الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المطلك والموقف الشجاع

حيدر الخضر

2013 / 5 / 8
مواضيع وابحاث سياسية



كثير من السياسيين هم غير راضين عمّا يحدث في كتلهم من ممارسات وسلوكيات وما وصل به البلد لكنهم لم يعلنوا هذا صراحة خوفاً من كتلهم وجماهيرهم وبيئتهم الانتخابية فلم يحركوا ساكناً اتجاه ما يحدث من فوضى عارمة للبلاد ولم يعلنوا موقفهم الصريح وما يمليه عليهم ضميرهم اتجاه هذا الوطن المنكوب وقليلا ما نرى سياسي يقول الحقيقة دون خوف أو اعتبار لمستقبله السياسي رغم أن الحقيقة أحياناً تكون ضريبتها باهظة وخسائرها كبيرة للذي يصرح بها وخاصة في علم السياسة ، وبين الحين والأخر نجد البعض يقول الحقيقة دون تردد أو خوف ممّا سيترتب على قوله من خسارة فسبب ما عليه العراق الآن هو عدم مواجهة السياسيين العراقيين شعبهم بالحقيقة فكل طرف لم يجرؤا على قول الحقيقة أمام ناخبيه خوفاً من فقدان جمهوره في الانتخابات المقبلة وتبقى المجاملات والمحاباة هي السائدة في المشهد السياسي العراقي ، وعندما خرج السيد المالكي على المليشيات المسلحة من بعض حلفائه في عام 2009 فرح جميع العراقيين بخطواته كونه سارع إلى تأسيس دولة مؤسسات يحكمها القانون وأعطى الطمأنينة إلى جميع الأطراف بأنهم شركاء في هذا الوطن ولا فرق بين واحد وأخر بل الكل متساوون في الحقوق والواجبات كما يراد اليوم أيضاً من المالكي أن يسلك ما سلكه في عام 2009 ولا يخشى على جمهوره فبناء الدولة يحتاج إلى قرارات صريحة وجريئة وتضحيات كبيرة ومنها تطبيق إلغاء قانون المسائلة والعدالة والمخبر السري وغيرها من القوانين التي لم تعد لها فائدة ، لأن كل الدول التي كانت تحكمها أنظمة شمولية وتسقط هذه الأنظمة لم تقم الدولة الجديدة بإقصائهم أو اجتثاثهم وإنما تقضي على فكرهم الهدام وتستوعب طاقاتهم في بناء الدولة الجديدة وإذا أرادت أن تقضي عليهم تشرع قانون يقضي بإبعادهم عن مراكز القرار لعقد من الزمن وبعدها يحق لهم المشاركة في صنع القرار والانصهار في مؤسسة الدولة وبهذه الطريقة تبنى الأمم والشعوب فانا هنا احلل بشكل موضوعي وليس دفاعاً عن جهة فحزب البعث عبث بالبلاد والعباد ولا يمكن لنا أن ننسى أثاره الإجرامية مثلما يجب أن نستوعب قضية في غاية الأهمية ليس كل بعثي مجرم وإنما هناك ظروف أدت به أن يكون في هذا الحزب –السيئ الصيت- لكن لابد للمالكي اليوم أن يفكر بعقلية رجل الدولة والأب لكل العراقيين بغض النظر عن أي شيء أخر ولا يفكر بعقلية المعارضة وحزب الدعوة المضطهد . إن مد جسور الثقة اليوم مطلوبة من الجميع فعندما بادر نائب رئيس الوزراء د . صالح المطلك وفضح المظاهرات في المناطق الغربية وشخص الجهات الإقليمية التي تقف ورائها ووصف بعض شخوص قائمته بالطائفيين والمرتزقة هذا يحسب له كونه فعل مبدأ المواطنة وبدأ يفكر بمنهجية الدولة رغم انه قد خسر بسبب مواقفه الكثير من جمهوره في الانتخابات لأنه هاجم الخط الطائفي وتجرأ ووصف البعض من جمهوره بأنهم يسيرون على خط طائفي ، وبعض خصومه جيروا هذا الأمر وبدؤا يهاجموه وينعتوه بأسوأ النعوت ، وغلفوا منهج الطائفية من جديد وسوقها إلى جمهورهم حتى يبقى العراق بهذا المستنقع المعيب ، فنناشد اليوم السيد المالكي وكل العقلاء من رجال دين وعشائر وشخصيات اجتماعية بتفعيل مبدأ المواطنة من جديد كما فعلها المالكي في عام 2009 واتخاذ قرارات وطنية ترصن مفهوم الدولة الجامعة من مبدأ الجميع متساوون في الحقوق والواجبات .

حيدر الخضـــر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم