الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دم الأطفال أحمر

يوسف عكروش

2013 / 5 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


دم الأطفال أحمـــــــــر
ليس "يا أسود يا أبيض"!
وليس الأســـد أو حمــد
كعادتنــــا نرفــــض ونستنكــر... ولا نملك كأفراد غير ذلك!؟ وذلك "أضعـــف الأيمـــان... نرفض ونستنكر العدوان الصهيوني على سوريا.
وقبل وبعد نرفــض وجــود الكيـــان الصهيونـــي على أرضنا العربية، ولا نعتـــرف بهذا الكيان الغاصب، وندعو إلى مقاومته، وتفعيل كل قوانين المقاومــة الشعبيــة في وجه هذا الكيان "وأصحابه" الامبريالية العالمية وفي المقدمة منها، أكبر دولة للعدوان، أميركا.
يجري استثمار هذا العدوان بطريقة ممنهجة، لتجيير التعاطف الشعبي العربي مع نظام بشار الأسد وعصابات القتل والإجرام، التي تمارس أبشع صنوف القتل والتدمير ضد شعبنا العربي السوري، ويجري التجييش على أن مواجهة هذا العدوان هي في دعم عصابات القتل في سوريا، وقمع الثورة الشعبيـــــة السوريــــة البطلة في ظل حملة منظّمة، من قبل تفكير قومي ووطني ضيق، يحصر ويختصر الوطنية والقومية بالأرض، بدلاً من الأرض والشعب، وذلك لتشويه الثورة، وتحميلها مسؤولية العدوان!؟
كذلك يجري تزوير الحقائق، واللعب على سيمفونية مواجهة العدوان، بأن من لا يقف مع بشار الأسد وعصابته، هو وقوف في الصف الآخر ومع العدوان؟! كـــــــذا؟! وسؤالنا لهؤلاء: أي صف آخر هذا، ومنذ متى كانت هذه العصابات بمواقفها الفعلية وممارساتها ونهبها وقهرها وقمعها وقتلها وبطشها واستثماراتها في أميركا ذاتها في صفٍ غيــــر صـــــف الــــدول المستعمـــــرة؟
أم أن كذبة الممانعة وغيرها كَبُـــــرت وتضخمت إلى الحدّ الذي يدعونا لتصديقها؟
العدوان الصهيوني على سوريتنا الحبيبة ليس الأول، ولم تكن الاعتداءات السابقة - التي لا زال الاحتفاظ بحق الرد عليها في الثلاجات منذ عقود- ، وعليكم أن تفكروا لماذا لم يرد على تلك الاعتداءات وعلى الأخير أيضاً؟! العدوان ليس بسبب الثورة، والتي يسعى البعض لتحميلها المسؤولية، بل أن الاعتداءات بسبب التخاذل والتآمر الرسمي العربي وعصابات الحكم العربية منذ عقود ومن ضمنها عصابات الحكم في سوريا، وهناك سبب إضافي، ويتمثل بالخشية من أن تستفيد منها الدولة بعد الثورة، وتحديداً في مواجهة إسرائيل .

إن محاولة فرض ثنائية: إما معي أو عليّ، ثنائية لفظها التاريخ، وتصوير الأمور، إما الأسد أو حمــــــد، لهو بؤس وفقر شديدين؛ فلون دم الشهداء أحمر، وهو لون أصيل وليست الأمور بهذه الثنائية أيها السادة.
إن تصوير العدوان كعلامة فاصلة، واستثماره لاستدرار العطف وتهييج العواطف ضد الثورة، والهتاف لبشار الأسد، وتصوير كل من يخرج عن السرب بأنه عميل للقزم حمد والسير في مخططه، هو تزوير للواقع، وتعامي عن الحقائق.
إن حمداً وأمثاله، لايجوز تصويرهم على أنهم، والوهابية هم صانعوا المؤامرة، فهذا تكبير لدورهم، وما هم إلا دُماً بأيد الأسياد المحركة، وهم الدول الامبريالية وعلى رأسها أميركا ذاتها، وقطر من الناحية الفعلية محتلة، والجزيرة العربية لا يحكمها فعلياً آل سعود وبقية المشيخات، بل القواعد والعسكر الأميركية.
نعم. تتعرض المنطقة لمؤامرة متشابكة الأطراف حاكها ويحيكها، ويتابعها دول الغرب الرأسمالي بزعامة الأميركان، وحديثاً دخل على الخط الرأسمالية المافياوية العصاباتية الروسيــــــــة؛ فهـــــم جميعاً يتآمرون على المنطقة وشعوبها ولا يعنيهم الدم العربي بقدر قطرة نفط وفقاعة غاز، وواهم من يعتقد أن روسيــــــــــــــــــــــــــــــا تدافع عن سوريا الشعب والوطن بقدر ما تدافــــــــــــع عن مصالحهـــــــــا في المنطقة - فهي دولة إمبريالية كأمريكا وغيرها- وأهمها ما استجد من أمور الغاز المقابل للساحل السوري، وقواعد الغواصات النووية في البحر المتوسط – طرطوس.
إن روسيا اليوم ليست الاتحاد السوفياتي، بل هي دولة العصابات الرأسمالية الفاجرة، ولن تتورع عن عمل أي شيء يخدم مصالح عصاباتها ومافياتها، ولم ننسى بعد إدارة يلتسين- بوتين عندما ضربت مقر البرلمان الروسي بالمدفعية والدبابات، وبذلك تتماهى عصابات الحكم في سوريا مع عصابات الحكم في روسيا؟! أما إيران فمن لا يتذكر صمتها وتسهيلها لضرب العراق واحتلاله من قبل الناتو، وما تفعله الآن في العراق من تفتيت وتخريب، فهي معنية بمصالحها وحضورها في المنطقة والدور الإقليمي، وواهم من يعتقد أنها تدافع عن مصالح سوريا أو العرب الحيوية؟

يشارك في المؤامرة أنظمة حكم ابتليت فيها أقطارنا العربية وهي عبارة عن مجموعات مافياوية وعصابات زعران وكل عصابات الحكم العربية شريكة في المؤامرة مع اختلاف الأدوار والضحية هي الشعوب العربية. كذلك وبمساعدة عصابات الحكم وبقرار من أسيادهم المستعمرين، يجري محاولة سرقة ثورات الشعوب، وتزويرها تجييرها لصالح مصالحهم، وحرفها عن مساراتها الحقيقية كانتفاضات جياع ومهمشين ومفقرين ومقموعين ومضطهدين... ومحاولة صبغها بألوان، لا علاقة للشعوب بها، من جهاديين ونصرة وغيره من الألوان التي، تمّ تصنيعها في مختبرات أميركا وأوروبا؟!
والبديـــــــــــــــــــــــــــل هو العمــــل على تفعيل المقاومــــــــة الشعبيــــة والوقـــــوف فـــــي وجــــه العدوان الصهيوني، ودعم حركات الشعوب العربية التي انتفضت على سجانيها، ودعم الثورة السورية الشعبية، ومحاولة مساعدتها للانعتاق ممن يحاول أن يركبها ويحرفها عن مسارها، وشوه صورتها النقية الناصعة كانتفاضة شعبية سلمية تنشد الخبز والحرية والكرامة.
إن تحريــــــــــــــر الشعـــــوب العربية من مافيــــــات وعصابـــــات الحكــــــم المجرمة خطوات تسهم في تحرير الإنسان العربي، وتصب في بوتقة تحرير الأوطان، ومن ثمّ تحرير الوطن المغتصب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من يتحمل مسؤولية تأخر التهدئة.. حماس أم نتنياهو؟ | #التاسعة


.. الجيش السوداني: قواتنا كثفت عملياتها لقطع الإمداد عن الدعم ا




.. نشرة إيجاز - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة


.. -تجربة زواجي الفاشلة جعلتني أفكر في الانتحار-




.. عادات وشعوب | مدينة في الصين تدفع ثمن سياسة -الطفل الواحد-