الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزمزمي، الفقيه -الجينيكولوگ-

تقي الدين تاجي

2013 / 5 / 8
كتابات ساخرة


يقال في اللغة العربية، "زم "يزم" بمعنى أغلق وربط وأوثق، وعلى الرغم من كون فعل زم يتكرر مرتين في اسم عبدالباري "الزمزمي"، إلا أن آخر شيء يقوم به هذا الرجل هو "الزم" والإغلاق، لا سيما زم وإغلاق فمه، فهو يتحدث في كل شيء، ويفهم في كل شيء، ويدلي بسطله في كل الأمور والنوازل كيفما كانت، إلا فيما يتعلق بالفتوى، فقد اختار بهذا المجال "تحديدا" التخصص بشيء واحد ( ما بغاش يكون فقيه جينيراليست)، و في باب، أبعد ما يكون عن العلوم الشرعية، واقرب منه الى العلوم الجزرية، والگرعة السلاوية، والفگوس، والخيار(ماشي الديمقراطي طبعا). ومَن لا يعرف هذا الفقيه، قد يظن أننا بصدد الحديث عن خبير في علم الزراعة أو باحث فلاحي، متخصص في "التطعيم"، الذي يعني تركيب صنف من النباتات المرغوبة لخصائصه، وصفاته على صنف آخر من نفس العائلة النباتية، وليس عن فقيه في الدين، وعضو باتحاد علماء المسلمين. لكن فعلا ما علاقة فقيه بالتطعيم؟. فلو كان "الإطعام"، لقلنا لعله يفتي في مسألة مَن أفطر عمدا نهار رمضان فتوجب عليه "إطعام" ستين مسكينا، ولو كان "التطعيم" بمعنى "الجلبة" أو "التلقيح"، لقلنا أيضا ربما الأمر يتعلق بالوقاية الشرعية من الأمراض، التي حثنا عليها ديننا، لكن أن نكتشف بالنهاية أنه يعني ما يقوله، ويقصد حقا "التطعيم الفلاحي"، والافتاء بجواز تركيب النباتات على الإنسان، فما سمعنا عن هذا قط. ( يا لطيف، يا لطيف).
ليبقى السؤال الذي يفرض نفسه، ما الذي قد يدفع شيخا، يقول عن نفسه بأنه فقيه وعالم شرعي، للافتاء بما هو فلاحي وزراعي. الجواب ولاشك سنجده عنده. ففي حوار له مع إحدى الجرائد الوطنية، عن سبب خوضه غمار الانتخابات سنة 2007، رد مستشهدا ببيت للشاعر "قيس بن الملوح: «أتاني الهوى قبل أن أعرف الهوى.. فصادف قلبا فارغا فتمكن»، بمعنى أن الرجل ما كان عندو ما يدار قال آجي نترشح باش نتلاهى شوية ونعمّر وقتي، ومن هذا نستنتج أيضا أن نفس هذا الفراغ هو السبب في تلك الفتاوى، فعلى الرغم من تخصصه في فقه النوازل، فإنه لايجد اية "نازلة" فاش يهضر، بحيث يبدو حاله مثل حال داك العريس الذي لم يجد موضوعا ليتحدث فيه، مع زوجته ليلة الدخلة، فبادرها بالسؤال: "واش داركم عارفين راكي هنا". ومع ذلك فطموحه لم يقف فقط عند اقتحامه للمجال الفلاحي، بل تعداه الى مجال "النقل"، وطبعا ليس "النقل" كمصطلح ينتمي إلى حقل العلوم الشرعية، وإنما "النقل" المنتمي الى قاموس : "رول ما عندو باگاج"، والباگاج حتى هو فيه وفيه، فهناك "الباگاج" الفكري وثمة "الباگاج" الذي يعرفه "الكورتية"، وهو بالذات الذي نقصده، فبعد أن تم الكشف عن اسمه ضمن لوائح المستفيدين من "الگريمات"، وفي خضم انشغال الناس بالناس، أدهش "الزمزمي" الجميع بأنْ ظل صامدا، مركزا فقط في "مشيط الراس"، ومستعطفا وزير النقل، لتغيير الخط. وإذا كان المعرف عن العلماء تفرغهم للدعوة، وطلب العلم، فانه يحق لنا بالمغرب الافتخار بعالم كهذا، استطاع الجمع بين الزراعة والفلاحة، والعمل البرلماني، وشيفور ديال الكار، وكايفهم فالدستور، و"جينيكولوگ" من لفوق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عبد الرحمن الشمري.. استدعاء الشاعر السعودي بعد تصريحات اعتبر


.. قطة تخطف أنظار الحضور بعد صعودها على خشبة المسرح أثناء عزف ا




.. عوام في بحر الكلام - علاقة الشاعر فؤاد حداد وسيد مكاوي


.. عوام في بحر الكلام - فؤاد حداد أول من حصل على لقب الشاعر في




.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 10 يونيو 202