الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تترقب أمريكا و اسرائيل سوريا قبل البدء بمحاسبة ايران ؟

ريهام عودة

2013 / 5 / 6
السياسة والعلاقات الدولية


بدا المحللون و المعلقون السياسيون الاسرائيليون عبر البرامج الاخبارية و الصحف الاسرائيلية هادئون و متحمسون أثناء تعليقهم حول أسباب قصف اسرائيل لأهداف و منشآت عسكرية تابعة للنظام السوري الذي يرأسه الأسد ،و بدأت الصحف الاسرائيلية بوصف التقنيات العسكرية المتطورة التي استخدمها سلاح الطيران الإسرائيلي في تدمير مخازن السلاح و الذخيرة لجيش النظام السوري ، مما أعطى انطباع لدى العديد من المراقبين أن اسرائيل تبدو واثقة بنفسها بسبب إمكانياتها العسكرية المتطورة و رد فعلها القوي على أية تهديدات خارجية موجهة ضدها من قبل النظام السوري أو حزب الله أو حتى إيران.

إن ما قامت به اسرائيل مؤخراً من قصفها للأهداف العسكرية السورية ما هو إلا رسالة مباشرة موجهة لحزب الله و نظام الأسد و إيران ، بأنه لا يجب أن يتجرأ أي طرف على أن يهدد أمن اسرائيل القومي و أن اسرائيل لن تسمح لأي جهة كانت بأن تنقل أسلحة لقوات حزب الله في الجنوب اللبناني سواء كانت تلك الأسلحة كيماوية أو أسلحة تقليدية ، خاصةً عند ظهور بعض مؤشرات تدل على استخدام قوات الأسد لأسلحة كيماوية في الأراضي السورية،و أيضاً بعد الإعلان الذي أطلقه الأمين العام لحزب الله ، حسن نصر الله عبر وسائل الاعلام حول دعمه الشديد للنظام السوري و بأنه لن يسمح بأن تسقط سوريا بأيدي الثوار و أكد أن قواته مستعدة للدفاع عن سوريا ضد أي عدوان محتمل من قبل اسرائيل و قوى التحالف الغربية التي تدعم المعارضين و الثوار السوريين.

و نستطيع القول ، بأن الهجوم الإسرائيلي الأخير على سوريا ما هو سوى مؤشرات جدية لاحتمال حدوث حرب اقليمية كبيره تغير من موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط و تبدأ بمجرد بداية استسلام جيش النظام السوري التابع للأسد لمطالب المعارضة السورية و قد تتضح معالم تلك الحرب أكثر بعد ظهور نتيجة الانتخابات الايرانية المقبلة في شهر حزيران 2013 حيث لدى الولايات الأمريكية المتحدة أمل و لو كان ضعيف بأن يحدث ربيع ايراني و أن يقوم الشعب الايراني بتغيير النظام الإيراني الحالي عبر صندوق الانتخابات الإيرانية ،مما قد يؤدي إلي ظهور نظام حكم إيراني جديد قد يتحالف مع الغرب و لا يوجد له طموح كبير في إكمال المشروع النووي الايراني و هذا ما أشار إليه مؤخراً وزير الدفاع الأمريكي هيغل أثناء زيارته الأخيرة لإسرائيل عندما عرض على الإسرائيليين وصف للقنبلة الأمريكية المتطورة و عندما حاول إقناع الإسرائيليين بعدم التسرع للهجوم على إيران حتى يتم اعطاء فرصة للجهود الدبلوماسية و التعرف على نتائج الانتخابات الايرانية.

ومن الجدير بالذكر ، أن اسرائيل حالياً تتشوق بشدة لشن هجوم عسكري على المفاعل النووية الايرانية ليس فقط من أجل انهاء المشروع النووي الايراني و لكن من أجل اضعاف وردع النظام الإيراني الحالي الذي يشكل خطر كبير على أمن اسرائيل القومي في الفترة الحالية والذي قد يستمر تهديده لعدة عقود زمنية في المستقبل في حال استمرار الحزب الإسلامي الإيراني (ائتلاف بناة إيران الإسلامية) الذي ينتمي إليه الرئيس الايراني محمود نجاد ، حيث يدعم النظام الايراني الحالي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة معظم الحركات الإسلامية الجهادية المتواجدة في الشرق الأوسط فهو من المعروف لدى الكثير أن إيران تعتبر من أهم المساندين لحركة الجهاد الاسلامي المتواجدة بقطاع غزة و التي تطلق عناصرها العسكرية بين الحين و الأخر عدة صواريخ تستهدف الجنوب الإسرائيلي ، كما أن لدى اسرائيل شكوك حول تدخل المخابرات الايرانية في دعم بعض المجاهدين البدو المتواجدين في سيناء و الذين يشكلون تهديداً لأمن الحدود الإسرائيلية مع مصر ، عدا عن الدعم الايراني لقوات حزب الله التي تهدد أمن الحدود الشمالية الإسرائيلية مع لبنان. لذلك ترى اسرائيل أن معظم حدودها محاصرة بأعداء شرسين مدعومين من النظام الايراني الذي يحاربها بطريقة غير مباشرة عبر حلفاؤه بالمنطقة .

أما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فهي مجبرة لدعم اسرائيل أمنيا وذلك بناء على الاتفاقيات الأمنية الموقعة بينها و بين اسرائيل منذ عام 1952 حسب الوثائق الأمنية المنشورة في الموقع الالكتروني للمكتبة الافتراضية اليهودية، حيث تشير تلك الوثائق إلي تعهد الولايات المتحدة الأمريكية لتقديم الدعم اللوجستي و العسكري لإسرائيل و التعاون و التنسيق الأمني معها من أجل محاربة الارهاب حسب وصفهم.

لذلك يمكننا القول أن الولايات المتحدة الأمريكية تراقب حالياً عن كثب و بحرص شديد أحداث الثورة في الساحة السورية و تفاعلاتها بالمنطقة مستخدمة بذلك أسلوب إدارة الأزمة عن بعد و مستعينةً بشريكتها الاستراتيجية اسرائيل التي تقوم بتنسيق مباشر مع أجهزة المخابرات الامريكية من أجل الحصول على معلومات حول أماكن وجود الأسلحة الكيماوية السورية و مخازن الأسلحة و الذخيرة التي يمكن أن تصل ليد حزب الله أو الي أيدى قوات بعض الثوار السوريين المتطرفين الذين يتبنون فكر القاعدة حسب زعم كل من أمريكا و اسرائيل.

و أخيرا أعتقد أن اسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية يتبعان أسلوب "الكماشة " في تعاملهم مع الملف الايراني فهم يحاولان أن يحاصرا حلفاء ايران في المنطقة و القضاء عليهم قبل البدء مباشرةً بتنفيذ ضربات مباشرة لإيران إذا تتطلب الأمر فهم بكل بساطة يترقبا سوريا وحلفاء ايران قبل البدء بمحاسبة إيران نفسها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات