الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرية المؤامرة أم مؤامرة -نظرية المؤامرة- / نَمَوْذَجٌ مستو في سورية ]

أيوب بن حكيم

2013 / 5 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


ـ 1 ـ في المنهج [ هـ 1] :
التفريق بين الميل الإيديولوجي وبين ما يفعله من يمثل هذا النهج واجب لكي لا تنتفي عن أفعالنا ما ننفيه عن ممارسات الآخرين ؛ فإن كان البعض قوميا أو يساريا أو حتى رافضيا عَلَويا فهذا لا يعني أن يكون مع المستطغي، فالخوف على الإيديولوجية شيء و الخوف على الطاغية الذي يمثلها شيء آخر[هـ 2] ؛ فهتلر كان اشتراكيا قوميا فهل نؤمن به لمجرد أن فكرانيته توافق فكرانيتَنا ؟ إن كنتُ أومن بالفكر السلفي فهل أصفقُ لاغتيال الناس بإسم السلفية ؟ أم أهاجم هؤلاء الناس الذين شوهوا السلفية ؟ إن كنت يهوديا فهل هذا يعني ضرورة أن أكون في صف "الكيان الصهيوني" ؟ إن كنت أمازيغيا فهل أكون في صف الصهاينة لمجرد أن مشكلتي ومشكلتهم و العربَ سواء كما يرى البعض ؟
ـ 2 ـ في الموضوع :

أقرأ على الفيس بوك مقالاتٍ مطولةً ترى فيما يقع لـ"سورية" مؤامرة كونية، إن صحَّ هذا صح معه أن سقوط الأصنام في مصر و ليبيا و تونس و اليمن مؤامراتٌ أيضا، يلزم من ذلك لزوما أن الثوريين في بلدي المغرب الذين أرادوا الإصلاح عن طريق الاحتجاج أيضا مع المؤامرة الكونية على بلاد المسلمين، و العجيب أن كثيرا من يساريينا يرون أن هناك مؤامرةً محبوكةً ضد النظام السوري الممانع، في حين أنهم أنفسهم يريدون الثورة على النظام المغربي الذي لا نشك في فساده، فإن هم ثاروا قال الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة ـ من مخالفيهم ـ إن هناك مؤامرةً على المغرب، فينفي "المؤمنون بنظرية المؤامرة" المؤامرةَ نفسَها لمجرد أنها تنطبق عليهم هذه المرة.. وهكذا !!

المؤمنون بنظرية المؤامرةِ يرونَ أن الكيانَ الصهيونيَّ المستفيدُ الوحيدُ من سقوط النظام السوري "الممانع البطل" !! إن كان هذا صحيحا فلم لم تعمد دول المؤامرة على إسقاط هذا النظام في الوقت الذي كان فيه ممانعا فعلا [1970 وماوراءها] و إن كان هذا صحيحا فلماذا خوّن صدام حسين صديقه حافظا الأسدَ ؟ و إن كان هذا صحيحا لماذا الجولان محتلٌّ في حين أن الجيش السوري العربي البطل كان يتنزه في ثكناته و يحارب أعداءً وهميين كدونكيخوته ؟
الغريب في الأمر أن "الإسلاميين" يرون في ثورة سورية انتصارًا على مؤامرة إيران لبث سمومها العلوية الرافضية في قلب العالم الإسلامي، فيكون الجهادُ حلا لتصفية الحسابات الطائفية، في حين يرد اليساريون و العَلمانيون على ما يقع في سورية على أنه مؤامرة، وهم في حقيقة الأمر لا يؤمنون بالمؤامرة بقدر ما يرون في سقوط النظام السوري فرصة كبيرة لسيطرة السلفيين على مقاليد الحكم في دولة علمانية يسارية و يذوي اليسار في بلد اليسار، فتكون المؤامرة نظريةً متوسَّلا بها في حين أنها نظرية مظلومة في ثقافتنا السياسيةِ الفوضوية الوثوقية .

[ يتبع ]

ـ الهوامش :

[هـ 1] لا ندعي أننا اطلعنا على كتب نظريات المؤامرة، لكن ناوشنا بعضها على استحياء وعلى رأسها كتاب"العالم مستو" و "بروتوكولات المسيري" ..وفي الكتاب الأول يرى فريدمان أن المؤامرة نسق، فال-ي يؤمن بالمؤامرة سيؤمن أن كل شيء في الكون مخطط له من قبل أعداء فكرانيته، فحتى لو خسر فريقه المفضل سيرى في ذلك مؤامرة.
[هـ 2] نظرية الخوف على الطاغية معروفة عند نيتشه، أنظرها بتفصيل من مختلف منظريها في كتاب "روح الدين" لطه عبد الرحمان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي اخي المروكي
Jugurtha bedjaoui ( 2013 / 5 / 6 - 16:24 )
تحياتي اخي المروكي سؤالي هو مادخل الامازيغ في الصهيونية والعرب وإستعماراتهم يا أخي الامازيغ هم سكان شمال إفريقيا الاصليين (موريتانيا المغرب تونس الجزاءر ليبيا حتى سيوة بمصر وكدلك شمال مالي والصحراء الغربية والساحل الافريقي وجزر الكناري وو) والامازيغ امة متسامحة حتى النخاع وهم اهل كرم واخلاق ولا علاقة لهم بالصهيونية الاستعمارية ولا بغزوات العرب الهمجية ولولا الاستعمار العربي لبلدانهم مند 14قرنا ما تجدهم اليوم في هاده الرتبة من الضعف والتخلف فقبل مجيء الهمج من ال صحراء كانت لنا امة يضرب بها المثل عند الرومان والاغريق والوندال وووو وانت تكتب من المغرب الشقيق ادا انت امازيغي وتجهل دور اجدادك في الحضارة والرقي سامحني اخي والمجد والخلود لابناء مازغ


2 - مرحبا
أيوب بن حكيم ( 2013 / 5 / 11 - 11:22 )
،أنا أمازيغي من أشهر قبيلة أمازيغية على الإطلاق وقولنا إن هناك من يقول إن العرب عليهم أن يتحدوا مع الصهاينة موجود وقلنا لدى البعض،أما فيما يخص أسطورة القومية سواء كانت أمازيغية أو عربية أو جرمانية فهي أسطورة مرفوضة وأنا اتحداك أن تأتيني بقبيلة أمازيغية لم يدخل في عنصرها العرب أو القوط قديما، فهناك من أمه أمازيغية أو أبوه عربي وهكذا
أما موضوعي فلاعلاقة له بما ذهبت إليه أما الصحراء فمغربية من مئات السنين و اذا كنت تجهل تاريخ المرابطين او السعديين حيث كانت حتى مالي والسنغال تابعة للحضةر المغربية فأنت حر، كما أن الجزائر نفسها كانت تابعة لحقب طويلة للمغرب أثناء الدولة الموحدية و المرينية ومن قبلهما الإدريسية التي وصلت الى نهر سلف و المرابطية التي وصلت الى نصف الجزائر
مع احترامي و تقديري

اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا