الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الليبرالية والشرط الانتخابي... هموم و نتائج

محمد السباهي
(Mohamed Ali)

2013 / 5 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


حينما افتتحنا صفحة (ليبراليو البصرة) على صفحة التواصل الاجتماعي/ الفيس بوك، كان عدد الذين أعجبوا بالصفحة لا يتجاوز عدد أصابع اليدين على الرغم من أن البصرة تعج بالليبراليين وهم بالمئات ولهم وفرة بالصفحات الفيسبوكية، طلب منّا البعض اغلاق الصفحة لأنها تتعارض مع قانون (مندل) للوراثة وتكاثر الصفحات سيولد لنا صفحة (هجين) ربما لا تحمل الصفات المطلوبة من نفس الجينات الأيديولوجية وربما لا تحمل ال DNA اليبرالي، أو الصبغة الليبرالية فطوينا عنها كشحاً وسلمنا بعجزنا عن الخلق والإبداع الفيسبوكي وهو عجز نعترف به لأننا لسنا من الوراقين ولأن الليبرالية صبغة (جوتن) ومن أحسن من (جوتن) صبغة ، ثم انبرى عزيز قريب لنا مقرب = مكرب باللغة اليمنية، وهو اللقب الرسمي لحكام (حمير) كما يقولون وهو لقب مشتق من (الأحمر) وليس من (الحمار) فعمل على فتح صفحة (الليبرالية هي الحل) تشبهاً ب(سيد قطب) وكنّا نتندر عليه كثيراً كيف أن الليبرالية تنحى نحو التطرف حتّى باتت تحاكي (الإخوان) في التسمية، فكان يدافع عن فكرته قائلاً: أردت بها التسمية وضع بذرة في الأذهان مفادها أن الليبرالية هي الحل الأنجع/ الأنجح لمشكلاتنا المعاصرة وما يتجدد من مشكلات قابلة، ولا أدري هل ستفرخ لنا هذه الصفحة صفحات متطرفة لا تعني بالفكر الليبرالي كما هو معمول به في السياسة والاقتصاد والتوجه نحو ليبرالية تلغي كلّ المسلّمات والثوابت الاجتماعية، تسعى نحو تأسيس ليبرالية اخلاقية في بلدان مازال مصطلح (ليبرالي/ليبرالية) تحتاج إلى شرح ووسائل إيضاح ليس عند العامة وما يسميهم القدماء ب(الدهماء) بل عند الخاصة وما كان يعرف ب (عُلية القوم وأهل الحل والعقد الثقافي) وهم بطبيعة الحال يعرفون المقابل الاجنبي للكلمة لكن الكثير منهم يباغتك بقوله: هي كفر وإلحاد. وهنا استشعر حجم الكارثة فَ هؤلاء ( النخب) – كما يسميهم علي حرب- يقرنوها ب(الشيوعية) الحمراء ويجترون الفتاوى القديمة (الشيوعية كفر وإلحاد) دون تميز بين الليبرالية والشيوعية !.
ثم يخرج علينا (عرنوص) ويقول بلسان تهامة : لماذا ليس لكم حضور على الساحة السياسة ؟ وبكل تأكيد أن الرجل منّا يلبس (قندرة) واحدة لا يستطيع أن يضحي بها لأن العودة بخفي حنين عارٌ دونه الموت، وهذا ما حصل في انتخابات مجالس المحافظات، حيث عادت القوى الديمقراطية (ليبرالية/ يسارية/ كوادر...) مجتمعة بخفي حنين، لكن لماذا؟ وهذا هو السؤال الكبير؟
هل من فاز بانتخابات مجالس المحافظات لديهم أفكاراً وتصورات ورؤى لحل الأزمات وبناء البلد والنهوض بالواقع الخدمي أفضل من أفكار غيرهم ؟ هل هؤلاء لديهم مقبولية وحضور وتفاعل في الشارع أكثر من غيرهم ؟ ولو عددت عشرات الأسباب فلن أصدق ما يقوله البعض من تلك المسوغات مهما كثرت، لكنهم يتجنبون الخوض في مسئلات من قبيل : الشحن الطائفي والتسقيط الانتخابي وهذا (مؤمن) وهذا (كافر) ولو أعجبكم، وبالمناسبة المثيرة للسخرية أن جماعة (الإسلام السياسي) تُمارس على اتباعها وصاية فكرية لأن هذه الأمة قاصرة ومقصرة لأنها في بحث دائم عن الكمال – لا ليس سيد كمال الحيدري- وهي بعد لم تقع عليه، (عن الإمام جعفر بن محمد الصادق‏(ع):
(اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني) ولا يظن أحد أن هناك من يستطيع أن يعرف (الحجة) دون واسطة ووصاية من المقدس، ولا يحق لهذه أن تُمارس أي فعل دون وصاية – أتصور قرأت هذا عند الشاطبي في المقاصد- ، والأمر الآخر الملفت للنظر هو طغيان المال السياسي وأصبح هذا الأمر مثير للاشمئزاز، فهناك من المرشحين الذين يغدقون المال (( الحلال)) على الناخبين لأن عصر توزيع البطانيات والصوبات لا يصح في هذا الصيف اللاهب.
لكن هل هذه الشماعة وإلقاء الكرة في مرمى الخصوم كافية للتنصل من تبعات الخسران المبين؟
ولذلك الخسران المبين أسباب، منها :
1- عدم قدرة هذه التنظيمات والحركات الجديدة من التواصل مع الشارع، ولذلك أيضاً أسباب المهم منها:
أ – الفوقية التي يمتاز بها خطاب النخبة .
ب- اختلاف لغة الخطاب بين الطرفين .
ج- عدم قدرة هذه القوى على تسوية أوضاعها المتناحرة والدخول في ائتلاف موحدة يضمن لها وحدة الهوية والهدف، ودخولها في تحالفات مع قوى لا تمتلك برامج وأهداف واضحة وغنما تمتلك خطاباً طائفياً تحريضياً وهذا هو الحاصل مع الحزب الليبرالي العراقي الذي أصرّ على الدخول في تحالف مع القائمة العراقية التي لا تمتلك مشروعاً، فهي في السلطة وفي المعارضة وهذا الفعل لا يتفق مع فكر وتوجهات الحزب الليبرالي العراقي.
د- تبني هذه الأحزاب فكرة واضحة إلا وهي: مهاجمة الدين بصورة واضحة وعلنية دون مراعاة لحساسية الشارع العراقي، ودون حساب مقدار الفائدة من هذا الهجوم والذي هو في أغلب فارغ من المضمون! فهل الليبرالية والديمقراطية والعلمانية هي مهاجمة الأديان؟ ينبغي لهذا الأيديولوجيات (الوافدة الجديدة) مراعاة حساسية الشارع والاكتفاء بتفعيل مضمونها الحقيقي دون الانجراف وراء تهديم اساسات الأخرين الفكرية والعقدية طالما نحن نتبنى الخطاب الليبرالي الذي يسمح بنمو الأفكار وحرية اختيارها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين