الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لافتات احمد مطر

محمد ثامر

2013 / 5 / 6
الادب والفن


لافتات احمد مطر
د.محمد ثامر
عله شيء جديد أن تأتي بمعادلة رياضية بثلاثة حدود وتحاول زجها في أتون الشعر متراكم جذاب متناقض ولكنها محاولة والمحاولة قد تفلح .
إن القراءة المتأنية وحتى المتسرعة لشعر مطر ستكشف عن الحدود الثلاثة لهذه المعادلة وهي الشاعر والحاكم والقصيدة وفقا لرسم رياضي يأخذ الصيغة التالية :
الشاعر x الحاكم = القصيدة
وهكذا فكل لافتات مطر كانت بهذه الصيغة ، شاعر يجند ما أوتي من طاقة وما تعلم من فن ضد حاكم يجند ما أوتي من سلطة وما تعلم من دهاء لتخرج قصيدة تفضح هذا وذاك .
لم يدخر مطر وهو الحد الأول في هذه المعادلة ما بوسعه من مكنات وما في قاموسه وقاموس غيره من كلمات ولم يمنع قدماه من أن تلج بسلاسة كل مسلك غير أنه حاول جاهدا توظيف النصوص القرآنية واستعارة الإيحاء الرباني نطقا ودلالة ورمزا فعمد إلى المشهور من السور وركن إلى الميسور من الآيات من غير تفريق بين محكمها ومتشابهها وبين أولها وآخرها مدنيها ومكيها أو سبب نزولها .
وإنما حتى من جدوى استخدامها فالنص القرآني عند مطر ليس صكا تعبديا يتلقفه ناسكا يجهش بالتقوى ويتوسل بالدعاء ، بل هو سلاح من أسلحة الثورة أو تشخيصا من تشاخيص الألم كرس في ذات القصيدة مصطفا مع غيره من التعابير أما لدلالة اللفظ بمعناه على فعل التأثير والانفلات أو لتعميق صورة الحزن وتجسيد معاناته .
" فإذا كانت الثورة محاولة جذرية لتغيير الواقع بمختلف مستوياته فإن عوامل التغيير على صعيد الأدب بمعناه الشامل يتجلى في أنماط متعددة للتحول كالقسرية وتجاوز المألوف والأيدلوجيا ، وهي أشكال للأدب نفسه وبالتالي فإن لها قدراتها التي تمارسها من أجل تغيير الواقع استنادا إلى ما تملكه من ترابط وثيق مع الوضع الاجتماعي والسياسي السائد في البلاد العربية والمتأتي من حقيقة أن النضال العربي مكرسا ضد الاستغلال والقهر الطبقي .
غير أن وقفة متسائلة قد تجد سبيلها هنا ، فاستلهام مطر للفيض القرآني ومحاولة الاستشفاف منه ينحصر زمنيا باللافتات التي سطرها مطر في الثمانينات من القرن المنصرم وهذا بحد ذاته قد يستجدي توقف آخر . . وتساؤلات أخرى . . لماذا اتسمت هذه الفترة بهذا اللون من الشعر ؟ ولماذا لم يكتب هذا اللون من الشعر قبل هذه الحقبة أو بعدها ؟ وهل سيكتبه مرة أخرى ؟إن واحد من أبرز أسباب شيوع قصيدة بعينها أو شعرا برمته هو تدارك حاجة المتلقي واستخدام المفردة التي تسير سد مثل هذه الحاجة وليس للمتلقي العربي ولعا أكثر من ولعه بالدين أو شغفا أوضح من شغفه بمفردات الإسلام التي تمنهج للثورة أو تهلل لها . . .
ولعله السر ذاته وراء شيوع لوحات قباني المرسومة بالكلمات ومواويله وتصاويره وشهاداته التي صيرت المرأة إلها تتذرع له الأيدي بالجمال والحب والأعيب في فترة كان فيها المتلقي العربي يعيش عصرا رومانسيا حالما . . وليس الأمر بمختلف جدا مع شعر السياب وتجربته في الانفلات من ربق البناء التقليدي للقصيدة هيكل جديد لها ذلك الانفلات الذي جاء منسجما مع الحاجة للتجديد والتغيير .
لم يكن مطر يعلم ربما وهو يسطر لافتاته فحوى هذه القاعدة ومضمونها وأبعادها ولكنه مع ذلك استنجد بالنص القرآني وعمل على دمجه في خضم أبياته ولكن هذا الاستنجاد اتخذ صيغة الاستعانة بالنص القرآني عنوانا للقصيدة أو مستهلا لها أو خلاصة في آخرها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي