الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نفرتيتي وأحزان العميد

سهام العقاد

2013 / 5 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


الاعتداء علي الثقافة والإبداع، يؤكد أن هناك صراعا داميا بين أصحاب الفكر والاستنارة والفن والحضارة من جانب، وبين العقول المظلمة ودعاة التخلف من الجانب الآخر.

في الوقت الذي يتباهي الغرب بالآثار المصرية التي تعرض بمتاحفهم، حيث تعامل تلك الآثار المنهوبة برعاية فائقة تتناسب وأهميتها الحضارية والتاريخية، فنجد ألمانيا تحتفل بمرور مائة عام علي اكتشاف رأس زوجة إخناتون “نفرتيتي” في مصر بمنطقة تل العمارنة عام 1812، والتي تعرض حاليا في متحف برلين، ويعد هذا التمثال الخالد رمزا ثقافيا لألمانيا لما له من جاذبية وسحر، خاصة أن الملكة نفرتيتي تعد من أجمل وجوه العصور القديمة، والتمثال يعبر عن أصالة وجمال الفن المصري القديم، لذا تزين به ألمانيا متحف برلين!!

كذلك يعرض المتحف البريطاني حجر رشيد منذ أكثر من مائتي عام، وعندما تعرض للخطر إبان الحرب العالمية الأولي، تم نقله إلي مكان آمن تحت سطح الأرض لضمان سلامته لمدة عامين!!

أما في مصر صاحبة سبعة آلاف سنة حضارة، والتي تمتلك ثلثي أثار العالم، نجد فيها الجهاديون، ودعاة الردة يضعون النقاب علي تمثال كوكب الشرق بالمنصورة ليخفون ملامحه لأنها عورة!!، كما حطموا رأس تمثال طه حسين عميد الأدب العربي في مدينة المنيا، لأنه يعد أحد أهم الرموز الثقافية والفكرية في الوطن العربي!!، كذلك تم الاعتداء علي تمثال الشاعر والأديب والفيلسوف أبو العلاء المعري، كما تم تحطيم تمثال “سنوسرت الثالث” في المنصورة، وهشموا اللوحات المعدنية الموضوعة علي تمثال البطل الفنزويلي محرر العديد من دول أمريكا اللاتينية سيمون بوليفار في قلب القاهرة بجاردن سيتي!!، باعتبار أن تلك التماثيل ما هي إلا أصنام يجب تهشيمها وإزالتها من الوجود.

ووصل الأمر بأصحاب تلك الفتاوي المدمرة التي تخلو تماما من الإحساس بالجمال والفن، بأن نادوا بتحطيم تمثال أبو الهول، ومختلف تماثيل الفراعنة، والأهرامات التي تعد من عجائب الدنيا السبعة!!

ونتساءل لمصلحة من يتم العبث بآثارنا التاريخية، وتراثنا الحضاري؟ ومن هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم للقضاء علي تاريخ الأجداد؟

نقول لهؤلاء ولمن يحاول طمس الهوية المصرية، وتشويه الرموز الثقافية والفكرية والفنية، ومن يحلمون باستئجار تاريخنا، نؤكد لهم بأنهم لن ينالوا من عظمة مصر يوما، وستظل العقول والآثار المصرية تتمتع دوما بالجاذبية والتألق، وسوف تظل تجذب أنظار العالم رغم أنف المتخلفين، لن تسقط مصر وسوف تستعيد رونقها وبهاءها رغم الحاقدين الطامعين وأشباه الدول.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما شكل المقاربة الأمريكية للدفع باتفاق سياسي لإنهاء الحرب في


.. خلافات معلنة بين بايدن ونتنياهو.. ما تأثيرها على الانتخابات




.. واحات جنوب المغرب -الساحرة- مهددة بالزوال!! • فرانس 24 / FRA


.. السفينة الأميركية -ساغامور- تحمل أولى شحنات المساعدات من قبر




.. #متداول.. مستوطنون يقطعون الطريق بالحجارة أمام شاحنات المساع