الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحوة الإسلامية ستنقلب على إيران

مجدى خليل

2013 / 5 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


الصحوة الإسلامية ستنقلب على إيران
مجدى خليل
بسرعة حاولت إيران ركوب موجة الأنتفاضات العربية التى سميت بالربيع العربى فعقدت فى سبتمبر 2011 " المؤتمر الدولى الأول للصحوة الإسلامية" بحضور اكثر من 1000 عالم مسلم محلى ودولى جاءوا من 84 دولة كما جاء فى البيان الختامى للمؤتمر. وبناء على توصيات هذا المؤتمر تم تأسيس " الجمعية العالمية للصحوة الإسلامية" ومقرها طهران ويرأسها على آكبر ولاياتى وزير الخارجية الإيرانى الاسبق. مؤخرا فى يومى 29و30 أبريل 2013 تم عقد المؤتمر الدولى الثالث للصحوة الإسلامية بحضور أكثر من 700 عالم مسلم من أنحاء العالم المختلفة. والسؤال ماذا تهدف إيران من وراء هذا النشاط المحموم؟.
يسعى النظام الإسلامى فى إيران إلى حماية نفسه داخليا وخارجيا بتعميم تجربة الدولة الدينية الإسلامية فى منطقة الشرق الأوسط متصورا أن ذلك سيخمد الرفض الشعبى الواسع له بالداخل وسيعطى لإيران الشيعية عجلة القيادة فى ما يسمى بالعالم الإسلامى خارجيا، معتبرا أن الصحوة الإسلامية هى قيم إيران الناعمة كما قال امام المؤتمر على خامنئى، وبتصدير الصحوة وقيادتها والتنظير لها من على شريعتى إلى مرتضى مطهرى إلى الخومينى ستؤول عجلة القيادة حتما إلى الدولة الإيرانية كما يتصورون. وفى سبيل هذا التكتيك ولابعاد الخلاف المذهبى عن الصورة وضعت إيران نصب اعينها قضايا إسلامية متفق عليها بتصدير قضية فلسطين فى كل تجمع إسلامى حتى أن على خامنئى قال أمام الحاضرين فى المؤتمر الأخير أن معيار أى حركة إسلامية هو موقفها من تحرير القدس، ولمزيد من دغدغة عواطف المسلمين فى العالم رفع خامنئى من مستوى الطموحات والكلام إلى هدف خلق أمة إسلامية موحدة وحضارة إسلامية جديدة،حضارة إسلامية دولية على أنقاض الحضارة العالمية الحالية والتى يقودها الغرب.
نعم يحق لإيران أن تقول أن ثورتها الدينية عام 1979 كانت ملهمة لحركات التطرف والعنف السياسى فى الدول السنية، ولكن ليس من حقها أن تدعى أن الخلافات المذهبية بين السنة والشيعة هى مجرد خلافات فى علم الكلام كما قال خامنئى فى المؤتمر الأخير، فموقف إيران ذاته من هذه الانتفاضات له ابعاد مذهبية حيث دافعت بضراوة عن انتفاضة الشيعة فى البحرين بأعتبارها ثورة من آجل الحرية وحاربت بقوة انتفاضة السنة فى سوريا بزعم أنها مؤامرة دولية لتقويض سوريا، بل والادهى من ذلك خلو المؤتمر من عالم واحد من علماء السنة فى إيران جعل الكلام عن نفى الخلافات المذهبية مجرد لغو فارغ.
الحقائق التى تجاهلها خامنئى ورفاقه ويعلمها الدارسون المستقلون هى أن الشيعة مضطهدون فى الدول التى يحكمها السنة والسنة مضطهدين فى الدول التى يحكمها الشيعة، وأن الخلاف المذهبى اعمق بكثير من خلاف فى علم الكلام ويمتد إلى تكفير كل طرف للآخر بإدعاء خروجه عن صحيح الإسلام، وأن الشيعة طوال التاريخ الإسلامى كانوا أقلية مضطهدة ولم تكن لهم دولة سوى تجربة الفاطميين فى مصر والتى دمرها صلاح الدين الايوبى المسلم الكردى وحرق مكتبتهم الكبرى وحول مذهب المصريين اجباريا إلى المذهب السنى وحول الأزهر الفاطمى إلى أهم مرجعية سنية، والدولة الثانية فى تاريخ الشيعة هى الدولة الصفوية الإيرانية القائمة حتى الآن. ما تجاهله خامنئى أيضا أن معظم النزاعات فى المنطقة ورائها صراعا مذهبيا بدرجة أو بأخرى، وأن الحرب بين صدام وإيران كان ورائها العرب السنة فى الخليج تمويلا وتشجيعا لمنع تصدير الثورة الإيرانية، وأن حرب أمريكا على العراق عام 2003 شجعتها وتعاونت معها إيران من آجل نصرة الشيعة فى العراق، وأن النزاع السنى الشيعى فى لبنان على أشده وهو فى الحقيقة صراع سعودى إيرانى، وأن السعودية ودول سنية أخرى تمول التمرد السنى فى العراق بكافة الطرق، وأن السعودية وقطر وتركيا والأردن وراء الفوضى والخراب الذى يحدث فى سوريا حاليا، وأن أول من حذر من الهلال الشيعى هو الملك السنى عبد الله ملك الاردن ومن قلب واشنطن، وأن إيران تشجع الاقلية الشيعية الحوثية فى اليمن والأغلبية الشيعية فى البحرين والاقلية الشيعية فى السعودية وتحارب معركة الأسد العلوى فى سوريا.
الأمر الآخر الذى تجاهله خامنئى أن ما يسمى بالربيع العربى إذا أنتهى بحكم الإسلاميين للمنطقة فأن الصراع السنى الشيعى سيكون هو الموضوع الأبرز فى المستقبل نظرا للعداوة الشديدة التى تكنها الحركات الإسلامية السنية للمذهب الشيعى وخاصة التنظيم السلفى بكافة اجنحته الكلاسيكية والجهادية، وأن التقارب الاخوانى الإيرانى حاليا ينبع فقط من مصالح آنية متبادلة، فالتقية الأخوانية تفوق بمراحل التقية الشيعية المعروفة، وأن تركيا هى المرشحة لقيادة المنطقة السنية وليس إيران. كما أن النموذج الإيرانى لم يستطع أن يقنع شعبه بالداخل فكيف يقنع الخارج؟. النظام الذى اغلق الجامعات فى الثمانينات لمدة ثلاثة سنوات من آجل تطهيرها من الاساتذة المستقلين المرموقين لصالح التطرف والولاء لولاية الفقيه هل يصلح لأن يكون نموذجا؟.وأما بالنسبة لمسألة القدس فلماذا لم يحررها نظام ولاية الفقيه وهو يحكم منذ 34 عاما وهى أكثر من نصف عمر القضية الفلسطينية.
باختصار أن من يحفر حفرة لأخيه سيسقط فيها ومن يدحرج حجرا سيقع عليه، والتهليل الإيرانى بالصحوة الإسلامية سينقلب فى وجه إيران حتما... كراهية وحروبا فى المستقبل القريب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هراء في هراء . هل هناك صحوة اسلامية؟؟
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2013 / 5 / 8 - 18:27 )
الاخ الكريم بعد التحية. ان المظاهرات التي اجتاحت تونس وليبا ومصر وغيرها من البلدان العربية هي ثورة الجياع وليست ثورات اسلامية وان استغلها الاسلاميون.انه من المعيب حقا ان يدعي مثقفا مثلك بانن ثورة البحرين والمنطقة الشرقية هي تشجيع من ايران وليس من الظلم المحدق بهم. اين التدخلات الايرانية؟؟. انها شماعة يعلق عليها الحكام الديكتاتوريون للهروب من اعطاء الشعوب الحرية والكرامة.ان اكبر غلطة قامت بها ايران الخمينية هو تقربها من العرب الاعراب عبيد الصهيونية والامريكان باتخاذها المبدا الاسلامي وابعادها الاحزاب العلماتية التي كان لها دور مشرف في الثورات مند عهد مصدق الى نجاحها في 1979. اخي الكريم: اما مسالة القدس ولماذا لا تحررها ايران فاسل العرب الاعراب اولا لماذا باعوا فلسطين وعن خياانة آل سعود ودورهم المخزي في قبام الدولة الصهيونية.واذا كانت ايران تتاجر بالقدس سياسا فالعرب هم اول من تاجر بها وجعلوها مسالة عربية. اما نزاع الشيعة والسنة فما الغرابة في ذالك؟.انهم ياتمرون باوامر البيت الابيض خدمة لربيبتهم اسرائيل. متى افلحت الامة العربية. فهل امة يقودها آل مرخان والقرد آوي ومرسي جديرة بالاحترام؟؟.


2 - إسرائيل و مفاعلات ايران
Amir Baky ( 2013 / 5 / 8 - 19:54 )
إسرائيل تريد دك مفاعلات ايران النووية باى شكل وكانت على وشك القيام بذلك بشكل منفرد ولكن تخطيط الأمريكان هو الذى اجل الموضوع. فالفكرة المطروحة الآن دعم أنظمة سنية متطرفة لتجارب ايران فى مقابل تدعيم استمرار هذه الأنظمة فى حكم البلاد وسورية يجب تدمير جيشها لأنة مساند لإيران وتقوم أمريكا بتدعيم الجهاديين كما دعمتهم فى أفغانستان للقيام بتدمير الجيش السورى


3 - صحوة إنسانية ؟
س . السندي ( 2013 / 5 / 9 - 15:35 )
بداية تحياتي لك أخي العزيز مجدي وتعليقي ؟

1: ليغرد الخامنئي وليغرد غيره وليسميها مايشاء ، فزمن الدجل والضحك على العقول والذقون قد ولى ؟

2: عاجلا أم أجلا لابد أن تتحق نبؤة الشاه الراحل الذي قال ( سياتي اليوم الذي لن ينجو فيه رجال الدين في إيران بفروة رؤوسهم ) وأنا أقول وأيضا في بقية الدول المستعربة لأنه في عالم لن يصح إلا الصح ؟

3: شاؤ أم أبو فعالم اليوم قد غدى قرية صغيرة ولتصدق مقولة السيد المسيح ( ليس خفي إلا ويعلن ... ولا مكتوم إلا ويظهر ) ؟

4: أقوال خالدة ... ؟
آ: إن محاولة الحوار مع من تخلو عن إستخدام العقل .. كمحاولة إعطاء الدواء للموتى ــ توماس باين ؟

ب: إن بعض من لايريدون سماع الحقيقة .. لأنهم لايقوون على رؤية أحلامهم تتحطم ــ ديستوفسكي ؟

ج: وأنا أقول : إن ماينقص الكثيرين اليوم ليس المعرفة .. بل الشجاعة في قول الحقيقة ؟

د: وأخيرا نختم بقول للسيد المسيح ؟
إرمي خبزك على وجه المياه فإنك تجده بعد أيام كثيرة ــ أمثال 41: 1؟

وهذا ماعلى العلمانيين والمتنورين فعله دون يأس أو قنوط وهو فضح أمثال هؤلاء الدجالين تجار الدم والجهل والدين ؟


4 - الحرب الشاملة قادمة
عصام المالح ( 2013 / 5 / 9 - 21:24 )
ايرن لاترغب ان ترى الاخوان يحكمون في الدول العربية فهي تعلم جيدا انهم يكفرونها ليلا ونهارا ولكن ماذا عساها ان تفعل في حال حصولهم على الحكم سوى محاولة التقرب منهم بداعي المصالح المتبادلة ومحاربة الحضارة الغربية بخلق عدو مشترك لهم. بينما ايران مستعدة ان تفعل كل ما بوسعها لمنع الاخوان الاستيلاء على السلطة وهذا واضح في سوريا. سقوط الحكم في سوريا سيشكل نقطة تحول في المنطقة فالحرب الحالية لا تزال تعطي انطباع بان الدولة تحارب المجموعات الارهابية اما بعد السقوط ستتحول الى حرب طائفية بشكل رسمي وستنتقل مباشرة الى العراق ونتيجة دعم ايران للشيعة ودعم تركيا والسعودية للسنة قد تحصل مواجهات مباشرة . بينهما وهكذا ستشتعل المنطقة برمتها وطبعا اسرائيل وبعض حلفائها في المنطقة هم الرابحون اتمنى ان لانصل الى تلك المرحلة

اخر الافلام

.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية


.. أسباب قبول حماس بالمقترح المصري القطري




.. جهود مصرية لإقناع إسرائيل بقبول صفقة حماس


.. لماذا تدهورت العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا؟




.. إسماعيل هنية يجري اتصالات مع أمير قطر والرئيس التركي لاطلاعه