الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذبحة الأقصى (الأولى)، ليست الأولى ولا الأخيرة من سلسلة جرائم الصهاينة

خليل البدوي

2013 / 5 / 4
الارهاب, الحرب والسلام


شكل الحرم القدسي الشريف محور الاهتمام الأساسي لليهود منذ احتلالهم الشطر الشرقي من القدس عام 1967م الذي تملأ جنباته الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية.
وهم يسمون الحرم القدسي "جبل الهيكل "ويدعون أن ما يسمى "هيكل" سليمان كان قائماً في هذا المكان، ويدعون أيضاً أن نزول المسيح اليهودي "الماشياخ" مرهون بإعادة بناء "الهيكل" المزعوم.
قبيل المذبحة بعدة أيام كانت جماعة يهودية متطرفة تسمى أمناء جبل الهيكل قد وزعت بياناً على وسائل الإعلام بمناسبة احتفالها بما يسمى "عيد العرش"، تقول فيه أنها تعتزم تنظيم مسيرة إلى جبل الهيكل (كما يسمونه)، داعية فيه اليهود للمشاركة فيها، لأنه وحسب البيان فإن الجماعة ستضع حجر الأساس لما يسمى بـ الهيكل الثالث بشكل حاسم، إضافة إلى تصريح لمؤسس التنظيم غرشون سلمون يقول فيه: " الاحتلال العربي الإسلامي لمنطقة المعبد يجب أن يأتي إلى نهايته، ويجب على اليهود تجديد علاقاتهم العميقة للمنطقة المقدسة"، مما أثار حفيظة المقدسيين وأمام المسجد الأقصى.
ففي يوم الاثنين 8 أكتوبر، 1990 في تمام الساعة 10:00 صباحاً، أي قبل وقوع المذبحة بنصف ساعة، شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بوضع حواجز عسكرية على طول الطرق المؤدية إلى القدس من أجل منع الفلسطينيين من الوصول إلى المدينة، كما أنها أغلقت أبواب المسجد الأقصى لمنع سكان القدس لدخول المسجد، ولكن الآلاف من المصلين كانوا قد تجمعوا داخل المسجد قبل هذا الوقت في استجابة لدعوات من إمام المسجد، والحركة الإسلامية لحماية المسجد، لمنع "أمناء الهيكل" من اقتحامه.
وفي تمام الساعة 10:30 صباحا، و قبيل صلاة الظهر، حدثت مذبحة، حاول متطرفون يهود مما يسمى بجماعة أمناء جبل الهيكل(جماعة أمناء جبل الهيكل الحركة يهودية أرثوذكسية مقرها القدس هدفها الكبير أن تعيد بناء معبد هيكل سليمان وإعادة معهد ممارسة التضحية الطقوسية مؤسس الحركة جرشون سالمون وهو ضابط في قوات الدفاع الإسرائيلية ومحاضر في الدراسات الشرق أوسطية)، بوضع حجر الأساس بما يسمى للهيكل الثالث في ساحة المسجد الأقصى، فقام أهل القدس على عادتهم لمنع المتطرفين اليهود من ذلك، فوقع اشتباك بين المصلين وعددهم قرابة أربعة آلاف مصل وبين المتطرفون اليهود الذين يقودهم غرشون سلمون(مؤسس التنظيم)، فتدخل على الفور جنود الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني الموجودون في ساحات المسجد وأمطروا المصلين بزخات من الرصاص من الأسلحة الأوتوماتيكية وقنابل الغاز السام واستخدام طائرات الهليكوبتر العسكرية، وقد قام الجنود والمستوطنين اليهود بإمطار الجموع بالذخيرة الحية بشكل متواصل من نيران المدافع الرشاشة، وكانت النتيجة أن الآلاف من المصلين الفلسطينيين من مختلف الأعمار وجدوا أنفسهم في فخ الموت الجماعي، ولم يتوقف إطلاق النار لمدة 35 دقيقة على المصلين مما أدى إلى استشهاد ثلاثة وعشرين فلسطينياً، وإصابة 150 آخرين بدرجات متفاوتة، واعتقال 270 شخصاً.
وبعد المذبحة تم إعاقة حركة سيارات المتجهة لإسعاف المصابين وقد أصيب بعض الأطباء والممرضين أثناء تأدية واجبهم، ولم يستطع الفلسطينيون إخلاء القتلى والجرحى إلا بعد 6 ساعات من بداية تلك المجزرة.
كان المطلوب من اليهود على الأقل أن يتركوا الناس أحرارًا في أداء العبادة في المسجد الأقصى، وكان عليهم أن يبتعدوا بجيشهم وجنودهم عن الأقصى وساحاته وأبوابه، ولكن الذي جرى هو العكس فأقفل اليهود بعساكرهم أبواب الأقصى وساحاته واستولوا على المدرسة التنكزية في الجانب الغربي الجنوبي من الأقصى واتخذوا منها مقرًا لجنودهم، وأخذوا يصولون ويجولون ويسيِّرون الدوريات الراجلة المسلحة في أرجاء الأقصى وينشرون الخوف والرعب بين المصلين ثم أخذوا بالتحرش بهم والاعتداء عليهم فأصبح الأقصى في بعض الأحيان ساحة حرب حقيقية تطلق فيها النيران الكثيفة على المصلين العزَّل الذين لا يجدون سوى الحجر للدفاع عن أنفسهم وأقصاهم، وتحصد فيها الأرواح الطاهرة وتسفك فيها الدماء وما أكثر ضحاياهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكثر من 1000 وفاة في الحج .. والسعودية تؤكد أنها لم تقصر • ف


.. الحوثي يكشف عن سلاح جديد.. والقوة الأوروبية في البحر الأحمر




.. النووي الروسي.. سلاح بوتين ضد الغرب | #التاسعة


.. مخاوف من انزلاق المنطقة إلى صراع إقليمي يمتد بين البحرين الأ




.. نشرة إيجاز - استقالة أعلى مسؤول أمريكي مكلف بملف غزة