الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى رفاقي المعتقلين

محمد صالح

2013 / 5 / 6
الادب والفن


لا شئ يكسرنا وتنكسر البلاد على أصابعنا كفخار - محمود درويش-
إليكم زهور هذا الوطن المغدور، تسجنون لنحيا ويحيا هذا الوطن، لا شيء يغمرنا وسط هذا الهرج الكبير سوى أصواتكم تخترق ساحات البلاد وصمتكم.
خلفكم "أطفأت كل الفوانيس وزنا بالمدينة حراسها". كم هو موجع هذا الغياب وذئاب التلّ وضباعهم تغزو المكان، رحيلكم أطفئ كل الشموع وأشعل في القلب حريق، وشريان القلب فتيل. إليكم رفاقي وأحبتي، بأجسادكم النحيلة الخائرة، بجوعكم ببرد الزنزانة الخانقة بسياط الجلادين، بالصعقة القاتلة تعيدون رسم خريطة الوطن الضائعة.
إليكم نعترف الآن... إنكم ضوء البلاد. وما عاد بعد رحيلكم متسع للابتسامة، ونعرف عن ظهر قلب، "رغم الشتاء والبرد والرعد المخيف" أن لا شيء يكسركم وستنكسر عصا الجلاد على صمتكم وستنهزم "العاهرة" أمام كرامتكم وعنفوانكم. نعرف لا خوف أن جلجامش بين الضلع والضلع مدسوس، كالأدب الثوري وتسكنكم الملحمة، ونبيل ندري محفورة في القلب صورته بالمعول والمطرقة. والفاضل بينكم، بالرصاصة تسكنه، بدم الشهيد يسري في عروقكم وتحسم المعركة. اليوم الساحة الحمراء تنتصر وتحتفل، ومشكاة الأنوار شامخة وتنتظر ابنا يهلّ ويجتمع ويعتصم، اليوم نعترف أن لا شيء يغمرنا غير هاماتكم تأتي وتنتصر. اليوم نعتذر، عن الأمس نعتذر، عن دمعة الأم نعتذر، عن حصة الدرس نعتذر، وعن وجع الحبيبة نعتذر. سامحنا "سيد الجائعين" عذرا "رحالة الاتحاد". بـ"الأم" غوركي علمنا أن للأم طقوس أخرى تتركها غير البكاء والنحيب. "بالقفة" وحواجز التفتيش تمنعها تدرك الأم أن لا شيء ينصفها غير تحطيم القيود. نقسم بالشرف، بدمع الأم، وعدا لا رجعة فيه، أن ينتفض القلم والمحبرة، أن نسقي الأرض عرقا، بالدم إن شاؤوا، وإن منعوا فسنزرع في الشارع قبر الشهيد. وفي السجن ستنغلق الأرض من تحتهم وستنبت في الجدار سنبلة وسنزرع في الزنزانة نخلة فيميد السقف وينكسر، ولا شيء يكسركم وينكسر السجن على أصابعكم كفخار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طنجة المغربية تحتضن اليوم العالمي لموسيقى الجاز


.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم




.. أول حكم ضد ترمب بقضية الممثلة الإباحية بالمحكمة الجنائية في


.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء




.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق