الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طائر الغرنوق

أسماء الرومي

2013 / 5 / 8
الادب والفن


طائِرُ الغرنوق مرَّ ذاتَ أمسيةٍ
في دربي فتفجّرَ قلبي دموعاً
طائِرِ الغرنوقِ للمساءِ يغني
يكتبُ بجناحِهِ قصصَ أسرابِ المسافرين
وبجناحهِ يُغطيها
فيحملها الزمنُ صوتاً وليلاً حزين
طائِرُ الغرنوقِ بجِناحهِ حملني
أجلسني قربَ بابٍ رأيتُها
مصنوعةً من ألفِ طائِرٍ ورقي
*رأيتُ ساداكو تُثَبتُ الطيورَ
تُعدها واحدةً بعد الأخرى
وبعينيها الشجيين تحسبُ الزمنَ القصير
وتحاول وبيديها الواهنتين لتتمَ الألف
لتفتح بنسماتٍ من قلبِها بابَ الأملِ
للوجوهِ الشاحبةِ ، للعيونِ المتشبثةِ ببابٍ
منها تطلبُ ضوءَ أملٍ وحياة
يا طائرَ الغرنوق ،لازالتْ الجدرانُ تئنُ
والأرصفةُ تدورُ بالأحزان
والعيونُ دمعةً على الخدِّ تنحدر
والزمنُ الصامتُ يحملُ ألفَ مأساة
مثلُ قطراتِ ندىً تجمعتْ الدموع
ومثلُ ورودٍ ذابلةٍ على غصنٍ ذبلتْ الوجوه
وتساقطتْ الدموع
والحروبُ تدور
وأرصفةُ الأحزانِ بقلوبِنا تدور
ساداكو لازالتْ تصنع الطيورَ الورقية
وطائِرُ الغرنوق يغني ويغني
ينشرُ جناحيهِ بسمةَ أملٍ وحبٍ للعيونِ الساهمةِ
يُذَكِرُ بأن الأملَ لايموت
والوقتُ لم يتأخر
7/5/2013
ستوكهولم
*ساداكو هي الفتاة اليابانية التي ولدت عام 1943
في مدينة هيروشيما وتعرضت نتيجةً لألقاءِ القنبلة الذرية على المدينة للأصابة
بسرطانِ الدم مرض القنابل والحروب .كانتْ فتاةً سعيدةً ومبتهجة ،ومميزةً في
السباقاتِ المدرسية في الركض ، وكانت تتهيأ لتشارك في السباق الرياضي العام
وتلك أمنيتها ،وكم ابتسمتْ بسعادة لهذه الأمنية ،لكنها فجأةً شعرتْ بدوارٍ أسقطها
ونُقلتْ إلى المستشفى
وفي المستشفى جاءَتها صديقتها بأوراقٍ ملونة .ذكّرتها بالقصصِ القديمة والتي
تقول بأن طائر الغرنوق يعيش 1000 عام فإذا إستطاع المريض أن يصنع ألف
طائرٍ من الورق فإن الآلهة ستحقق أمنيته وتشفيه لكن ساداكو لم تكمل غير
644 طائراً
أحد الطيور الورقية عملته من ورقة مذهبة كانت غلافاً لشكولاته هذا الطائر
كان مميزاً عندها، وضعته قرب سريرها لتلمسه قبل أن تغفو .كانت أمها
تجلس قرب سريرها لتغني لها بصوتٍ حزين الأغنية الشعبية التي أحبتها حين
كانت طفلة ــ يا أسراب الغرنوق الرمادية
غطي بأجنحتكِ طفلتي
ثم تتمتم ، طيور الغرنوق الرمادية
جاءتْ محلقةً إلى بيتِنا
ماتتْ ساداكو في الثانية عشرة من عمرها في عام 1955
وقد قام زملاؤها في المدرسة بصنع ثلاثمائةٍ وستةٍ وخمسين طائراً كي يكملوا
الطيور الألف ،ودفنت معها وهكذا حققوا لها أمنيتها
جمع أصدقاؤها في المدرسة كلّ رسائلها،طبعوها في كتابٍ أسموه ـ كوكيشي ـ وهو
إسم الدمية التي قدموها لها هديةً في المستشفى
وزِعَ الكتاب في جميع أنحاء اليابان فعرف الجميع إسم ساداكو وطيورها الورقية
الألف . في عام 1958 أزيح الستار عن النصب التذكاري في حديقة السلام بمدينة
هيروشيما ،فيه تقف ساداكو في أعلى النصب وهي تُمسك بيدها طير الغرنوق
الذهبي .وفي قاعدة النصب على لوحٍ حجري كُتبَ
هذه صرختُنا ...
هذه صلاتُنا ...
السلام في العالم ...
في كل سنة في يوم السلام تُلقى آلاف من طيور الغرنوق الورقية عند قاعدة
النصب التذكاري
هذه المعلومات أخِذتْ عن القصة المترجمة ـ ساداكو وطيور الغرنوق الورقية
الألف ـ والذي ترجمها عن السويدية وقدمها إلى القارئ العربي
هو المؤلف والمترجم ـ عبد الكريم جاني سهر ـ وكانت ترجمة شيقة وجميلة
وحازت على جائزة إستحقاق من دار النعمان . فشكراً للأستاذ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف


.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال




.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج