الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اين يبدأ الاصلاح

أشواق عباس

2005 / 4 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


ما إن نتكلم عن الإصلاح القادم و عن كيفية تحقيقه و السبل الناجعة للوصول إليه ، و التحرر من التخلف ، و تحقيق التقدم المنشود ، حتى تأخذنا أحلامنا إلى عوالم سرمدية ، تلتمع في عيوننا بوارق الأمل المفرط ، نبدأ بالحلم فنحلم أننا استطعنا تحقيق كل ما نريده ابتدءا من قدرتنا على تشخيص المشكلة أو لنقل المشاكل التي نعاني منها ،و تحديدها ، و معرفة أسبابها ومسبباتها ، معرفة كافة البدائل البدائل المطروحة أمامنا و كيف يجب علينا أن نقيمها ، و نعظم احدها على حساب الأخر ، و بالتالي نعرف ما يجب أن نفعله و ما لا يجب أن يفعل ، بل إن الأمر يذهب أحيانا أخرى إلى ابعد من ذلك بكثير ، فنرى أننا قد بدأنا بالتقدم الفعلي ،و تغلبنا على كل معيقاتنا و المصاعب التي تواجهنا ، و أن هذا الإصلاح الذي بدأناه بإغماض أعينينا قد بدا يأتي بثماره التي بدأنا نحن أيضا بدورنا بالتمتع بمكتسباتها .
لكن ورغم كل حالات التفاؤل تلك ،و رغم كل الأحلام السرمدية هذه ، نكتشف و بمجرد أن نعيد فتح أعيننا أن شيئا من كل ما حلمنا به لم يتحقق ، و أن كل ما حدث لم يكن أكثر من مجرد حلم أخر دخلنا به دون أن ندري ، لم يحدث معنا هذا بمجرد الحديث عن الإصلاح .
حتى الآن يبدو أن تفكيرنا لم يخرج بعد عن حدود أحرف هذه الكلمة ، لم يتجاوزها إلى الأخذ بأسبابها و البدء الفعلي بها ، لازلنا ندور في فلك الكلمة و الحرف فيها ، لازلنا غير قادرين على تجاوز حدودها إلى معرفة الماهية و التكوين و التطبيق الفعلي ، و كأن ما يشدنا في المفاهيم لا يعدو أكثر من تسمياتها ،و ليس ما تحققه و ما تنتجه فعليا .
فرغم أننا قد رفعناه شعارا ، و أعلناه هدفا يجب أن يبذل من اجله الكثير و أن يصبح محور العمل الآن ، حتى نستطيع أن نعيد مكانتنا و نبدأ بالعمل الجاد و المثمر ، لازلنا حتى الآن نراوح في المكان ، لازلنا نتساءل أي الطرق إذا سلكناها يكون إصلاحنا أفضل ، هل نبدأ به اقتصاديا أم اجتماعيا أم سياسيا .
أي هو الأهم تحقيق الإصلاح السياسي ، أم الإصلاح الاقتصادي أم الاجتماعي ، و كان الأمر في جوهره منفصل انفصالا تماما ، و كان كل واحد مما ذكر بعيد كل البعد عن الأخر و لا يرتبط به أو ينتمي إليه
يبدو أن ما نحتاجه حقا ، هو إعادة التفكير بالآلية و المنهجية التي نفكر فيها قبل أن نعيد التفكير في كيفية إصلاح واقعنا و تطويره ، لأنه و مهما وضعنا خطط للبدء بهذا الإصلاح المطلوب ، لن يؤدي إلى تحقيق أي هدف من أهدافنا مهما كان عظيما أو مهما .
ما نحتاج إليه أولا هو إعادة إصلاح تفكيرنا و آلية عمل عقولنا ، قبل التفكير بإصلاح هياكل مؤسساتية أو إدارية أو اقتصادية أو قانونية ، فلذي سيديرها هو الإنسان الذي يجب البدء بإصلاحه أولا و إلا لا قيمة لأي إصلاح أخر وهما استقدم تقنيات متطورة أو عالية التطور.
لو أردنا أن نأخذ نموذج على كلامنا هذا ، فإننا سنجده بشكل واضح وواسع الانتشار إلى الدرجة التي لا تتطلب منا البحث عنه ، فأي شخص يقع عليه الاختيار ليبدأ من موقع ما كبر أم صغر بإصلاح ما يستطيع لا يأخذ من الكلمة إلا معناها الحرفي فقط فنراه يبدأ أولا بإصلاح أثاث مكتبه لينتقل بعدها إلى بيته و ربما آلياته ، و ليأتي الإصلاح الحقيقي و الذي من اجله تم استحضاره في أخر ما يفكر به ، و ليبدأ به بعيدا عن ماهيته ، و بالتالي سيخرج أجوف منهارا ، بحاجة هو الأخر إلى إصلاح أكثر من سابقه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السنوار ونتنياهو يعيقان سياسات بايدن الخارجية قبيل مناظرة ان


.. خامنئي يضع قيودا على تصريحات مرشحي الرئاسة




.. يقودها سموتريتش.. خطط إسرائيلية للسيطرة الدائمة على الضفة ال


.. قوات الاحتلال تنسحب من حي الجابريات في جنين بعد مواجهات مسلح




.. المدير العام للصحة في محافظة غزة يعلن توقف محطة الأوكسجين ال