الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
خلف المتعارف عليه
مثنى كاظم صادق
2013 / 5 / 9الادب والفن
من الضرورة بمكان أن نشير إلى أن التأطير النصي للسرد القصصي للقاصة المبدعة رجاء الربيعي ، يتبنى الصلات الواقعة بين الذات والموضوع بعملية حث لفعالية الفكرة التي تتجه قدماً إلى المتلقي ، إذ إن من علامات السردية الفاعلة ، أن يعي المتلقي على من يتحدث السارد ، من خلال عدة مرجعيات في القصة القصيرة جداً ، التي بنيت على لبنات الإيحاء الموضوعي للنص ، وما يلفت النظر في قصص المبدعة رجاء الربيعي ، أنها مسكونة بالوجع المتواصل ، فالعنوانات تشكل بحد ذاتها نصاً موجعاً ( صناديق الجثث / لعبة الأقفال / رحلة مع الأشباح / إنتظار / رسام الوهم / شباك بالانتظار ... إلخ ) إذ إن العنوانات هذه يمكن عدها مرجعيات مشهدية ، لواقع مشاهد ، ولاسيما إذا سلمنا بأن أفكار الإنسان تكون دائما مشفوعة بالصور ، وتأسيساً على هذا جاءت هذه القصص ذات مستويات تقنية مشهدية ، تمسك بتلابيب المتلقي ، من خلال التوصيفات والتفصيلات ( حين بدأ قرص الشمس بالنزول خلف المدى ، وأصبح لون السماء يميل إلى الإحمرار ، وكأنه قد تلون بألوان الخوف ) إن المسحة اللافتة في هذا المقبوس السردي ، هو الاستعارة ( ألوان الخوف ) إذ جعلت المعنوي ( الخوف ) مجسات الحسي ( ألوان ) لتحمل دلالة إشارية أولى ، إلى نهاية ذات جو سوداوي قاتم ( بكت ، وبكى الناس على شهداء كنيسة النجاة ) فالقاصة تحرص على تكثيف الواقعية ؛ حرصاً منها على إظهار همين : الأول الهم السياسي ، والآخر الهم الاجتماعي فضلاً عن أن القصة القصيرة جداً سرد نثري موجز ؛ فالسرد هو عقد وفعل ( كل الأبواب أمامي الآن مغلقة إلا باب القبر ، فهو مفتوح للجميع ) فبطل القصة ينفث في مكبوتاته بالحديث النفسي ، ضمن مفارقة ، تتسرب إلينا بمقارنة بين أبواب الحياة المغلقة لهذا ، والمفتوحة لذاك إلا باب القبر ، الذي سيبقى مفتوحاً للجميع بدون استثناء ، إنها ثنائية الحياة والموت ؛ حيث الضعف الإنساني الذي يختبئ في النص ( سأنتظرك على ناصية قلبي ، في إحدى محطاته ، فلا تتأخر ؛ لأنك ملاذي الآمن ، معك أعيش طفولتي الحالمة ، هذا ما أتذكره من طفولتها ، التي انتهت بفراقه ) إن فعالية الانتظار هنا ، هي فعالية وجدانية محضة ؛ لأنه ـ الانتظارـ يخرج عن جغرافية المكان ، ليلج جغرافية القلب ( على ناصية قلبي ) ضمن مستحثات النهي للمنتظر ( فلا تتأخر ) إذ يعلل هذا النهي على عدم التأخر ( ؛ لأنك ملاذي الآمن ) لكن هذا الملاذ الآمن ، لن يعود أبداً ؛ نظراً للتحولات الحادثة ؛ فقد اقترنت نهاية الطفولة ( التي انتهت بفراقه ) برحيله . تجمع القاصة المبدعة رجاء الربيعي الواقع المشتغل بالألم ، فتحيله الى خطاب نسقي يرتبط بالإنسان المحلي ، فلم تجمع في نصوصها السردية بين الذات ومحيطها جمعاً قسرياً ؛ ذلك من أجل إدراك الحقيقة ، ضمن صياغات أسلوبية ، تعتمد على لغة واضحة تنتظم فيها اللغة المستعملة ، من خلال استجماعها لتجربة الواقع واطراداته ، وفسلها في تربة الفكر ؛ لتحقق بذلك ما يراد من النص من مفهوم ومن ذلك عرف نيتشه المفهوم بأنــه( فكرة في كلمة ).
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟
.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د
.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل
.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف
.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس