الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حق لن ينسى بعد 65 سنه
حسن محمد طوالبة
2013 / 5 / 9الثورات والانتفاضات الجماهيرية
العنوان اعلاه هو شعار المنظمات الفدائية والشعبية والبرامج الاعلامية , وهو ما يدرسه معلمو المدارس للتلاميذ في كل المراحل الدراسية . انه شعار مبدئي اذا ما تم التمسك به من جيل الى جيل فقد يتحقق في يوم من الايام , ويعود الحق الى اصحابه . ورغم ظروف الشتات التي يعيش فيها الفلسطينيون فان أمل العودة ما زال يراودهم من جيل الى جيل , وما زال الكثيرون يحتفظون بمفاتيح منازلهم التي ازيلت من الوجود على يد المعاول الصهيونية في عشرات القرى والمدن الفلسطينية , وحسب الاحصاءات المتداولة فقد تم ازالة 500 قرية ومدينة عربية منذ عام 1948 , وتم ارتكاب اكثر من 60 مجزرة ضد السكان الفلسطينيين لاجبارهم على الرحيل عن اراضيهم وبلدهم .
الاستيطان شعار صهيوني قديم منذ ألوف السنين قام على القتل الجماعي والتهجير القسري , فمنذ عهد النبي يوشع بن نون – فتى سيدنا موسى – ( عليه السلام ) , شهدت بلاد فلسطين عمليات القتل الجماعي , فعندما دخلت قوات يوشع الى مدينة اريحا – اقدم مدينة في التاريخ – تم دخولها من خلال التجسس , وابادة اهلها بالكامل , وحرق ما فيها من شجر وحيوانات , لكي تكون عبرة لسكان القرى المجاورة , واجبارهم على الرحيل قبل ان تصل القوات المحاربة . وهو الاسلوب الذي استخدمته قوات وعصابات الهجانا والارغون وشتيرن عام 1948 , ضد سكان قرى دير ياسين وكفرقاسم وقبيه والسموع وصبرا وشاتيلا الضاحية الجنوبية في بيروت وبحر البقر في مصر وغيرها الكثير .
ارتكب الصهاينة هذه المجازر بدم بارد , ولم يتحرك ما يسمى بالضمير العالمي الذي يتشدق بالديمقراطية وحقوق الانسان . ولكن عندما كان يقتل شخص او اكثر من اليهود على يد فدائيين تقوم الدنيا ولم تقعد , وكأن العالم اصابه بركان زلزل اركانه , فتخرج التصريحات المنددة والمدينة لهذا العمل " الارهابي " . واما المجازر التي يرتكبها الصهاينة تعد من باب الدفاع عن النفس . هذه الازدواجية والكيل بمكيالين باتت سمة السياسة الدولية وخاصة الغربية منها . وهو قمة النفاق والكذب والرياء .
نكبة الفلسطينين والعرب بعامة هي نتاج السياسة الغربية والبريطانية بخاصة . فبريطانيا من اكثر الدول خبثا في سياستها الاستعمارية , وهي التي سنت سياسة " فرق تسد " , فهي التي زرعت المشكلات الحدودية بين الدول التي استعمرتها , وهي التي خلقت النعرات الدينية والطائفية والمذهبية والعرقية في البلدان التي استعمرتها .
وما أن انتهى الدور الاستعماري لبريطانيا العظمى حتى جاء دور الولايات المتحدة التي تكونت بفعل ثلاثة عوامل اساسية : الارض الخصبة , والايدي العاملة الاوروبية الماهرة , والايدي العاملة الرخيصة التي جلبها المستعمرون من افريقيا . أضف الى ذلك ايمان غالبية الامريكيين بالمذهب البروتستانتي , الذي يؤمن بما ورد في الكتاب المقدس – القديم والجديد – أي التوراة والانجيل . وعلية فان التعاطف الامريكي مع اليهود له خلفية دينية عقدية قوامها العاطفة الدينية والايمان بالمعتقدات التاريخية المزورة التي جاءت في التوراة المحرفة , التي كتبها حاخامات اليهود اثناء وجودهم في السبي البابلي في القرن الخامس قبل الميلاد . وما من رئيس امريكي فاز بالرئاسة الا وانحنى امام حاخامات اليهود في منظمة ايباك اليهودية في الولايات المتحدة , واطلق الوعود القاطعة بالتزام الادارة الامريكية بأمن " اسرائيل " . وتنفيذا لهذه الوعود تتعهد الادارات الامريكية بتقديم العون المالي والعسكري والسياسي للكيان الصهيوني . فمنذ قيام الكيان والادارة الامريكية تقدم مئات مليارات الدولارات له , لكي يبقى متفوقا على الدول العربية , ويظل لاعبا مهما في المنطقة .
ولا غرابة ان نسمع اليوم قيام وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري بمساعي لاقناع جامعة الدول العربية لكي تعترف الدول العربية " ب - يهودية اسرائيل " . وكذلك مبادلة ارض بأرض تمهيدا لتسوية القضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني وخاصة الذين يعيشون في الشتات .
خلال السنوات الماضية قامت القوات الصهيونية بعدة اعتداءات على الدول العربية ودمرت العديد من القرى والبلدات العربية وقتلت الالوف من العرب واحتلت اراضي من البلدان العربية , وقضمت ارض الضفة الغربية ببناء المستوطنات , وصادرت الاراضي العربية من خلال " قانون الغائب " ,وشردت الفلسطينين من ارضهم تحت العديد من القوانين العنصرية , بحيث لم يبقى من ارض الضفة الغربية اكثر من سبعة الاف كيلومتر , مقطعة الاوصال بسبب المستوطنات . ولم يكتفي الصهاينة بهذا بل امتدت ايديهم الى المقدسات في الخليل والقدس الشرقية , فقد صادر الصهاينة المسجد الابراهيمي والاحياء والمجاورة له . وصادرت البيوت والاراضي المحاذية للمسجد الاقصى المبارك . وغالت في الحفريات تحت المسجد الاقصى بدعوى التنقيب عن هيكل سليمان المزعوم . وصار تدنيس الحرم القدسي الشريف من الفعاليات المالوفة من قبل الصهاينة بين فترة واخرى , وما جرى يوم الاربعاء من تدنيس للحرم القدسي من قبل المستوطنين المدعومين من قوات الامن والجيش وقوات الحدود والشرطة الصهيونية هو امعان في الاستهتار بالعرب واهانة لكل ما يعتقدونه , كما انه اهانة للانسان العربي قبل البناء , واهانة للمسلمين قبل المساجد والمقدسات .
سنوات النكبة الماضية كلها تسير لصالح الصهاينة على الارض وفي السياسة . فالانقسام الفلسطيني – الفلسطيني ما زال بين فتح وحماس , وكل طرف يؤسس لدولة مختلفة في العقيدة والتوجهات السياسية . والعدوانات الصهيونية على القطاع تتكرر بين مدة واخرى , والاعتقالات مستمرة للشباب الفلسطينين ولم يسلم الاطفال والنساء , بحيث غصت السجون الاسرائيلية بالوف المعتقلين بتهمة الارهاب ومناهضة اسرائيل .
اما الوضع العربي الرسمي فهو اسوأ حالا من الوضع الفلسطيني , فالزعماء العرب قدموا للكيان الصهيوني اكبر تنازل عن القضية الفلسطينية , عندما قدموا " المبادرة العربية " في مؤتمر بيروت عام 2002 , وقد اعترفوا فيها بالدولة الاسرائيلية , وحقها في التطبيع مع الدول العربية , مقابل انسحاب الصهاينة من اراضي العرب قبل عام 1967 . ولكن الحكومات الصهيونية لم تعر بالا لهذه المبادرة واصمت اذانها وواصلت مخططها في تهويد الاراضي العربية والقدس بوجه خاص . وهاهي بصدد اعلان " الدولة اليهودية " , اي دولة خالصة لليهود , ولا مكان لغير اليهود فيها , اي لا مكان لحوالي مليون ونصف فلسطيني داخل الخط الاخضر من العيش في الدولة اليهودية بعد اعلانها .
وخلال العقود الماضية تم تنفيذ المخطط التقسيمي والتفتيتي للوطن العربي , وهو مخطط صهيوني قديم جديد , وقد روجت له بريطانيا بابراز التقسيم الطائفي بين المسلمين , أي بين السنة والشيعه , والادعاء ان الشيعة مظلومون من قبل السنة . ومن اجل تفعيل هذا التقسيم الطائفي تم افتعال الحرب الدينية في لبنان بين المسلمين والمسيحيين , ورغم اتفاق الطائف الذي انهى الحرب , ولكنه ترك لبنان مقسما في كانتونات طائفية تحترب فيما بينها بين فترة واخرى , وتركته بلدا مخربا يعاني من الفقر والديون والازمات السياسية . ونتيجة هذا التقسيم ظهر حزب الله التابع الى ايران كقوة عسكرية وسياسية , وصار يحتكر السلطة بقوة السلاح , وبات مستعدا للقيام بانقلاب عسكري في اية لحظة , او الامساك بالسلطة من خلال النفوذ الطائفي في الجنوب .
ومن اجل تعزيز الانقسام الطائفي ضحت الولايات المتحدة بحليفها الوفي الذي كان يسمى " شرطي الخليج " محمد رضا بهلوي , بدعوى دعم الديمقراطية , وهذا الادعاء باطل اكدته الاحداث الكثيرة , فالادارة الامريكية لا تهتم بالديمقراطية اذا كانت تتعارض مع مصالحها , وهاهي اليوم تؤيد ديكتاتورية نوري المالكي في العراق , ولا تعير بالا لمطالب الشعب العراقي المشروعة التي تنسجم مع مبادئ حقوق الانسان والحياة الديمقراطية , وهي التي تدعي انها احتلت العراق لكي تخلص العراقيين من الديكتاتورية . ضحت بالشاه ودعمت خميني لكي يركب ثورة الشعوب الايرانية , ويقتنص السلطة , ويعلن نظام " ولاية الفقيه " وقيام الدولة الاسلامية الشيعية ,حيث يتواجد الشيعة في المنطقة . ومنذ احتلال العراق عام 2003 , تبادلت الادارة الامريكية الادوار مع نظام ولاية الفقيه في العراق , فقد سسيطرت الشركات النفطية الامريكية على حقول النفط العراقية , وتركت الساحة العراقية للنفوذ الايرني , لابراز المد الشيعي الطائفي واحداث الفتنة بين المسلمين . وبفعل النفوذ الايراني في لبنان وسورية والعراق تمكن نظام الملالي في ايران ان يتسلل الى دول الخليج العربي من خلال الوجود الشيعي في هذه الدول مثل السعودية والبحرين والامارات . وما يجري الان في سوريه هو جزء من مخطط التقسيم الطائفي الذي تعول عليه الحركة الصهيونية لامرار مخطط تقسيم الاقطار العربية الى كانتونات طائفية ودينية وعرقية , كما هو الحال في دول الربيع العربي ( تونس ومصر وليبيا وسوريه ) .
خمسة وستون سنة من النكسات تتوالى على الانظمة العربية , ولا توجد بادرة امل في الاصلاح السياسي لدى هذه الانظمة نحو استرجاع المغتصب من الارض العربية سواء كانت في فلسطين او الاحواز او الاسكندرون او سبته ومليله . ولكن بادرة الامل بدأت تظهر لدى الشباب العرب الذين نفضوا عن كاهلهم الخوف والاذعان والطاعة العمياء للزعماء الفاسدين الذين اهانوا الشعب وصادروا ارادته في الحياة الحرة الكريمة والعزة والكرامة . هؤلاء الشباب الذين انتفضوا وثاروا على الظلم والفقر والفساد , كانوا وما زالوا هم وقود الثورة التي ما زالت جذوتها مشتعلة , رغم انقضاض الاحزاب الدينية السياسية على الحكم , وسرقة الثورة من اصحابها قليلي الخبرة السياسية , وفقدانهم القيادة الموحدة ذات الاهداف الواضحة .
ان استرجاع فلسطين أت لا محالة وان كان في زمن لاحق , قد يكون بعيدا من الان . ولكن الحق باق في صدور الشباب الفتية العرب , وسيأتي يوم يستفيق فيه العرب ويعودوا الى الجهاد الذي شوهه الغرب والصهاينة ووسموه بالارهاب , الجهاد واجب ديني ووطني وقومي وانساني , وهو الكفيل باسترجاع الحق الى اصحابه .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - مفاتيح المنازل
زرقاء العراق
(
2013 / 5 / 10 - 07:30
)
لا اريد التعليق على كل ما جاء في المقال لأن ما جاء في اوله يشير على البقية منه
يقول الكاتب المحترم - وما زال الكثيرون يحتفظون بمفاتيح منازلهم التي ازيلت من الوجود على يد المعاول الصهيونية- وهذا صحيح
ولكن لا يخبرنا الكاتب بأنهم جميعاً وبدون استثناء كانوا قد باعوا منازلهم لليهود طواعية وبأسعار خيالية ولم يبيعوا مفاتيحهم اللتي مازالوا يحتفظون بها
يعلم الكاتب قبل غيره بأن المحاكم المدنية في أسرائيل مستقلة وقد حكمت بالسجن حتى على رئيس اسرائيل السابق بعد ادانته
ويعلم الجميع بأن هناك محامين عرب كفوئين من عرب اسرائيل وقد تخرجوا من افضل جامعاتها ويوجد نواب عرب في البرلمان الأسرائيلي
ولو كانت هناك حتى حالة واحدة عن مصادرة بيت لفلسطيني لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها ولكسب بيته وتعويضات كبيرة ايضاً
اما ان المنازل اللتي بناها البعض بصورة عشوائية على اراضي الدولة فتلك ستصادر وتهدم وهذا طبيعي في كل دول العالم
رجاءاً كفاكم التحريض وقلب الحقائق فهذا لن يحرر فلسطين وكفاكم استخفافاً بعقولنا
.. محتجون في السويداء يدمرون صورة الرئيس الأسد.. وسط تصاعد الاح
.. الأستاذ ادريس جدي في ندوة : -القانون المتعلق بالتعويض عن حوا
.. الأستاذ حسن بيرواين في ندوة : -القانون المتعلق بالتعويض عن ح
.. الرفيق كريم نيتلحو في ندوة : -القانون المتعلق بالتعويض عن حو
.. النقيب علال البصراوي في ندوة : -القانون المتعلق بالتعويض عن