الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حملة 15 مليون توقيع لسحب الثقة من مرسى بين الوهم والحقيقة

جمال عبد الفتاح

2013 / 5 / 6
مواضيع وابحاث سياسية



تفجرت ثورة يناير واستمرت موجاتها المتتالية حتى الان لتحقيق شعار " الشعب يريد اسقاط النظام" وبناء نظام ثورى جديد , ودولة ثورية جديدة , نظام قائم على العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة الانسانية . وعبر تجربة النضال الثورى على مدى اكثر من عامين اكتشفت القوى الثورية والشعب ان الاطاحة بالطاغية ورجال حكمة المقربين فى 11 فبراير دون اسقاط دولتةالاستبدادية , دولة الظلم الاجتماعى والسياسى , دولة الراسمالية والتبعية لامريكا واسرائيل لايعنى اسقاط النظام من قريب اوبعيد , طالما احد المؤسسات القديمة كالمؤسسة العسكرية هى المستمرة بالحكم . وتحكم البلاد بنفس السياسات والقوانين والثقافة القديمة , حتى لو تغير بعض افراد الحكم , وعبر اجهزة الدولة القديمةالظالمة والفاسدة وقد تعلم الثوار والشعب من تجربتهم الخاصة عبر المسيرة الثورية ان الانتخابات البرلمانية والرئاسية والاستفتاءات ـ بدليل نتائجها المرة ـ ليست سوى محاولات لتصفية الثورة بانهاك القوى الثورية وتشوية وعيها فى معارك لا تخصها .انما تخص الطبقةالراسمالية , ورجال الحكم القديم , والمتحالفين معهم , للدفاع عن مصالحهم , واعادة بناء اجهزة ومؤسسات النظام القديم التى اصابتها الثورة بالكثير من التشققات والتفكك من اجل الاجهاز على الثورة فى النهاية.
فكيف يمكن الان بعد مقاطعة 70 % ـ ممن لهم حق التصويت ـ الاستفتاء على دستورالاخوان الرجعى , وانفضاح طريق الانتخابات التى جاءت بمرسى وجماعتة للسلطة, وماجلبتة من ازمات وشرور جعلت الجميع يناضلون من اجل اسقاط سلطة الاخوان , وكامل النظام , وليس راسة كما حدث من قبل . اى اسقاط دولة القمع باجهزتها المختلفة من شرطة وعسكر وقضاء وقوانين وسياسة رجعية تحكمنا لعقود طويلة , فكيف يمكن بعد كل هذا الوعى الثورى والتضحيات الجسام ان يتقزم النضال الثورى الى سحب الثقة من محمد مرسى كرئيس , واجراء انتخابات رئاسية مبكرة , وهو ما لاتختلف معة امريكا وكل قوى الثورةالمضادة . والتباين الوحيد بينهم هوالتوقيت المناسب . خاصة بعد ان سقط"مرسى"وحكم الاخوان شعبيا لممارساتهم الاجرامية والدموية اليومية , وتفاقم الاوضاع المعيشية لدى الاغلبية الساحقةمن الشعب المصرى بشكل غير مسبوق .
كيف يكون ذلك , وقوى الثورة تناضل من اجل اسقاط النظام , وفى القلب منة سلطة الاخوان , بالنضال الواسع المكشوف كما حدث فى ديسمبر الاتحادية , وفى موقعةالجبل , وفى التحرير وبورسعيد والاسكندرية وغيرها من المدن . نفس طريق الاطاحة بمبارك , ومن بعدة العسكر, وهو ماعلمتنا الثورة اياة . ان الاطاحة بالطاغية وسلطتة ـ فما بالك بنظامة ـ لن يكون الا بانتفاضة ثورية كبرى قادرة على التطويح النهائى بكل اعداء الثورة واقامة سلطة الطبقات الشعبية من الميادين .
فهل يمكن تحقيق مثل هذا الهدف من خلال جمع 15 مليون توقيع لسحب الثقة من "الرئيس مرسى" واجراء انتخابات رئاسية مبكرة , لياتى رئيس جديد من داخل النظام القديم ,حتى لو كان من جبهة الانقاذ . فكلهم خدم النظام القائم , ولا يريدون لة ان يسقط , انما يريدون منة فقظ بعض الاصلاحات فى قانون الانتخابات , وبعض التعديلات على الدستور الاخوانى الرجعى , و"حكومة محايدة" ـ ياللوهم , واين هى مثل هذة الحكومة فى اى مكان فى العالم ـ ومن ثم اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة . يكون كل هدفها بالطبع حماية النظام الرجعى القائم من الانهيار تحت ضربات الثورة .بل ودفن الثورة والى الابد , بعد استنفاذ طاقتها فى مثل تلك الالاعيب المهلكة .
اننى لااطعن فى اخلاص الشباب القائم على هذة الحملة . لكنهم بعملهم هذا يصبون الماء فى طاحونة النظام المعادى للثورة .ويهبطون بمستوى العمل الثورى فى مواجهة الة القمع اليومى والاحتجاجات الاجتماعية الواسعة الى مستوى العرائض القانونية التافهة واساليب نضال ماقبل الثورات , بل ويضعف حالة الانتفاض الثورى المستمر, وكاْن الثورة قد انتهت كما تروج اجهزة الاعلام الرسمية , واللبراليين والانتهازيين , مما يخلق اوهاما حول ازاحة "مرسى" وسلطة الاخوان دون ازاحة كامل النظام , واقامة السلطةالثورية , والدولة الديموقراطية الشعبية , وكاْن درس الاطاحة بمبارك , واستيلاء العسكرعلى الحكم للحيلولة دون انتصار الثورة لم يتم استيعابة من قبل القوى الثورية جيدا , ولايهم ان تساعد بعض القوى الثورية بغفلتها او لقصور وعيها مرة اخرى قوى الثورة المضادة فى انقاذ النظام القديم من السقوط تحت ضربات الثورة القادمة .
يبدو ان لحظات الهدوء النسبى التى تسبق العواصف الثورية كما هو الحال الان تكون مناخا مناسبا ـ فى ظل غياب تنظيم ثورى حقيقى ـ لافكار واساليب غير ثورية من قبيل حملة ال15 مليون توقيع , يندفع اليها اعداد من الشباب الثورى غير المتحقق فى عمل ثورى منظم , ولضعف الخبرة السياسية للمشاركة فى مثل هذة الحملات للخروج من حالات الاحباط والياْس التى تصاحب فترات ما قبل الموجة الثورية القادمة .
ان كل الانتهازيين امثال قادة "جبهة الانقاذ" الذين يتحدثون باسم الثورة سيفرحون كثيرا بمثل هذة الحملة . فهى تمد لهم طوق نجاة ضد صلف "مرسى" وجماعتة . على امل ان يؤثر زخم مثل هذة الحملات على السلطة وقوى الثورة المضادة لتلتقى فى منتصف الطريق بانتهازيى جبهة الانقاذ ,والمجموعات السلفية المختلفة مع الاخوان الان على تسوية مرضية للجميع تفتح لهم طريق تغليب المصالح المشتركة بينهم ,طريق تصفية الثورة ودفنها الى الابد من اجل استمرار النظام القديم وان بتعديلات شكلية محدودة










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني