الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشروع الحزام الامني الاسرائيلي اللامباشر يبدأ في العراق

محيي المسعودي

2013 / 5 / 9
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


اذا كان مقاتلوا المعارضة الكردية المسلحة في تركيا (pkk) قد تصالحوا مع حكومتهم, - وهم مواطنون اتراك يتمتعون بكامل حقوق المواطنة في دولة ديمقراطية مثل تركيا - فلماذا ينسحبون باسلحتهم الى الاراضي العراقية في الشمال "كردستان" !!؟؟ وهل العراق بات ارضا مشاعا او بلاد مستباحة لمن يريد ان يدخلها ؟ وهل يدرك الساسة الاكراد في اقليم كردستان العراق مخاطر دخول PKK الى الاقليم !؟ انهم مقاتلون متمرسون على القتال - في كل زمان ومكان وفي كل الظرف والحوال – وهم يمارسون القتال منذ عقود طويلة, ولديهم قدرات وخبرات قتالية ولوجستية وسياسية لا تتوفر لايّة معارضة في المنطقة !
ومع كل ما رافق عملية الصلح " المزعومة " بين pkk والحكومة التركية من شكوك ومع ان المفاوض الاول للمعارضة الكردية "عبد الله اوجلان" يفاوض من السجن اي مسلوب الحرية وتحت حماية ورحمة السلطات التركية , - وهذا يثير شكوكا لا يمكن تجاوزها - مع كل هذا فان القضية لا تنحصر في موضوع تصالح وطني ديمقراطي بريء بين المعارضة الكردية والحكومة التركية !!. كما ان استباحة الاراضي العراقية من قبل المعارضة الكردية التركية وبدعم من الحكومة التركية وحكومة اقليم كردستان وصمت الحكومة المركزية العراقية في بغداد وصمت المعارضين لها ليس عاديا ولابريئا ولا عن غفلة !! كما ان الليونة السياسية التي ابداها البرزاني مؤخرا اتجاه حكومة المركز واضطرار حكومة المركز للتنازل وتجاوز الدستور - تحت ضغط الشحن الطائفي المخطط له بقة عالية في غرب العراق - ليس برئيا ولم يكن وليد الصدفة !!
لماذا لم يرفض مسعود برزاني دخول الـ PKK الى الاقليم مع علمه بخطورتهم على حكومته قبل امن الاقليم وسلامة ارضه ومواطنيه ؟ وهو يعلم اي برزاني ان تركيا تقصف الاراضي العراقية منذ سنوات بسبب بعض الوجود للـ pkk في شمال العراق فما باله اذا اصبحت هذه المعارضة في كردستان العراق وكيف ستكون الحال اذا لم تتم الصفقة المزعومة بينها وبين حكومة اورغان !!؟؟
قد اتفهم صمت حكومة المركز في بغداد التي تعاني ضغوطا دولية متخالفة اتجاه سوريا وخاصة من امريكا وايران ودول الخليج وغيرها وتعاني الامرين من تواجد وجرائم تنظيم القاعدة واخواتها التي وجدت متنفسا لها في المظاهرات والاعتصامات الاخيرة . ناهيك عن المواقف السياسية الاخرى كموقف القائمة العراقية والتحالف الكردستاني والتيار الصدري وغيرهم . ربما كل هذه الضغوط اخرست حكومة المركز في بغداد . ولكن هذا الصمت فيه خطر على العراق اكبر من الخطر الذي يواجه الحكومة , لانه يمس وجود وامن العراق بشكل خطير جدا لان ما يحدث في العراق وجواره هي وحدات لمشروع اقليمي اقل ما يخسر فيه العراق هو التقسيم والتناحر والحروب والصراعات التي لا تنتهي .
واتساءل هنا : اذا كانت بالامس حكومة ايران طردت معارضتها المسلحة (مجاهدي خلق) وعمل الامريكان والنظام العراقي السابق على بقائها ورعايتها في العراق , ورأينا ما رأينا من مشاكل مع هذه المعارضة التي لا حاضة لها شعبية او سياسية في العراق , فما بالك اليوم مع المعارضة الكردية التركية المسلحة الـ PKK التي ستجد الحاضنة الشعبية والسياسية المثالية لها في اقليم كردستان العراق ! ؟ ولا اسبعد ابدا بل من المؤكد ان جحافل القاعدة واخواتها التي بدأت تنهزم في سوريا سوف تنسحب الى العراق ايضا وخاصة الى المنطقة الغربية . وبعد هذه الصورة يتضح المشهد وهو في الشمال , يتمثل بدعم الساسة الاكراد الانفصاليين في كردستان العراق بمقاتلي الـ pkk بكل خبراتهم واسلحتهم لكي يساعدوا برزاني والانفصاليين الاكراد على محاربة المركز وتأسيس دولة كردية في شمال العراق, ربما تتحد مع تركيا " فيدراليا" من اجل حل مشكلة الحكومات التركية المتعاقبة مع اكراد تركيا . اما في غرب العراق فستكون القاعدة واخواتها بكل طاقتها القتالية والمالية واللوجستية عونا للساسة الطائفيين في المناطق الغربية الداعين الى الاقليم او الانفصال . وكما ساعدت الـ PKK على انفصال الاقليم عن العراق ستساعد القاعدة على انفصال المناطق الغربية, وهذا هو المشروع البديل عن مشروع حزام الامن الاسرائيلي الاول المتمثل باسقاط النظام السوري النظام الذي تعذر سقوطه بسبب الدعم الروسي والايراني لبقاء كيان الدولة السورية . ويمثل هذا المشروع اي دولة كردية مستقلة في الشمال واخرى عربية سنية في الغرب الحزام الامني الثاني" اللامباشر" لاسرائيل ووهو بمثابة الحزام المجفف لمصادر الطاقة والتمويل والدعم للمقاومة السورية واللبناية والفلسطينية ضد اسرائيل . ناهيك عن ان سماء هذه الدويلات المنفصلة عن العراق ستكون مسارا آمنا لغارات الطيران الاسرائيلي على ايران وقت ما يشاء اسرائيل , وستكون على اراضي هذه الدويلات محطات رادار اسرائلية وربما طاريات باتريوت لاعتراض الصواريخ الايرانية عندما تفكر ايران بقصف اسرائيل او الرد على اعتداء للاخيرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل