الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلف شيطاني بين الإرهابيين في سوريا وبين العدو الصهيوني

عليان عليان

2013 / 5 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


جاء العدوان الثالث ، على سوريا خلال هذا العام ، ليكشف حقيقة التحالف ، بين أطراف ما تسمى بالمعارضة السورية ، وبين العدو الصهيوني ، الذي حسم أمره ، من خلال دراسات ، وقراءات سياسية وأمنية إسرائيلية ، وآخرها ما جاء في خطاب رئيس الموساد الإسرائيلي السابق مائير دوغان ، في المؤتمر السنوي لصحيفة " جيروزاليم بوست الإسرائيلية ، " بأن على (إسرائيل) إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأنه لا ينبغي التخوّف من وصول حكم إسلامي متطرّف في سوريا لأن السعودية ودول الخليج ستهتم بوصول نظام معتدل إلى سدّة الحكم ".
تصريحات مائير دوغان ، بشأن إسقاط النظام في سوريا ، كضرورة ملحة ، لإسقاط حلف المانعة والمقاومة ، ارتبطت بدور سوريا المركزي في إسناد المقاومة ، في جنوب لبنان وفلسطين ، وبدورها في رفض التطبيع ، مع العدو الصهيوني .
والمتابع الدقيق للموقف الصهيو -أميركي حيال سوريا يرصد ما يلي :
أولاً: أن الكيان الصهيوني ، هو الذي يركز في كل لحظة أكثر من غيره على تحميل النظام ، مسؤولية استخدام الأسلحة الكيماوية ، رافضاً ما صدر عن أحد المحققين الدوليين ، كارلي ديل بونتي ، حول توفر أدلة دامغة بشأن استخدام " المعارضة العسكرية " لهذه الأسلحة وتحديداً غاز السارين ، الذي راح ضحيته العديد من المدنيين في خان العسل و(16 ) جندياً من الجيش السوري .
ثانياً: أن الكيان الصهيوني ، يسهل مهمة قطعان الإرهابيين في الجولان ويعالج جرحاهم ، ويسمح بمرورهم ، من لبنان عبر الجولان ، وقد تم رصد وتصوير عمليات تسللهم ، إلى محافظة درعا ، وبثها عبر بعض الفضائيات .
ثالثاً : أن الكيان الصهيوني ، يستهدف جر الجيش السوري إلى حرب معه ، في الوقت الذي يحارب فيه هذا الجيش ، على كل الجبهات في سوريا لإسقاط المؤامرة ، ويهدف العدو الصهيوني ، من هذا التكتيك شل قدرات الجيش العربي السوري ، وتمكين مجاميع الإرهابيين من حسم الحرب ، ضد الجيش والدولة السورية .
رابعاً: أن هذا الكيان ، هو الذي يحفز أوباما ، وبشكل متصل لمغادرة تردده بشأن ضرب سوريا ، وتزويد المعارضة بأسلحة نوعية لحسم الحرب ضد الدولة والنظام .
خامساً : أن الولايات المتحدة ، بدأت ترفع من وتيرة تهديدها لسوريا عندما اكتشفت ثبات الجيش السوري ، بعد سنتين من الحرب ، وتماسكه وعدم انشقاق أي وحدة من وحداته ، بما يعني أن المفاوضات لو جرت ستجري في ظل ميزان قوى على الأرض ، مختل لصالح النظام .
وفي سياق سعيها اليائس ، لقلب المعادلة الداخلية لصالح ما تسمى بالمعارضة ، عملت الإدارة الأمريكية ، على ترتيب الإقليم لمصلحة قوى الإرهاب الخارجي والداخلي في سوريا ، فكان أن أصلحت تركيا مع (إسرائيل) ، وأن جمدت الصراع ، بين حزب العمال الكردساتي وبين تركيا ، وأن عالجت تردد الأردن ، وأن خلخلت المعادلة السياسية في لبنان ، عبر تقديم نجيب الميقاتي استقالة حكومته - التي تضم بشكل رئيسي تحالف حزب الله ، حركة أمل ، والتغيير والاصلاح " ميشال عون " لتوفير غطاء سياسي ، لإلغاء إعلان بعبدا ، بشن سياسة النأي بالنفس، لا سيما وأن المقاتلين ، من سلفيي طرابلس ، انخرطوا منذ اليوم الأول في تفاصيل الأزمة السورية .
رابعاً: أن الكيان الصهيوني ، وجه ضربة صاروخية خطيرة جداً لثلاث من المنشآت العسكرية السورية ، في الشمال الغربي للعاصمة دمشق بعد أن بدأ الجيش السوري ، يستعيد زمام المبادرة في دمشق ومحيطها ويسحق فلول التكفيريين ، وبقايا ما يسمى بالجيش الحر ، وعندما بدأ العرعور ، يبكي دماً على مصرع ما يزيد عن 500 مقاتل ، من جبهة النصرة واخواتها ، الذين هربوا من داريا ، بعد تحريرها ، باتجاه بلدة جديدة الفضل .
وبعد أن بدأ الجيش السوري ، بتطهير محيط دمشق ، ومحيط حمص وبعد أن أصبح تحرير القصير ، على الحدود السورية اللبنانية مسألة أيام إن لم تكن مسألة ساعات .
باختصار شديد ، استهدفت الهجمات الصاروخية الإسرائيلية على مواقع للجيش السوري ، الحد من ضغط هذا الجيش ، على التكفيريين وبقايا الجيش الحر ، ولتفسح المجال لهم لشن هجوم مضاد - حسب المصادر الإسرائيلية – لكن ما فات العدو الصهيوني ، أن يدركه أن الجيش السوري ، كسر ظهر التمرد ( Backbone) في دمشق وحمص وعلى الحدود السورية اللبنانية .
والمتابع الدقيق ، لموقف الرأي العام العربي ، والسوري حيال ما يجري في سوريا ، في اللحظة الراهنة ، يكتشف ما يلي :
اولاً : ان نسبة عالية جداً ، من الأحزاب الوطنية والقومية ومن المواطنين ، والمثقفين العرب ، الذين وقفوا موقفاً نقدياً ، من النظام على خلفية سياسته الداخلية ، أو الذين وقفوا موقفاً ضده ، في بداية الأزمة السورية على خلفية إدارته للأزمة في بداياتها ، أصبحوا الآن في صف الدولة السورية ، في مواجهة المؤامرة ، التي يقودها مجلس اسطنبول وطربوشه الأمريكي القطري ، المسمى " الإئتلاف" ، وفي مواجهة العدوان التكفيري ، الذي يضم مقاتلي القاعدة ، من أرجاء الأرض كافة.
وهؤلاء المواطنون والمثقفون العرب ، القوميون والتقدميون بمراجعتهم لمواقفهم ، برهنوا أنهم أمناء لمبادئهم وعروبتهم ، ولم يفقدوا بوصلتهم إذ انه ما لبثت ، أن دخلت أمريكا وأدواتها الإقليمية ، والعدو الصهيوني على الخط ، حتى انشدوا للتناقض الرئيسي ، مع عراب المؤامرة وأدواته في المنطقة .
ثانياً : أن نسبة عالية من المواطنين السوريين ، على اختلاف انتماءاتهم انتقلوا من دائرة الحياد ، إلى خانة الاصطفاف مع الدولة والجيش السوري ، وأن نسبة عالية من الذين وقفوا موقفاً ضد سياسة النظام الداخلية ، وضد إدارته للأزمة في بداياتها ، أصبحوا ضد المؤامرة بتفاصيلها المتعددة ، لأنهم لا يمكن أن يخونوا أنفسهم ، ويصطفوا في صف أمريكا والكيان الصهيوني ، وفي صف وبقية الأدوات في المنطقة ارتباطاً بوعيهم بقضية التناقض الرئيسي والثانوي (أولاً) وعملاً بقانون التحالف والخلاف ، الذي يحكم أطراف الصف الوطني والقومي (ثانياً).
ثالثا : وحتى معارضة هيئة التنسيق الوطني للتغيير، التي تمثل المعارضة الوطنية والديمقراطية ، برموزها هيثم مناع وحسن عبد العظيم وغيرهما من الرموز والأحزاب التقدمية ، والتي ترفع لواء التغيير والديمقراطية ، لم تصف قتال ما يسمى بالجيش الحر ، وقطعان جبهة النصرة وأخواتها ، بالكفاح المسلح أو الثورة.
فقد "نشف ريق " الإعلامي البارز ، في قناة الميادين غسان بن جدو وهو يحاور المعارض العروبي التقدمي ، هيثم مناع ، ليأخذ منه جواباً حول إمكانية قبوله ، بتوصيف قتال جبهة النصرة ، وما يسمى بالجيش الحر ، بأنه ثورة وكفاح مسلح ، لكن دونما جدوى .
ويبقى السؤال ، حول مشاركة حزب الله ، في القتال الدائر في سوريا والذي أجاب عليه أمين عام حزب الله ، وسيد المقاومة ، حسن نصر الله بصراحة تامة ، في أنه يدافع عن القرى اللبنانية المتداخلة على الحدود السورية اللبنانية ، والتي يسعى سلفيو القاعدة ، المدعومين من الحريري القادمين من طرابلس ، لاختراقها ، للقتال إلى جانب أشقائهم من العصابات التكفيرية .
وما لم يقله نصر الله ، وأقوله مع غيري من العروبيين : هل يجوز لمقاتلي القاعدة ، وغيرهم من التكفيريين ، أن يأتوا ، من مصر ، وليبيا وتونس ، واليمن ، والسعودية ، والأردن ، ومن الصين ، ومن مختلف الدول الأوروبية ، ليحاربوا الدولة في سوريا ؟ وهل يجوز لقطر وتركيا ، والسعودية وليبيا ، ولكل الدول الغربية ، أن تشكل حلفاً غير مقدس ، ضد سوريا ، وشن حرب عليها ، تحت مبرر متهافت ومكشوف عنوانه الديمقراطية وحقوق الإنسان ، ومحاربة الديكتاتورية ولا يجوز لحزب الله أن يدعم حليفه الرئيسي ؟ الذي أمده بكل أسباب القوة عام 2006 ، والذي مكنه من إلحاق هزيمةً نكراء بالعدو الصهيوني ، رغم أن حزب الله بح صوته وهو ينادي بالحوار ، والحل السياسي للأزمة ؟؟ سؤال برسم مروجي الفتنة الطائفية ، وبرسم المترددين ، والمعاندين لأنفسهم ، والذين لا يريدون تطوير وتعديل موقفهم ، في ضوء كل المتغيرات اللاحقة .
أما القرضاوي وأمثاله ، الذي يصف هذا الحزب المقاوم " بحزب الشيطان " فهو الشيطان نفسه ، الذي يستنجد بأمريكا وبريطانيا وفرنسا لضرب دولة عربية ، هو كبير المرتزقة ، وكبير تجار الدين ، هو مسيلمة الكذاب ، هو شيخ المنافقين ، الذي تربع على عرش اتحاد العلماء المسلمين ، ليوظف هذا الاتحاد ، في خدمة الدول الاستعمارية وفي إحداث فتنة طائفية ، في صفوف المسلمين ، خدمة للمشروع الأمريكي في المنطقة .
لقد بات مطلوباً ، من بعض ، ما تبقى من القوى القومية والتقدمية العربية والإسلاميين المستنيرين ، الذين لا زالوا ، مشدودين لسؤال البدايات ، أن يجروا مراجعة لمواقفهم ، في ضوء مختلف المتغيرات وفي ضوء انكشاف المؤامرة وطبيعتها ، بعد أن تبين أن الهدف الحقيقي من حلف بطرس الناسك الجديد ، هو إخراج سوريا الشعب والدولة ، من ثوبها الوطني والقومي ، وإحداث مجزرة حقيقية ، في الجغرافيا السورية. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة المصرية الجديدة تؤدي اليمين الدستورية | #عاجل


.. إسرائيل تعرض خطة لإدارة قطاع غزة بالتعاون مع عشائرَ محلية |




.. أصوات ديمقراطية تطالب الرئيس بايدن بالانسحاب من السباق الانت


.. انتهاء مهلة تسجيل أسماء المرشحين للجولة الثانية من الانتخابا




.. إيلي كوهين: الوقت قد حان لتدفيع لبنان الثمن كي تتمكن إسرائيل