الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة الصحراء حقوقيا على ضوء صامويل هونتاغتون ثقافية بكل الأبعاد السياسية و...

بوجمع خرج

2013 / 5 / 8
حقوق الانسان


لما تتبعت مداخلات وزارة الداخلية الجديدة منذ بداية الحكومة الجديدة تبين أنها فعلا اعتمدت تجربة السيد الوزير الحالي السياسية أكثر منه توظيف أدوات علمية لمؤسسة دولة يفترض أن تكون مستقلة عن نسبية التاطيرات الحزبية. وطبعا المقصود هنا هو العقلية التي تدبر شؤون وزارة لازلت تحتاج لأن تبقى تقنوقراطية . وللإشارة إن هذه العقلية أبعدت الوزارة عن حقيقة ما يجري في الصحراء بما يزيدها غرقا في الرمال المغرقة" ذلك أن الحلول التي تحدث عنها السيد الوزير بالبرلمان المغربي انفعالية وعاطفية.
فالحل ليس في تعبئة الجمعيات لتنظيم مسيرات الحكم الذاتي وفي المذكرة تجربة سابقة بالدار البيضاء... وليس في مبادرة بعض المسئولين التي تم فيها توجيه الدعوة إلى السيد "واد" من الكونغريس الأمريكي, وليست حتى بتوظيف كل الصحراويين بما فيهم القاصرين ولا حتى بتراجع المحكمة العسكرية عن محاكمتها لكديم إزيك, ولا بفك الحصار عن الخيمة الصحراوية وفي هذه كل رمزية الإشكالية.
إن إشكالية الصحراء لم تعد اجتماعية ولم تعد اقتصادية إنها ثقافية وجدانية ووجودية بما تنطوي عليه من سياسي ودبلوماسي... في ما تحدث عنه سامويل هونتاغتون الذي ذكر "فاكلاف هافيل" في أطروحته قائلا" أن الصراعات المستقبلية ستكون ثقافية" إنها من الثقافة الإفريقية المرتبة سابعة في تصنيفه.
فالصحراء لها متجهة إفريقية بثقافتها "البيضانية" التي هي خليط متجانس من العرب الحسانيين و من السود والأمازيغيين الأصليين (وهم من كل تامشاقت بتيفيناغ التي تبناها غيرهم)... فأما المغرب الرسمي فله متجهة بحر متوسطية متجانسة من عرب وبرابرة نوميديين وطانجتانيين ... وعموما إن الاختلاف يشمل المبادئ الفلسفية والقيم الأساسية والعلاقات الاجتماعية والعادات والرؤيا الوجودية بين الصحراويين والمغاربة شكلا ومضمونا وتداينا...
فبدل أن يأخذ بتعبيرية الملك الراحل الحسن الثاني القائلة "الفسيفساء الثقافية " للمملكة والعمل على خلق انسجامية بحسن نية ... تعامل المغاربة المسئولون وخاصة منهم الذين تولوا تدبير الشؤون الصحراوية مع الصحراويين بنظرة استعلائية مرجعيةذتها أن الصحراء أرض خلاء Terra nulus كما تعاملوا معهم بمعنى الرحل "كرعاة الإبل" والترحال بالمفهوم والنظرة "الدخيلة Exotique" للصحراء وليس الترحال كنمط وجودي وفكري وفلسفي...
هذا علاوة على أنهم تعاملوا مع الصحراويين في إطار التعبئة كانفصاليين بغير مرجعية شرعية وفق ما توحد عليه المنتظم الدولي في محكمة العدل الدولية وفي الأمم المتحدة الذي أقر لهم بحق تقرير المصير.
فأما عن ما كان يجب ولو أن الصيف أضيع لبن هذه الإمكانية لخلق انسجامية إدماجية هو الأخذ بالأنتربولوجيات سواء الاجتماعية الأنغلو ساكسونية بروافدها الأربعة أو البنائية الفرنسية المنسوبة لكلود ليفي- ستراوس ... ولعلها مناسبة للتذكير على أن كل الإشكالية للمملكة تكمن في هذه ذلك أنها لم تتمكن من خلق نموذج مغربي كما تصورته نظرا لاعتمادها معايير فاقدة للعدد الذهبي اللائق بسبب تمركز ذاتي مفاهيمي كرسته الدساتير بما فيه آخرها.
الحقيقة أن الوضعية درامية قد تفقد المملكة حقها السياسي بالصحراء الذي خولته لها المحكمة الدولية بما قد يحرر الأمم المتحدة حتى من تقرير المصير لخلق دولة تخدم الإستقرار الأمني بشمال افريقيا الذي يشتد فيه الصراع بين القوى العظمى ذلك أن المقاربة التنموية التي توحد عليها المنتظم الدولي في سياق الهاجس الأمني تعتمد الحقوقية التي لا يمكن للمملكة أن تفعلها في ظل هذه الحقيقة مهما حسنت نيتها ومهما شمر لها من سواعد.
يبقى إذن بصيص من الأمل إذا من أمل في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المغربي الذي كلفه الملك بإعداد تصور تنموي للصحراء (الأممية) أن يقترح ما يمكنه أن يؤسس إلى أولا خلق شروط استرجاع الثقة على المستوى المجالات الصحراوية المعنية بما فيه شمال الصحراء الذي تتضمنه الخريطة الرسمية للمملكة والمستوى الدبلوماسي ولو أن نسبة هذا الأمل ليست سوى من باب تعاطف المسلم الذي لا يمكنه أن يكون متشائما أو انتحاريا اللهم استشهادا وفي هذا كثير من إن وأخواتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر