الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اخلاقيات رجال الاعمال والتحول الديمقراطي

ثائر الربيعي

2013 / 5 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


من المؤكد ان التحول الديمقراطي الذي شهده العراق بعد زلزال 2003،فقد أصبح لدى المواطن بغض النظر عن تنوع الدين والمعتقد سلاحه الذي يصنع به الحكومة من خلال الحريات المدنية والتني هي حرية التعبير والرأي ،والحرية السياسية بالمساهمة في حق التصويت للانتخابات وتولي المناصب الحكومية ،هذا هو التغيير بطريقة حضارية وبأسلوب الحياة المدنية لتشكيل حكومة وفق النهج الديمقراطي الذي يؤمن انتقال السلطة بكل هدوء دون اراقة الدماء وانتهاك الأعراض واغتصاب الحقوق ،وتعريض السلم الاهلي للمجتمع ومكوناته ونسيجه الاجتماعي للخطر .
هذا التغيير الديمقراطي الذي طرأ على الساحة رافقه تحول بعجلة الاقتصاد للتحرك نحو الامام فنهضت في الوطن ثورة تجارية بعد الانقطاع عن العالم بسبب الحصار الاقتصادي الذي فرض على البلد وكان المتضرر الوحيد منه هو الشعب العراقي ،هذه النهضة كات تجارية سياسية وتجارية واقتصادية وثقافية وعلى مختلف الصعد بعد سبات طويل ،الانفتاح الاقتصادي على العالم في حركة الاستيراد والتصدير القى بضلاله على ازدهار السوق وتفعيل حركة العمل وتحسين مستوى دخل الفرد وخصوصا شريحة الموظفين الذين كانوا يتقاضون رابتاً لا يتناسب مع شراء ابسط مستلزمات مقومات الحياة المدنية ،نجده اليوم لديه القدرة الشرائية سواء على صعيد المأكل والملبس وتأهيل المنزل واقتناء ما تطرحه الأسواق لسنوات قضاها الفرد العراقي في جوف الحرمان بسبب سوء السياسة الاقتصادية المتبعة انذاك ،هذه الممكنة التاجر هو اللاعب الماهر والأساسي والمساهم بشكل فاعل في ادارتها باستيراد السلع والبضائع ورفد الاسواق بكل ما يحتاجه المواطن هو يساعد ويساهم بعملية التغييرفي بناء منظومة الدولة الحديثة ،يؤدي دوراً كبيراً بجانب الحكومة في معركتها الحاسمة مع الارهاب لتهيئة اقتصاد امن ومستقر .
ان مهنة التجارة هي مهنة مشرفة امتهنها أنبياء ورسل وفي مقدمتهم الرسول الأعظم،حيث كانت صفة الأمانة والإخلاص في عمله هي الدالة عليه حتى لقب بالصادق الامين ،لأنه لم يخن ويغش في تجارته ويدلس بالبضائع حتى يجنى الأرباح الطائلة ،ان كل الأديان والسماوية والحضارات حقرت من قيمة المفسد في عمله لما يتسبب من أضرار تؤذي المجتمع والدولة ،وقول الرسول (من غشنا ليس منا) وقوله (أد الأمانة لمن ائتمنك ،ولا تخن من خانك) .
ان البلد اليوم بأمس الحاجة لرجال اعمال لديهم اخلاقيات المهنة وقواعدها والتزام بثوابتها واهمها الخلق الحسن في معاملة الناس (فالدين المعاملة) لا ان نضرب عرض الحائط هذه الثوابت في سبيل الكسب للأموال وعلى حساب افراد المجتمع من خلال التلاعب بنوعية المواد المستوردة من البضائع للبد ،فالغش لا يحكمه سوى عدالة الضمير،والذي اصبح ظاهرة يفتخر بها التجار الجدد أصحاب الشركات ذو القائمة السوداء بسبب تخليهم عن قيمهم وفكروا تحت شعار (كيف نربح وبأسرع وقت ممكن) ووزارة التخطيط في كل يوم تصدر مئات القوائم السوداء وتعلن عنها بسبب مخالفتها لشروط العمل وللظوابط والتعليمات ،والجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية (صمام الامان) مستمر بفحص الآلاف للسلع والبضائع ويقول كلمته الفصل في الصالح منها والطالح ،والأسواق لا تزال غارقة بسلع رديئة ووجود النفوس الضعيفة ساعد الطين بلة ،ان الكثير من التجار الأوائل المشهود بنزاهتهم ووطنيتهم رحلوا عن الوطن واغلقوا مصانعهم وحملوا اموالهم الطائلة للبلدان التي استقروا فيها وذلك لوجود التسهيلات اللازمة التي تؤمن حرية تنقلهم ،والسرعة في الانجاز بعيداً عن البيروقراطية القاتلة والتواقيع التي ليس لها اول ولا آخر، لقد استفادت الدول المضيفة لهم في استثمار الأموال بفتح الشركات وامتصاص الايدي العاملة ،ليؤسسوا ثروة صناعية من خلال مصانع عملاقة وشركات ضخمة ،والخاسر الوحيد هو المواطن البسيط الذي يبحث عن فرصة عمل يعيش بها ويؤمن حاجاته عائلته ،والبطالة تتزايد وتتفاقم ولامن مجيب ،ولعل حادثة صحاب احدى الشركات الضخمة الصينية الموردة للبلد مع احد التجار العراقيين الجدد عندما دعاه لمأدبة غداء على شرفه في الصين ،فقال له (هل هذا الطعام حلال وفق الشريعة الاسلامية ) فتفاجئ الصيني وقال له (انك طلبت مني ان أغش في بضاعتك واقلل من جودتها دون وازع ضمير يردعك ،وتساءل عن الأكل هل هو حلال حرام ،هل الدين الإسلامي يحلل الغش ويحرم الاكل ) أن الدول الأسيوية انتقل أليها الاسلام وأصبح دين الدولة الرسمي بسبب عظمة الأخلاق التي تحلى بها التجار في صدقهم وحسن معاملتهم ووفائهم للعهود التي يقطعونها كل تلك الصفات وغيرها دفعت الدول لاعتناق الإسلام وليس بقوة السيف وظلم الشعوب وقهرهم وتحت مسميات خلقها الطغاة والمستبدين لأجل بقاؤهم في السلطة .
أن الدولة مطالبة بأكثر من أي وقت بفتح قنوات الحوار والتواصل مع أصحاب الشركات الضخمة من العراقيين في الخارج ،وإرسال وفود أليهم والجلوس معهم على طاولة للتعرف عن قرب لطبيعة المشاكل والمعوقات التي تعيق قدومهم للوطن ،من خلال أقامة المؤتمرات والندوات والورش وتقديم التوصيات اللازمة والمقترحات ومتابعة ما يصدر من مقررات لا ان تترك الأمور دون متابعة لغرض الوقوف على طبيعة حجم المشكلة ،
وعلى الحكومة ان تجعل من ضمن الشروط الواجب توفرها في هوية التجار لتصنيف المقاولين ان يجتازوا أمتحان (ثقافة النزاهة وأخلاقيات المهنة )تضعه وزارة التخطيط بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة في التعليم ،لكل من يقدم على تأسيس شركة لغرض معرفة أهليته لطبيعة حجم العمل المقدم عيه، او مطالبتهم بشهادة من احدى الدول التي تقيم دورات في فن اتقان العمل تؤيد ذلك ،فالكثير من الاعمال التي انيطت للشركات الأهلية كان درجة نجاحها متدنية جداً والشواهد كثية على ارض الواقع ،بل حتى الشركات الأجنبية المتعاقد معها للقيام ببعض الإعمال هي غير رصينة قياساً للشركات ذات الصيت الواسع العازفة عن المجيء للعمل بسبب عدم أعطائها رشا لبعض صناع القرار،فعملها الناجح هو شهادة منشائها وجودتها ،وليس تلك الشركات سيئة السمعة والتي تدار اجتماعاتها ومحاضر جلساتها في المقاهي الشعبية التي تقدم بها الشاي والاركيلة ،او مطاعم ذات الخمس نجوم التي تجرى فيها الموافقات الاصولية ،لقد غادرنا الاحتلال ونفذت شماعته التي كنى نعلق عليها أخطاؤنا ،فالسيادة كاملة والقرار عراقي خالص وعلى الآخرين ان يدركوا ان الامم تمضي للرقي لمستقبل امن وتسوده العدالة والكرامة الانسانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة