الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديوانيتي 2025

حسن سامي

2013 / 5 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


من يقطع الشك باليقين ان للذرة نواة محاطة بأغلفة الكترونية باعداد و الكترونات محددة ، لا تميل الى الاستقرار الا اذا شبعت باكمال نقص جوعها او وهب فائضها ، فالجائع في سالب يحتاج الى واهب موجب و لابد للواهب ان يكون من الغير لانه لا يشبع بذاته. سلسلة من خيالات علمية تحولت الى واقع مفترض صنع مجدا في تاريخ الحضارة الانسانية. ليس المطلوب من ان نطلق العنان لخيالاتنا لاكتشاف ماهية تركيبة الالكترون او صناعة طائرة على شاكلة الاير باص او البوينغ ، و ان كانت طموحا و لكنها دعوة للسادة اعضاء مجلس مدينتي الديوانية خاصة و لاعضاء مجالس المحافظات كافة من سياسيين و مستقلين و وجهاء و شيوخ عشائر، و بعد عناء الحملات الانتخابية و حرب التسقيط الاعلامي و الوعود الضخمة في برامجهم الانتخابية ان ينالو قسطا من الراحة و يدونوا صور الديوانية في خيالات و تمنيات جمهورهم الانتخابي. اذ ليس كثيرا ان يرى المواطن الديوانية كأنها كوانجو الصين او كوالالمبور ماليزيا ، انها تمنيات قد تصطدم بواقع مر و طموحات مذبوحة بسكاكين اعلام مغرض لجعل الفجوة تتسع عن ركب التطور و نبقى متخلفين عند خط الشروع. اذا كيف يمكننا وضع ستراتيجية تنموية تحت عنوان مدينتي 2025؟

اولا لابد من الوقوف على مؤشرات سكانية دقيقة عن القطاعات المختلفة صحية ، اقتصادية ، تربوية ، تعليمية ، بيئية و غيرها. فمثلا و ضع هدف ان يكون هناك مستشفى عام لكل 200 الف مواطن في مدينة سكانها مليون و مئة الف نسمة تقريبا ، أي اننا سنحتاج الى بناء ستة مستشفيات عامة خلال 12 عاما من الخطة بالاضافة الى المستشفى الوحيد الموجود ، ذلك لاستيعاب الزيادة السنوية في نمو السكان و البالغة 3% سنويا و التي افترض احتسابها الى اساس ثابت هو عدد السكان الحالي فانه سيكون عدد سكان الديوانية عام 2025 نحو مليون و خمسمائة الف نسمة. لا ينفك هذا التوجه من قياس حجم هذه المستشفيات و عدد اسرتها و اطباءها و عدد الاطباء في كل اختصاص و عدد الممرضات و اعداد كافة العاملين في القطاع الصحي ، لبيان الزيادة و النقصان في شريحة معينة من الكوادر الطبية و الصحية بغية تلبية المتطلبات من بقية فروع الاستراتيجية الشاملة، على سبيل الفرض و المثال مفاتحة جامعة القادسية على تلبية حاجة القطاع من الكوادر الطبية المتخصصة و شمولها ضمن نظام البعثات المشتركة.

ان الفصل بين قطاع واخر في الخطط الاستراتيجية امر غير ممكن ، و لكن هناك امكانية الجدولة حسب الاهمية بما لا يضر الاهداف. تناولنا شيء بسيط من القطاع الصحي في مثالنا السابق ممكن تعميمه على قطاع التعليم و حاجة المدينة الى المدارس و المعلمين و المدرسين و عدد الرحلات و السبورات و ما يرتبط بالقطاع التعلمي مع استيعاب النمو السكاني حتى عام 2025 و هكذا على بقية القطاعات بهدف الرقي بالقطاع المعني و تقديم جودة الخدمة و جودة الانتاج و ما الى ذلك.

معرفة معدل الولادات و معدل الوفيات و عدد الشباب و عدد الشيوخ و تحديد ملامح المجتمع ذكوري او انثوي ، معدلات الخصوبة و تحديد منطقة الهبة الديموغرافية و تصنيف حملة الشهادات حسب الاختصاص و اعداد العاطلين و العاجزين عن العمل و عدد الاراضي الصالحة و غير الصالحة للزراعة و معدل استهلاك المياه اليومي مقرونا بحجم السكان و استهلاك الطاقة الكهربائية وو............. الخ كلها مطلوبة و مهمة لا غراض بيان الامكانات المتاحة و القدرة على تنفيذ الاستراتيجية.

الرؤية هي طموحات ابناء المحافظة ممثلين بنوابهم في مجلس المحافظة ، لابد ان تطرح كل التصورات و الرؤى في الجلسات الاولى للمجلس للوصول الى رؤية محددة و واضحة قبل تحويل هذه الرؤية الى ستراتيجية مدينتي 2025. لا للصراع السياسي و لا للامجاد الشخصية و الحزبية و لا و الف لا لمن يريد ان ينفرد بالانجاز او يعرقله ، بل ليكون الانجاز بمشاركة الجميع و ملزم للدورات الانتخابية القادمة .

حاجة القطاعات جميعها تبدأ بقطاع البناء و الانشاءات الذي من الممكن ان يحرك 500 قطاع رئيسي مما يدفع الدورة الاقتصادية منتجة لا ريعية تقضي على البطالة و ترفع من القدرة الشرائية للافراد. الخبرة في هذا القطاع مطلوبة الامر الذي يتطلب الشراكة مع شركات اجنبية متخصصة و تفعيل الاستثمار الاجنبي المباشر و غير المباشر على حد سواء لرفد القطاع الخاص بالخبرة و تحسين الاداء و الرقابة على الجودة .

مدينتي 2025 لا يمكن ان تكون بمعزل عن باقي مدن الوطن ، فما جدوى بناء مطارا كبيرا و بجوار مدينتي مطار اخر، خذ مثلا مطار النجف ، انا شخصيا لم اكن مؤيدا لمطار يقع في هذه المدينة المقدسة او حتى في كربلاء ، المدينتان خططت بمعزل عن المدن الاخرى ، فحققت الايرادات العالية و طورت العديد من مرافقها على حساب مدن الجوار، كيف؟ ان الموازنة التي خصصت للطرق و الجسور في الديوانية حسبت على اساس الكثافة السكانية و ليس للمارين بها الى كربلاء و النجف سواء من داخل العراق او خارجه ، فالاستهلاك و الاندثار تتحمله تتحمله الديوانية و النجف تجني الارباح. ليس هذا منطق للمحاصصة ( حط لي و احط لك) و لكن لكي لاتهدر الاموال و ترتفع نسب الاندثار لابد لكل شيء ان يكون محسوبا و موزعا توزيعا عادلا على المدن و الافراد. مطارات اغلب الدول تبعد عن عواصمها لا يقل عن 15 كم و اما بعض العواصم و المدن المقدسة فيحرم حتى مرور الطائرات فوق اجواءها، و له اسباب امنية و اقتصادية ، خذ مثلا مطار كوالالمبور الدولي لا يقع اصلا فيها بل في ولاية سلانجور و على مسافة تبعد 70 كم عن العاصمة ، انه باب لتشغيل القطارات و سيارات الاجرة و محطات الوقود لا ستيعاب البطالة و فتح المجال للشركات الاستثمارية بالاضافة الى فتح الطرق السريعة ذات الجودة العالية و تشجيرها و التفنن بجمالية المناطق المطلة على الشارع و توسيع المنشاءات بما يجعل المدن متصلة. اذا لا يجوز بناء مستشفى للجراحة التجميلية في الديوانية بوجود اخر في المثنى (السماوة) ، لان الاستراتجيات الفرعية لابد ان تتكامل ضمن الاستراتيجية الفدرالية لتطوير القطاعات المختلفة ضمن الادارة اللامركزية. هذا التكامل بين الاستراتيجيات الفرعية ليؤدي الى دورة اقتصادية منتظمة تكفل بها حقوق الافراد في العمل و توزيع عادل للثروة.

ايها السادة النواب ضعوا رؤوسكم على الوسادة و اغمضوا اعينكم و اطلقوا العنان لخيالاتكم في حلم جميل لمدينة جميلة مثل الديوانية و اكتبوا احلامكم على الورق و سلموها الى شركات هندسية متخصصة ليصنعوا منها اهدافا نموذجية لتأسسوا لحلم طال انتظاره ليتجسد على ارض الواقع و قولوا انها ديوانيتي عام 2025.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة