الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن انسحاب قوات حزب العمال الكردستاني ( PKK ) الى الاراضي العراقية

رعد عباس ديبس
(Raad Abaas Daybis)

2013 / 5 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


عن انسحاب قوات حزب العمال الكردستاني (PKK ) الى الاراضي العراقية
بدءا أود أن أأكد بأني أقف الى جانب الاقليات في كل أنحاء العالم للمطالبة بحقوقها الانسانية والسياسية والاقتصادية والثقافية واعتبر ان نضالها في سبيل استحصال هذه الحقوق هو نضال مشروع تكفله القوانين والمواثيق والاعراف الدوليه, وهذا ينطبق على القومية الكردية في تركيا وباقي الدول التي لم تعطي للاكراد حقوقهم. وأنا افتخر بكوني من الشعب العراقي الذي وقف بكل قواه الوطنية والتقدمية الى جانب الاكراد العراقيين في النضال لنيل حقوقهم, وأرغموا الدكتاتورية لاعطاء نوع من الحكم الذاتي لاكراد العراق وتأسيس مجلسين تشريعي وتنفيذي ضمن اطار اتفاقية 11 آذار لسنة 1970 , بالرغم من ان الدكتاتورية وكعادتها أخلت بالاتفاقية وقامت بحملات الانفال وضرب حلبجة بالكيمياوي , ونسبيا كان يعتبر وضع الاكراد العراقيين أفضل من اكراد بقيت الدول. والآن يتمتع الاكراد العراقيين بكامل حقوقهم القومية في اقليم كردستان في ظل عراق فدرالي وفي ظل دستور عراقي ديمقراطي ساهموا بشكل فعال في صياغته وصوتوا على قبوله. كتبت هذه المقدمة حتى لايساء فهمي في قرائتي للخبر الذي نقلته جريدة صوت العراق عن جريدة الشرق الاوسط ( ان الدفعة الاولى من قوات حزب العمال الكردستاني تحركت نحو الاراضي العراقية) وتنقل الصحيفة عن محمد بنجويني بعد سؤاله ( عما اذا كانت هنال أي اتفاقية بين قيادة "الكردستاني" وحكومة إقليم كردستان لاستيعاب هؤلاء المقاتلين الذين تقدر اعدادهم بحدود خمسة آلاف مقاتل, قال بنجويني " نعم هنال تفاهم حول هذا الموضوع, تلتزم بموجبه حكومة الإقليم بابداء جميع التسهيلات الممكنة لاستقرار هؤلاء المقاتلين في تلك المناطق, وفي المراحل المقبلة ومع تطور عملية السلام سيكون لهذه الحكومة وقيادة كردستان عموما دور في دعم العملية وانجاحها").
لدي ملاحظتان على الخبر أعلاه الاولى تخص العراق والثانية تخص أكراد تركيا. فيما يخص العراق فمن الجميل ان يساهم أي انسان أو مجموعة أو حزب أواقليم في حل الاشكالات المزمنة للاقليات في أي دولة, ومن باب أولى فان مساهمة حكومة اقليم كردستان في العراق بحل الصراع المزمن بين الاكراد في تركيا والحكومة التركية وبالطرق السلمية تعتبر انجاز عظيم يفتخر به جميع العراقيين, ولكن إيواء خمسة آلاف مقاتل من حزب العمال الكردستاني ( التركي) والسماح لهم بدخول الاراضي العراقية يعتبر عمل سيادي وهو من اختصاص السلطات الاتحادية وفق المادة 109 من الدستور العراقي التي تنص ( تحافظ السلطات الاتحادية على وحدة العراق وسلامته واستقلاله وسيادته ونظامه الديمقراطي الاتحادي ), كما أن دخول حوالي خمسة آلاف مقاتل مع أسلحتهم يربك الامن الوطني الذي ترسم سياسته حصريا السلطات الاتحادية حسب نص المادة 110 من الدستور العراقي ( تختص السلطات الاتحادية بالاختصاصات الحصرية الآتية- ثانيا: وضع سياسة الامن الوطني, بما في ذلك انشاء قوات مسلحة وادارتها, لتأمين حماية وضمان أمن حدود العراق, والدفاع عنه.), كما أن وجود هذا العدد يتطلب تنظيم أمور اقامتهم وهي من الاختصاصات الحصرية للسلطات الاتحادية وفق المادة الدستورية اعلاه ( تختص السلطات الاتحادية بالاختصاصات الحصرية التالية- خامسا: تنظيم أمور الجنسية والتجنس والاقامة وحق اللجوء السياسي.), أنا أأمل بأن تقوم حكومة الاقليم بالتنسيق مع السلطات الاتحادية في هذا الموضوع حتى لا يحدث أزمة جديدة تعكر الفرحة بالاتفاق الاخير بين الاقليم والمركز على تجاوز وحل الخلافات العالقة بينهما.
فيما يخص أكراد تركيا, لا أفهم لماذا عليهم أن يتركوا بلدهم, هل صدر عليهم حكم قضائي بالنفي خارج بلدهم؟ أم أن الحكومة التركية قررت أن تطرد أبنائها الضالين لفترة من الزمن لكي تعيد تربيتهم؟. فحسب علمي ان وقف اطلاق النار هو أحد بنود عملية سلام وقد يتبعه اطلاق صراح المناضل عبد الله أوجلان ومن ثم القاء السلاح والدخول في عملية المفاوضات السلمية, وهذا لايتطلب نفي الاكراد الى بلد آخر وابعادهم أكثر عن أهلهم وذويهم ومعاقبتهم على النوايا الحسنة التي قدموها.
تمنياتي للاكراد في تركيا بنيل جميع حقوقهم الوطنية وتمنياتي للمناضل عبد الله أوجلان بالحرية.
د.رعد عباس ديبس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله