الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علمني الصيد ولا تعطيني كل يوم سمكه

حسن عطا الرضيع
باحث في الشأن الاقتصادي وكاتب محتوى نقدي ساخر

(Hasan Atta Al Radee)

2013 / 5 / 7
الادارة و الاقتصاد


أطلقت الحكومة الفلسطينية بالأمس المرحلة الثانية لتمكين الأسر الفقيرة بقيمة 50 مليون دولار واستهدفت هذه المرحلة 12 الف أسرة فقيرة.
ولكن هل هذه السياسة المتبعة في تخفيف حدة الفقر ستلقى نجاحا اما هي مجرد حلول أولية ووصفات طبية لوقت محدد ثم تعود وتتزايد بنسب مرتفعة .
الأسر الفلسطينية والتي تعاني من الفقر والفقر المدقع تحتاج الى برامج تمكين اقتصادية تستطيع من خلالها الانتاج وتحقيق دخول وبشكل متدفق ومستمر وتعتمد على الذات وعدم النظر لهم بانهم فقد محرمون بقدر ما ينظر اليهم بانهم منتجون وهو ما فقدته خلال السنوات الماضية حيث ما زالت الحكومات الفلسطينية على الرغم من اهتمامهم في السنوات الماضية بالشرائح الاجتماعية الا انها لم تنجح في تبني رؤى اقتصادية صحيحة لعلاج الفقر وتخفيفه دون ال 10% حيث ما زالت معدلات الفقر تزيد عن 20% في الاراضي الفلسطينية ,وأيضا الحد الأدنى للأجور وهو 1450 شيقل لا يحقق مستوى معيشة لائق للمواطن الفلسطيني كون حد الفقر المدقع للأسر 1832 شيقل .
لذى فيستحسن لمتخذ القرار الفلسطيني الاستفادة واشتقاق الدروس من تجارب العديد من الاقتصاديات العالمية في علاج الفقر وخصوصا التجربة الماليزية وتجربة محمد يونس ببنجلادش, حيث قامت التجربة الماليزية على فلسفة التنمية على فكرة ان النمو الاقتصادي يقود الى المساواة في الدخول وتنعكس بشكل ايجابي على المواطنين وتحسن من مستوياتهم ويكون اول المستفيدون هم الفقراء والعاطلين عن العمل والمجموعات الاكثر فقرا في المجتمع والاقاليم الاقل نموا يعني اتباع سياسة العدالة في توزيع الدخول والعدالة في توزيع المشاريع على الاقاليم المختلفة .وعلى الرغم من الاختلاف في التركيب العرقي للسكان في ماليزيا بالتعدد والتنوع الديني واللغوي والثقافي حيث يتمايز السكان الى ثلات مجموعات عرقية اساسية وهي الملايوية 58% و الصينية 31% والهندية 9% واعراق اخرى بنسبة 2% الا ان التجربة الماليزية حققت نجاحا ولفت انتباه واهتمام الاقتصاديين بالعالم وكان من نتائجها القضاء على الفقر المدقع بين جموع الماليزيين الى اقل من 10% من خلال التركيز على العدالة الاجتماعية وتحسين مستويات التعليم والصحة وانشاء المشاريع الصغيرة والتي تعد رافدا اساسيا للتنمية الاقتصادية .
أما تجربة محمد يونس ببنجلادش فهي انشاء بنك للفقراء يهدف إقراض الفقراء قروضا قصيرة وبدون فوائض وبدون ضمانات كافية وبفترات سماح طويلة يستطيع من خلالها الفقراء ومحدودي الدخول انشاء مشاريع صغيرة تحقق لهم الاعتماد على الذات وما يتم انتاجه يتم تسويقه من قبل جهة مختصة وهنا استفادة من الطاقات المعطلة بالاقتصاد والاستغلال الامثل للموارد المتاحة وايضا تجميع المدخرات من الافراد وتوجيها في قنوات الاستثمار الحقيقي المادي.
بكلمة واحدة يمكن القول أن علاج الفقر في الاراضي الفلسطينية لا يأتي ثماره من خلال تقديم المساعدات شبه الدورية بل من خلال تمكين الاسر عبر ادخالهم في سوق العمل والانتاج وعبر تعليمهم للصيد بدلا من اعطاءهم كل يوم سمكة .
ويجب ان يكون شعارنا دوما الفقر ابو الشرور ولو كان رجل كقتلته .
الاراضي الفلسطينية بحاجة لمحمد يونس لقتل الفقر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمال المحارة الترند عملوا فيديو جديد .. المنافسة اشتدت فى تل


.. أسعار الذهب اليوم الأحد 19 مايو 2024




.. الأسبوع وما بعد | قرار لبوتين يشير إلى تحول حرب أوكرانيا لصر


.. بنحو 50%.. تراجع حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل




.. العربية ويكند الحلقة الكاملة | الاقتصاد مابين ترمب وبايدن..و