الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مْحند العنصَر وْ بَابا غنّوج !

تقي الدين تاجي

2013 / 5 / 9
كتابات ساخرة


غريبة هذه الصدفة، أن يكون محند العنصر، هو وزير الداخلية رقم 19 بتاريخ المغرب. الرقم الذي يحيل لدى المغاربة بمجرد ذكره على جهاز الشرطة، مقرونا بشعاره الشهير : "واش كاين الدم ولا ما كاينش ". رغم أن ما أصبحنا نشاهده من عنف بحق المحتجين، على عهد ولاية السي العنصر أصبح يحتم علينا استبدال العبارة ككل لتصير. "واش كاين شي دم ولا نديروه".
فمع تولّي ابن ايموزار مرموشة، الجماعة التي تفتقد لأبسط الاحتياجات الضرورية، والتي لا يتذكرها ابنها الوزير إلا وقت الانتخابات، أو للاستجمام بفيلته الفسيحة هناك، أصبح توزيع "الزرواطة" على المواطنين يتم بمنتهى العدالة والتجرد، دون أي تمييز بينهم، سواء تعلق الأمر ببرلماني يتمتع بالحصانة، أو صحافي يمارس واجبه، معيدا للذاكرة تلك النكتة التي تناقلها المغاربة على سبيل التنذر، بخصوص عنصر القوات الأمنية، الذي نبهه أحد المارة، بينما كان يهوي بعصاه على معطل دكتور."أنعل الشيطان هذا راه عندو الدكتوراه"، ليجيبه وهو يعض على شفته السفلى: والله باباه وَخا يكون عندو حتى الباك. الأمر الذي يدفعنا لنتساءل ببراءة الأطفال، إن كان السي وزير الداخلية من محبي وجبة "الزعلوك". ففضلا عن التخلاط فالمواطنين على ذات الطريقة التي تعد بها شهيوة "بابا غنوج"، نجده وقد انخرط قبيل الانتخابات التشريعية الأخيرة بتحالف، لا يختلف كثيرا عن هذه الوجبة، التقت فيه أحزاب اليمين، بالوسط، باليسار، بالمحافظين. بشكل جعل أعضاء الحركة الشعبية نفسها، يستغربون كيف أمكن لأمينهم العام الذي ظل يرفض إلى وقت قريب أن تجمعه برئيس احدى مكونات هذه "الخلطة السياسية"، مائدة الأكل أن يجمعه به تحالف من أجل الديمقراطية . وبرره هو من جهته في حوار له مع جريدة الحركة لسان حزبه، بأن الهدف الأسمى من ورائه يبقى هو خدمة مصلحة الوطن والعباد بشكل عام. قبل أن يقرر فك الارتباط به والالتحاق بحكومة بنكيران.
وبالعودة إلى الأحداث الأخيرة التي عرفتها مدينة مراكش، حيث لجأت قوات الأمن لاستعمال خراطيم المياه، والقنابل المسيلة للدموع، والعصي والهراوات التقليدية، والرفس والركل، و "الجْميع بالنص"،- حرب الهيكسوس هادي - في مواجهة المسيرة الاحتجاجية التي كان يزمع سكان سيدي يوسف تنظيمها، سنفهم جيدا معنى خدمة العباد التي كان يقصدها "عـْزيزي العنصر"، كما يحلو للطيفة أحرار ، مناداته.
الحاصول حْنا غير مْقشبين، ونتمناو السي لعنصر حتى هو يوسع قشابتو معانا، على غرار اتساع صدر الشرطة البريطانية، التي اتصل بها قبل أيام احد مواطني ويلز، مشتكيا من ابنه الذي يرفض الذهاب إلى السرير، وآخر للإبلاغ عن رمي قمامة أمام منزله، و يتصل بها يوميا ملايين المواطنين لطلب النجدة، و الإبلاغ عن سحرة، ومصاصي دماء، ومستذئبين وأشباح، أو أموات يمشون في الحقول، لكنها برغم ذلك تهب للمساعدة، ملبية نداء النجدة، حتى مع تأكدها باضطراب نفسية المتصل، لان فلسفة الأمن لديهم، تجاوزت المفهوم التقليدي الذي مازال لدينا.حِيثْ حْنا يْلا درنا بْحال هاد التبيلغات، يا إما غادي يسوْلونا واش كاين الدم ؟ يا إمّا غادي يطلع ليهم الدم ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور خالد النبوي يساند والده في العرض الخاص لفيلم ا?هل الكهف


.. خالد النبوي وصبري فواز وهاجر أحمد وأبطال فيلم أهل الكهف يحتف




.. بالقمامة والموسيقى.. حرب نفسية تشتعل بين الكوريتين!| #منصات


.. رئاسة شؤون الحرمين: ترجمة خطبة عرفة إلى 20 لغة لاستهداف الوص




.. عبد الرحمن الشمري.. استدعاء الشاعر السعودي بعد تصريحات اعتبر