الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اي فكر يراد له التمرير

جورج حزبون

2013 / 5 / 8
مواضيع وابحاث سياسية



يبدو ان الكتابة السياسية في الوضع الراهن ، اصبحت تحتاج الى غوص اعمق يصل الى فهم مسببات تلك النزعات العدوانية التي تصل اليها بعض الدول في مرحلة معينة ، تنطلق فيها من شأنها الى شؤون الاخرين ، خاصة ونحن نلمس هذه الايام ، مكونات التحالفات لا تتوافق مع قدرات وامكانيات بعضها البعض ، مثل التحالف بين اميركا وقطر ، ولا نجد سبباً منطقياً لتلك الروح العدائية بين تركيا وسوريا ، ولا نفهم لمصلحة من يقسم الوطن العربي وتطمس عروبته بالفكر والاممية الاسلامية ،وبدعم وهابي سعودي ، الم يقال : ان افضل الناس العرب وافضل العرب قريش وافضل قريش بني هاشم!!، وان القران عربي ، فما هي مصحلة الاسلام في تبديد العرب ؟ وما مصلحة العرب في تدمير دمشق عاصمة الاموين ؟ وبغداد عاصمة العباسين ، ومصر قاهرة المعز ، التي هزمت التتار ؟!!
الفكر الانساني فسر السلوكيات البشرية فردية او جماعية ، بالاستناد الى دور كل فئة في عملية الانتاج التي خلالها نشئت علاقات انتاج ، بمعنى ان الانسان بعيش جماعات وتصبح لتلك الجماعات مصالح متضاربة ، لاسباب كثيرة ، بداية كانت في الصراع على الماء والكلاء ،حتى وصلت الى الصراع على الربح ،وضمن ذلك الصراع نشئت العبودية ،والقنانة واستغلال البشر لبعضهم ، وفي سبيل ذلك قامت الحروب المتعددة وانتجت الاسلحة الاكثر فتكاً ، وبطبيعة الحال فان الصراع يبدأ داخل المكون الاجتماعي ، فتسيطر فئة ، تتملك ادوات الانتاج وتقسم المجتمع الى مالكين وغير مالكين ، و للحفاظ على سطوتهم يمتلكون وسائل القمع الضرورية مثل البوليس ورجال الدين، كأطار يدجن ويوعد بما هو وراء الطبيعة ،وان التضحية هنا وفي سبيل مصلحة المالكين سيكون اجرها عظيماً واو لم يقل الانجيل ، ان الجمل يدخل خرم الابرة اسهل من دخول غني ملكوت السماوات !! ، وهكذا تكتمل الصورة وتتواصل المهمة .
ثم يصبح الربح في ذاته غاية ، والوطن الذي تحدد مكاناً للاستقلال ليس كافياً ، فبدى التطلع الى الخارج ، وتهيئ الجيوش ، وتدار الحروب ، والاصل الربح وتوسيع مدى الوصول الى الغلاء والماء كما كانت البداية وان اختلفت المسميات ، وتنشئ ضمن هذه المعادلة فئة تستحوذ او تطمح الى الاستيلاء على العالم ، حتى تتمكن من ذلك تلجئ الى القمع والارهاب والى البناء الفوقي لهذا والذي هو الدين .
اذن فالقضية الانسانية منذ المشاعية البدائية ، ظلت الحرية ، وان السعي نحو التملك والاستحواذ ، كان بداية الشر بين البشر ، ربما هي التي يطلق عليها الشيطان ، ولم تستطع الميثولوجيا الدينية الابتعاد كثيراً ، وهي تصور الخلاف بين الاخوين الاولين قابيل وهابيل ، حيث اختلفا على من يقدم الافضل الى الاله ، وفي النهاية قدم كل حسب استطاعته ، فخسر الفقير وغضب الله منه ، فكانت المأساة التي يتلخص صراع البشر على التملك والعبودية والقمع والاضطهاد وبذرائع متعددة يتم طمسها بسيرة مقدسة وتهويل مذهل ، يسوق البعض الى ان يصبح عصا الشيطان والاخر وسيلة ، وفي النهاية الضحية هو الحقيقة .
وبالعودة الى واقعنا السياسي ، نجد ان الصراع الداخلي يتم في سبيل الدفاع عن الحرية ورفض السيطرة التي اخذت عبر التاريخ مسميات متعددة ، وفي الاقليم صراع نفوذ وسيطرة واستقواء ، والسماح بحرية الحركة ، التي نسميها اليوم رجعية او ( اوتوقراطية ) او تصدير لفكر ديني بالطبع يسهل عملية النفوذ وطلائعية ان لم يكن الاحتواء ، وتلتقي تلك المصالح مع مصالح القوى الاكبر صاحبة المصلحة في الاحتواء واستنزاف خيرات شعوب اخرى ، بعد ان لم تعد تستطيع حدود اوطانها واستغلال شعوبها الاستجابة لجشعها ، فيكون اللقاء بمفاهيم ذات فكر تمويهي لا يكون الا عبر المقدس ، فهو القادر على احتواء الفكر والادب والفن، على طريق القمع والاستعباد ، وهنا فان التفاصيل هي التي تترك للبشر من وسائل الاعلام المملوكة للاقوى وهو في عصرنا الامبريالية، بامتداداتها المختلفة من بلدان حليفة الى شركات فوق قومية ، وحليفها المالي دائما هو المتمسك بالراهن والذي يتمكله الحنين للماضي حين كانت الاستغلال ونظام الطاعة أيسر ، وبذلك سمي بالقوى الرجعية ، التي عمادها التفسير الديني من وعاظ السلاطين ، وغايتها منع الجديد ، وان كان ثورة على النظام نحو الديمقراطية ، فانه يشكل لها ازمة تاريخية تبذل كل ما تستطيع لمنعها متحالفة مع الشيطان ، دفاعاً عن مصالحها ، وهنا تكون الحرية هي الضحية والحقيقة هي المضللة ، والجماهير هي من يدفع الثمن ، اما الاوطان والوطنية فتلك شعارات للجمهور ، والقومية عندهم هي المصلحة ، والوطن هو استمرار وتوسع النفوذ .
وهذا بالضبط ما هو قائم في الوطن العربي في والوقت الراهن ، فتحالف المصالح وصل بين اميركا القوة الاول عسكريا، الى قطر الدولة الاولى مالياً، الى السعودية الدولة الاولى اسلاموياً ، فكان الزواج الغير مقدس، وكان الهدف اعادة صياغة افكار المنطقة ، والغاء حقبة بدأت بمطلع الخمسينيات من القرن الماضي الى نهاية القرن ، في حلف يتطلع الى جعل القرن الراهن يحمل مفاهيم اخرى تهيئ لاعادة توسيع دائرة سيطرة رأس المال العالمي والمحلي وانهاء دور حركة التحرر العربي امتداداً لغياب دور الاتحاد السوفيتي، الذي كان محور تلك الحركات ، دون ادراك منهم ان عملية الصراع منذ الازل ظلت في جوهرها بين المالكين وغير المالكين، لم تنتهي الا بعودة سيرة الحرية الانسناية الاولى بلا قيود وبلا سيطرة وارهاب ، وانتصار المظلوم الكادح الوطني الاممي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال