عام 1969، وتفاصيل جريمة (ماي لاي) حسب ما تذكره المصادر الأمريكية، أن الجنود الأمريكيين، قتلوا أبناء القرية، وذبحوا الماشية، ورموا الجثث بآبار مياه الشرب، ليتم تسميمها، ولأنهم يعلمون أنها جريمة بشعة، فقد تم التكتم عليها، إلا أن المصادفة والبحث عن الحقيقة، وحقيقة الصراعات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ولأسباب انتخابية، تم الكشف عن هذه الجريمة.
وكان الكابتن وليم كيلي القائد الأمريكي الذي ارتكب هذه المذبحة بجنوده نموذجا للغطرسة والقسوة على حد شهادة قادته ومرؤوسيه على السواء. فلم يكن هذا الضابط يحظى بحب ولا باحترام مرؤوسيه ولا قادته.
وكان كيلي قد انضم إلى الجيش الأمريكي ككاتب على الالة الكاتبة لكنه نجح بعد ذلك في الالتحاق بالكلية الحربية وحصل على دورة تدريبية لصغار الضباط في مارس عام 1967. وقد تم تكثيف الدراسة في فرقته بعد أن أصبحت القوات الأمريكية في حاجة إلى مزيد من الضباط لمواجهة تدهور الموقف العسكري في فيتنام فتخرج ضابطا وأرسل إلى فيتنام.
وفي فيتنام كان هذا الضابط يمنع جنوده من التعامل أو اللعب مع الأطفال الفيتناميين وكان يقول إنه يكره هؤلاء الأطفال ويخاف منهم. وفي نهاية المحاكمة التي استمرت جلساتها 79 عاما و57 دقيقة توصلت هيئة المحلفين إلى قرارها باعتبار كيلي مذنبا بقتل 22 قروياً من سكان ماي لي.
وصدر ضده الحكم بالسجن مدى الحياة مع الأشغال الشاقة، ولكنه لم يمض بالسجن سوى أيام قليلة نقل بعدها إلى العاصمة الأمريكية واشنطن ليسجن في منزل تحت الإقامة الجبرية فقط، تم إطلاق سراحه بعد 5 سنوات عندما منحه الرئيس نيكسون عفواً خاصاً سنة 1974.
وقال أنصار حقوق الإنسان في أعقاب صدور العفو الرئاسي عنه إن هذا العفو يؤكد أن ما فعله الرجل في قرية ماي لي اعتداء على قيم (الديمقراطية وحقوق الإنسان) الأمريكية، وتتحمل مسؤوليته أمريكا بالكامل، وأن المحاكمة والحديث عن العقوبة القاسية لم يكن أكثر من تمثيلية للتغطية على الفضيحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكثر من 1000 وفاة في الحج .. والسعودية تؤكد أنها لم تقصر • ف


.. الحوثي يكشف عن سلاح جديد.. والقوة الأوروبية في البحر الأحمر




.. النووي الروسي.. سلاح بوتين ضد الغرب | #التاسعة


.. مخاوف من انزلاق المنطقة إلى صراع إقليمي يمتد بين البحرين الأ




.. نشرة إيجاز - استقالة أعلى مسؤول أمريكي مكلف بملف غزة