الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدوان الاسرائيلى والثورة السورية

جمال عبد الفتاح

2013 / 5 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


للمرة الثانية تضرب طائرات العدو "الاسرائيلى" نفس منطقة جمرايا السورية , الاولى كانت فى يناير الماضى . والنظام السورى يعلن ادانتة للعدوان كما فى السابق , ويحتفظ لنفسة بحق الرد , وتوقيتة وشكلة .. ولكن هذا الحق كما يعلم الجميع لم يستخدم ولو لمرة واحدة منذ حرب اكتوبر 1973 رغم العدوان الصهيونى المتكرر على الاراضى السورية , واستمرار احتلال هضبة الجولان منذ هزيمة يونية 1967. بالاضافةالى ان النظام السورىوحتى عام 2009قام بالتفاوض مع الكيان الصهيونى اكثر من مرة برعاية امريكية ثم تركية حول استرداد الجولان مقابل عقد اتفاقية شبيهة باتفاقية كامب ديفيد ولكنة لم ينجح ..
والجديد ان العدوان الاجرامى هذة المرة فى لحظة خطرة على جميع الاصعدة . يتعرض فيها النظام السورى الاستبدادى لثورة شعبية منذ مارس 2011. وبمجرد عسكرتها من قبل النظام تكالبت عليها قوى الرجعية العربية , والاقليمية ايران وتركيا "واسرائيل" ,وقوى الاستعمار العالمى الامريكى والاوربى , وروسيا والصين . فتحولت الثورةالى حالة من الصراع العسكرى المعقد . اْصبح معها لكل قوى الصراع على الارض امتدادات اقليمية وعالمية تقف وراءها وترسم لها توجهاتها . ماعدا قوى الثورة والشعب السورى . فهما من يدفعان ثمنا فادحا فى هذا الصراع المميت دفاعا عن الوجود واهداف الثورة فى الحرية والعدالة الاجتماعية ووحدة الوطن . لذلك اصبح راس تلك الثورة مطلوبا من النظام السورى , ومن قوى الثورة المضادة المحلية الطامعة فى السلطة , كالاتلاف الوطنى فى الخارج ـ بما فية الاخوان المسلمين ـ وامتدادتة فى قطاعات من الجيش الحر فى الداخل , والمجموعات الارهابية المجلوبة من الخارج تحت راية الدين بتمويل سعودى وقطرى وقد فرضت وجودها بالقوة على السكان ومن خلال الدعم المادى الذين هم فى اشد الحاجة الية , ومجموعات منشقة من النظام القائم عسكرية او مدنية طامحة لان تحل محل نظام بشار فى الحكم . كلها قوى تخوض حروبا بالوكالة لقوى اقليمية وعالمية باسم الثورة , وهى تخاف الثورة اكثر مما تخاف من النظام السورى .
جميع قوى الثورة المضادةاذا , داخلية وخارجية , يخوضون الصراع لاجهاض الثورة السورية , واعادة رسم خريطة المنطقة سواء سقط نظام بشار او لم يسقط , فهو لن يعود لنفس اوضاعة فى المعادلة الاقليمية السابقة . المهم لدي قوى الثورة المضادة ان لا تنتصر الثورة السورية الشعبية المعادية للاستعمار الامريكى و"اسرائيل" والرجعية العربية بحكم الضرورة والمصالح التاريخية الشعوب , لان فى انتصارها انتصار للثورة المصرية والثورات العربية بما يعنية من تاثير قوى على حركة الثورة العالمية فى المراكز الراسمالية , وضربة ساحقة للوجود الاستعمارى الصهيونى على ارض فلسطين .
ومحصلة الصراع حتى الان , سوريا اصبحت ارض محروقة بفعل الاعمال الاجرامية لجيش النظام وعصابات الثورة المضادة المصنوعة من قبل الرجعية العربية وامريكا والناتو . دمار غير محدود للمدن والقرى , والبنية التحتية والاقتصادية والتعليمية والصحية . وقد توقف الانتاج الزراعى والصناعى بشكل شبة كامل , وهناك اكثرمن مائة الف شهيد , ومئات الالاف من الجرحى , واكثر منهم من المعتقلين , وخمسة ملايين لاجئ داخل سوريا واكثر من مليون خارج البلاد .
اما الوضع العسكرى على الارض الان , كما يقول معظم المراقبون شبة متوازن بين جيش النظام وحلفائة من حزب اللة وايران وروسيا , وبين القوى المضادة , "الجيش الحر" والوية النصرة ومجموعات المرتزقة الاخرى المعتمدين على الدعم القطرى والسعودى والتركى فى حدود ماتراة وتريدة المصالح الامريكية والاسرائيلية ,وبين قوى الثورة الشعبية التى تسيطر على مساحات من الاراضى المحررة , وتقيم عليها الادارات المحلية الثورية , والتى تحاول عناصر" الجيش الحر" المدعوم امريكيا وخليجيا السيطرة عليها من خلال الدعم المادى واللوجستى لاستخدامها فى حسابات الصراع مع نظام بشار لحين حسم الصراع لصالح اجزاء من النظام خارجة على بشار والتيارات اللبرالية والرجعية الدينية المرتبطين بالخارج
ان هذا التوازن العسكرى بين القوى الثلاثة على الارض يجعل من الصعوبة بمكان احراز اى من الاطراف انتصار عسكرى , وحسم الصراع لصالحة فى المدى القريب , مما يفتح الطريق امام الطرفان الاول والثانى على حساب الثورة ـ عدوهم الاول ـ لتحقيق تسوية سياسية تخرجهم من المازق الراهن ترضى فى المقام الاول امريكا وحلفائها وروسيا فى اطار مخطط اعادة رسم خريطة المنطقة لصالح الاستراتيجية الاستعمارية فى الهيمنة عليها , بعد فشل امريكا فى استخدام الحرب الاستعمارية على العراق فى هذا الاتجاه . وخاصة بعد انفجار الثورة المصرية الشعبية واستمرارها والثورات العربية بما تمثلة من تهديد قوى للوجود الاستعمارى فى المنطقة برمتها . وهى تمثل حال انتصارها النهائى تهديدا غير مسبوق للوجود الاستعمارى الصهيونى على ارض فلسطين , وللمصالح الاستعمارية من ممرات وبترول وموقع وسوق .
ويبقى الرهان الحقيقى على الثورة الشعبية السورية , وتطوير امكانياتها السياسية والتنظيمية والعسكرية وتطوير اوضاع ادارتها الثورية فى المناطق المحررة على طريق سلطة الديموقراطية الشعبية حال انتصار الثورة النهائى
من الواضح ان هناك تشابه كبير بين الثورتين المصرية والسورية من زاوية الاسباب والاهداف وان تباينت فى المسارات واشكال الصراع . وذالك يعود للتشابة فى البنية الاقتصادية والاجتماعية والاستبداد السياسى للنظام الحاكم فى البلدين , والتباين الاساسى فى مستوى التطور الاقتصادى والاجتماعى , وانعكاس ذلك على مدى تبلور واندماج الطبقات والفئات الاجتماعية , ومدى حضور وتاثير النزعات الطائفية والمذهبية والاقليات القومية
كالعلوية والسنية والدروز والمسيحية والاكراد فى المجتمع السورى ـ وهوغير موجود فى المجتمع المصرى ـ وهوما تعمل القوى المعادية للثورة سواء داخل النظام او خارجة على توظيف هذة الميول المتخلفة لصالحها مهما كان تاثيرها الضار على المجتمع وتفتيتة الى دويلات لتلتفى فى النهاية المصالح الانانية الضيقة للنظام الحاكم وقوى الثورة المضادة برغم الصراع بينهما على السلطة مع المصالح الاستعمارية لامريكا واسرائيل التى تسهل لهم الدويلات المفتتة اكثر عملية الهيمنة على المنطقة بكاملها . وبذلك تتعاظم المخاطر والصعوبات امام الثورة السورية للدفاع عن حقها فى الاستمرار , ومقاومة اعدائها التاريخيين , امريكا و"اسرائيل" , والرجعية العربية وفى مقدمتها السعودية وقطر ونظام جماعة الاخوان المسلمين فى مصر . وكذلك النضال من اجل اسقاط النظام السورى الاجرامى والدموى , وكل قوى الثورة المضادة المحلية التى ركبت على الثورة الشعبية لتسبقها فى الاستيلاء على السلطة للمحافظة على النظام القديم كما فعل الاخوان فى مصر وان اختلفت الظروف , وتبقى قضية السلطة الثورية الديمقراطية الشعبية هى القضية المركزية للثورة السورية والثورة المصرية والثورات العربية فى هذة اللحظة من لحظات التطور التاريخى فى المنطقة العربية والعالم .
كما ان الوقوف الثورى ضد العدوان الهمجى "الاسرائيلى"على منطقة جمرايا واجب ثورى على الشعوب والثورات العربية . وفضح وادانة الانظمة العربية العميلة , وكل القوى والشخصيات العربية اسما التى راْت ان العدوان الصهيونى جاء دعما للثورة السورية إإ والحقيقة هو خيانة لمصالح الشعب السورى والشعوب العربية .
والواقع ان مثل هذا العدوان المتكرر لن يكون الا تدميرا للامكانيات الاقتصادية للشعب السورى , واضعاف النظام القادم ايا كان طبيعتة ,فيسهل اخضاعة وادخالة بيت الطاعة الامريكى الصهيونى .
ومن الضرورى ان نؤكد بهذا الخصوص ان القضية الوطنية فى سوريا ومصر, والاستقلال الوطنى عن التبعية الاستعمارية , واولى مهامها الغاء اتفاقية كامب ديفيد , وتحرير الجولان السورى من قبضة المحتل الغاصب "الاسرائيلى" ترتبط اشد مايكون الارتباط بالقضية الفلسطينية , قضية تحرير كامل التراب الفلسطينى من الاستعمار العنصرى الصهيونى عن طريق استراتيجية حرب التحرير الشعبية الملقاة على عاتق الشعوب العربية وفى مقدمتها الشعب المصري والسورى والفلسطينى فى سياق الثورة الشعبية العربية الراهنة .
المجد والانتصارلثورة الشعب السورى العظيم . . والمجد والفخار لشهداء الثورة السورية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور وبانين ستارز.. أسئلة الجمهور المحرجة وأجوبة جريئة وصدمة


.. ما العقبات التي تقف في طريق الطائرات المروحية في ظل الظروف ا




.. شخصيات رفيعة كانت على متن مروحية الرئيس الإيراني


.. كتائب القسام تستهدف دبابتين إسرائيليتين بقذائف -الياسين 105-




.. جوامع إيران تصدح بالدعاء للرئيس الإيراني والوفد المرافق له