الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين والصراع الطبقي...

ادم عربي
كاتب وباحث

2013 / 5 / 9
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الدين والصراع الطبقي...

ان الدين احد اشكال الايدولوجيا الكثيرة للمجتمع ، انتاج الروح او الانتاج الروحي لامة ما ، تمظهر الوعي وانتاج الافكار ، والتي هي نتاج الانتاج المادي وطبيعة العلاقات الاجتماعية المترتبة على الانتاج المادي ، فهي تبدو هالهيكل العظمي تكسية الكتلة اللحمية ، او ما أُصطلح على تسميته البنية الفوقية ، ولكن هل هناك علاقة للتمظهرات الدينية بالصراع الطبقي؟ ان المثالية اعطت جوابا في ذلك من خلال اعتبار الاديان جوهرا منفصلا عن الزمن ، لا يخضع للسيرورة التاريخيه المترتبة على علاقات الانتاج المصاحبة للمجتمع لاي امة ، ان الاديان شكلا ثقافيا متغيرا عبر العصور، اي يخصع للسيرورة التاريخية باشكال مختلفة ، وكم من اديان كانت ثم صارت او تطورت لجوهر واحد لكن باشكال مختلفة ، فالاديان جميعها بدات ايدولوجيه او ديانة للعبيد والمستضعفين والمعاتيه ثم اصبحت ايدولوجيا الاقطاعية حيث ازدهرت الاديان في تلك الفترة لتلائمها كافراز فوقي للاقطاعيه المعبرة عن نمط الانتاج الوحيد وهو الارض ، واخيرا تكيفت الاديان مع المجتمع البرجوازي الصاعد ، مع اختلاف وسائل وعلاقات الانتاج مما يُؤكد صحة المادية في انتاج الافكار والتمثيلات الدينية ، وبلا شك تتكيف مع المجتمع الشيوعي ...

ان للاديان طبيعة مزدوجة عبر التاريخ ، فهي من ناحية تُعطي الشرعية للنظام السياسي والاقتصادي القائم ، ومن ناحية أُخرى لعبت دورا ثوريا ، تبعا لظروف المجتمع ، وظهر الدين تاريخيا كرمزا تتصارع علية طبقات متناحرة ، لكل طبقة دينها الملائم لمصالحها : اللاهوت الاقطاعي ، والتيارات البرتستانتيه والبرجوازية ، هنا يبدو الدين الغطاء الدينى للمصالح الطبقية . ولكن هل بالضرورة ان يقف الدين مع الرجعية ضد الثورية التقدمية؟ ان اهمية الدين بمكان بهذة الجزئية وان عبر عن مصالح طبقية متناقضة الا انه بالتالي راية صراع او حرب يمكن ان يصطف في صراع ثوري تقدمي كما الحال في عصر التنوير وظهور الشيع البروتستانتية . ان الدين وبداية كل دين كايدولوجيا كانت ثورة على واقع اجتماعي واقتصادي معين ، فهي ثورة على الذات في عصر البدائية وهو ثورة اجتماعية في عصر المدائن ، لذلك الانبياء ثوار او قادة ثورات ، تمظهرت ثوارتهم كممثلين للعبيد والمستضعفين ، فهاهو موسى كليم الرب ينجوا بقومة من جور المصريين ، وهذا عيسى المسيح يثور على كهنة اليهود ، وهذا محمد بن عبد الله يثور على الظلم ويحرر العبيد ، تُدرك الطبقات السائدة دور الدين وما يترتب علية من منظومة اخلاقيه في توطيد واستقرار الحكم واستمرار تسلط طبقة بعينها ، ومن هنا نشات طبقة رجال الدين الداعم الاساس في استقرار الحكم .

ان الدين في العصر الحالي لا يمكن ان يكون قوة تقدمية لانتهائة من منظومة الفوقية المعاصرة ، بعبارة اخرى الدين في المجتمعات المتقدمه لا مكان له كايدولوجيه ، بخلاف المجتمعات المتخلفه والتي هي تعيش عصر الاقطاع ، فالدين ما زال في تلك المجتمعات بنيتها الفوقية الايدولوجية ، وما يحصل في عالمنا العربي الا خير دليل على ذلك ، باسم الدين نتصارع وابسم الدين نتصالح وباسم الدين تُنهب ثرواتنا ، فالدين في عالمنا راية للصراع ، ما زلنا عصر اللاهوت الاقطاعي ، طبقة الملاك والاقطاعيين تستتر بجدار العفة والدين ، تكريسا للنظام الطبقي السائد المتصالح مع طبقة رجال الدين ، على حساب المستضعفون ، الدين ليس سببا بل نتيجة ، وما دام نتيجة سيتغير السبب ويدخل التنوير ويمكن للدين عندها الاختبار ، اما الوقوف كقوة رجعية او تقدمية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل يستطيع أن يتقلد الدين دور ثوري في العصر الراهن؟
جمال احمد ( 2013 / 5 / 9 - 22:21 )
عزيزي الزميل أدم العربي
لا اتفق معك في نقطتين : ا
ان تبقي الدين وتتكيف مع المرحلة الشيوعية .
ثانيا ، لايستطيع الدين ان يتقلد اية دور ثوري بذاته في العصر الحالي. واما ان يقف بجانب الحركات الثورية لاياتي من ثوريته وانما لكي يحفظ نفسه ومؤسساته في المستقبل . وان لاتكون اي ثورة اذا لم تبدأ بنقد الدين ، كل دين وليس دين واحد . وان اي ثوري لايقبل باقل ما قاله ماركس في نقد فلسفة الحق عند هيجل ، وساكتبه في التعليق التالي
تحياتي


2 - ماقاله ماركس في نقد فلسفة الحق عند هيجل
جمال احمد ( 2013 / 5 / 9 - 22:23 )
ان الإنسان يصنع الدين ، وليس الدين هو الذي يصنع الإنسان . يقينا ان الدين هو وعي الذات والشعور بالذات لدى الإنسان الذي لم يجد بعد ذاته , او الذي فقدها . لكن الإنسان ليس كائنا مجردا جاثما في مكان ما خارج العالم . الإنسان هو عالم الإنسان , الدولة , المجتمع . وهذه الدولة وهذا المجتمع ينتجان الدين ، الوعي المقلوب للعالم ، لأنهما بالذات عالم مقلوب . الدين هو النظرية العامة لهذا العالم ، خلاصته الموسوعية , منطقه في صيغته الشعبية ، موضع اعتزازه الروحي ، حماسته ، تكريسه الأخلاقي ، تكملته الاحتفالية ، عزاؤه وتبريره الشاملان . انه التحقيق الوهمي للكائن الإنساني , لان الكائن الإنساني لا يملك واقعا حقيقيا . إذن فالصراع ضد الدين هو بصورة غير مباشرة صراع ضد العالم الذي يؤلف الدين نكهته الروحية .
ان التعاسة الدينية هي ، في شطر منها ، تعبير عن التعاسة الواقعية , وهي من جهة أخرى احتجاج على التعاسة الواقعية . الدين زفرة الإنسان المسحوق ، روح عالم لا قلب له ، كما انه روح الظروف الاجتماعية التي طرد منها الروح . انه أفيون الشعب .


3 - ماقاله ماركس يتبع
جمال احمد ( 2013 / 5 / 9 - 22:25 )
ان إلغاء الدين ، من حيث هو سعادة وهمية للشعب , هو ما يتطلبه صنع سعادته الفعلية . ان تطلب تخلي الشعب عن الوهم حول وضعه هو تطلب التخلي عن وضع بحاجة الى وهم . فنقد الدين هو بداية نقد وادي الدموع الذي يؤلف الدين هالته العليا .


4 - الصديق الكريم جمال احمد
ادم عربي ( 2013 / 5 / 9 - 23:44 )

الدين بلا شك انعكاس للاغتراب الانساني ، ونتاجا للمجتمع الطبقي ، هذة حقيقة وجوهر الماركسية في تفسيير ادين ، يبدو المشهد هكذا ان الدين يميل الى تعزيز الاغتراب الانساني وتبرير للمجتمع الطبقي ، اذن يبدو هنا ان الدور الرئيسى لجميع الاديان ينحسر في اعطاء الشرعية للعلاقات الاجتماعية القهرية الموجودة في المجتمع وكذلك المحافظه على تلك المؤسسات التي تجسد هذه العلاقات ، الا ان الصورة تبدو ضبابية في اختزال اولو الامر في الحفاظ على تلك المؤامرة ، من اجل استمرار الوضع القائم ، ففي مجتمع ما اي مجتمع يستحوذ فية الدين على كل التاييد من المستضعفين ، يمكن في هذا امقام القول ان الحركات التمردية او حتى الثورية يمكن ان تصبغ نفسها بصبغة دينية وتطوع الايدولوجيا الدينيه لتحقيق مصالح الجماهير ، وهكذا لا حظنا في عصر التنوير كيف لعبت الاحزاب البروتستانتيه كثورات تقدمية . انجلز استرسل كثيرا في المساله الدينيه ك


5 - الصديق العزيز جمال احمد
ادم عربي ( 2013 / 5 / 9 - 23:46 )
.
اما بخصوص المرحلة الشيوعيه والتي لا يعرف كنها احد ، صحيح لا يوجد طبقات ، فلم لا يلعب الدين ان وجدت بقاياه في ذاكرة الانسانية كفلكلور نتاج انساني ثقافي مثلا ولا استطيع تخيل الدين في المرحلة الشيوعية الا ان محاربتة ضروريه منذ بداية التحول الاشتراكي
شرفتني بزيارتك ومودتي ل


6 - الصديق العزيز جمال احمد
ادم عربي ( 2013 / 5 / 10 - 00:16 )

انجلز من خلال منهج الصراع الطبقي اكد وخلافا للتنويريين ادرك ان الصراع بين المادية والدين ليس دائما نزاعا بين الثورة والرجعية ، ففي القرن الثامن عشر في انجلترا مثلا ان هوبز ممثلا للمادية دافعت عن مطلق الملكيه والملكية المطلقة ، في نفس الوقت الاحزاب البروتستانتيه دافعت واستخدمت لذلك الدين في النضال الثوري ضد عائلة ستوارت . ونجد تحليلا كيف ان الكنيسة انقسمت بسبب طابعها وتركيبها الطبقي وهكذا وجد طرفي نقيض طبقة رجال الدين الهيراركيين الاقطاعيين والطرف الاخر صغار رجال الدين ، اولئك الذين خرج من بين صفوفهم الاصلاح والحركة الثورية الفلاحية ، من هنا الطابع المزدوج للدين ، الرجعية من جهة والطابع الاحتجاجي والثوري والانتقادي من جهة اخرى


7 - الاعتراف بيهودية الدولة
محمد البدري ( 2013 / 5 / 10 - 01:09 )
يوم السبت التاسع من شهر مايو 1998 وفي الصفحة الثامنة من جريدة الحياة اللندنية كتب صالح النعامي مقالا بعنوان: الاحتفالات بتأسيس الدولة تتحول الي صراع علي الهوية، وذلك بمناسبة احتفالات دولة اسرائيل بتاسيسها. فحوي المقال لن يجروء اسلامي او عروبي ان يعيد قارءته علي مسامع القطيع في المساجد والميادين الحنجورية رغم ترديدهم القردة والخنازير بغزارة من دينهم الحنيف. المقال به اهانة وسخرية من الدين الاصلي الذي اشتقت منه المسيحية والاسلام علي يد رموز صهيونية قحة في الكنيست الاسرائيلي وكان اهمهم -شمعون بيريز- الرئيس الحالي حيث قال لاعضاء حزب ايغودات اسرائيل: انتم مخادعون ومضللون تعلمتم ذلك من داوود الذي اغتصب فتاة لم تتجاوز السابعة من عمرها. وعندما اعترض اعضاء الاحزاب الدينية فتصدت لهم ياعيل ديان ابنه موشي ديان المدافعة عن حق الشذوذ الجنسي فقالت من علي مقعدها: لقد تعلمنا ذلك من ملوككم القدامي. ... وهكذا كان الدين دائما للاستخدام النفعي او ورقة كلينكس، ربما يعاد استخدامها الان بعد ان روجت الدول الاسلامية له في عملية ريسيكل فتطلب اسرائيل بزعامة نفس بيريز الاعتراف بيهوديتها وبحقوق ملوكها القدامي.


8 - الزميل أدم عربي المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2013 / 5 / 10 - 05:11 )
تحية و محبة و سلام
الدين قد يكون هو بحث الانسان عما يتصور به تنظيم انفلاتاته او حيوانيته
فامام عدم قدرته على ضبط ايقاعاتها بما يتلائم مع الحياة الجميله يضع قيود لذلك ويضع لتلك القيود مخارج تسمح له بتجاوزها او لتبرير تجاوزها لذلك تجد الدين موجود لأنه يجيز او يمنع الشيء و نقيضه على هذا هو مرغوب و مطلوب من المتنفعين منه من رجال دين ورجال حكم
لم ينتفض موسى وعيسى و محمد بابتداعهم دين انتفضوا كثوار و قاده من جاء بعدهم حسبهم انبياء وسجل لهم دين واوجد لهم اقوال و صاغ لهم احكام وضوابط واغدق عليهم القدسية
كيف لا يطلب محمد ممن ارسله ان يبعد عنه المرض و الاصابه ويمنحه النجاح ليكون اية للغير و ينتصر امر ربه
وكيف يصلب فلان او يهرب فلان من جور
ان تلك القصص لا تجعل منهم انبياء بل تؤكد انهم بشر و ثوار
لا يمكن للغيب ان ينتج ثوره انما ينتج تمزق و تشتت لانه ينتج تراجم مختلفه لنفس الحالة وهذا ربما ما يفسر ان الثورة تأكل ابنائها...لأن بعد التعدد يظهر التناحر و البحث عن الفرقه الناجية


9 - الدين صنع بشري-1
عتريس المدح ( 2013 / 5 / 10 - 06:07 )
كما قلت أنت تماما الدين هو جزء من البنية الفوقية للمجتمع، فهو انعكاس للعلاقات الاجماعية على شكل قواعد وسلوك وعبادات، وكان الدين هو من أوائل الايولوجيات التي سادت الناس وعبرت عن علاقتهم مع بعض وعن علاقتهم بالطبيعة وما يدور حولهم، في المجتمعات الطبقية السابقة استغلت الطبقات السائدة المستغِلة الدين لتأمن مصالحها الطبقية ، فظهرت صفات الصبر وتعليمات عدم الغيرة والحسد والرضا بما قسمه الاله والثواب في الحياة الاخرى وهذه الدنيا فانية ولن يدخل غني الاخرة ، وتم تسمية من يحاول الاخذ بالقوة من ملكية الأغنياء باللص والسارق........ونتيجة للتناحر بين المجموعات الانسانية على الاراضي والصيد ومناطق النفوذ تطور الدين إلى ايديولوجيا قومية خاصة بالمجموعة الدينية تحفز بها الطبقة السائدة باقي المجموعة للدفاع عن المجموعة ضد المجموعات الاخرى..ومثلما استغلته الطبقات السائدة استخدمه أيضا المستغّلين وطوروه للدفاع عن المظلوم وللقتال ضد الظلام، فبرزت تناقضات بالدين نفسه فمن جهة تراه لحماية مصالح الاسياد ومرة من اجل المظلومين، فحاول الكهنة ورجال الدين من تهذيبة في مجموعة أكثر انسجاما، لمنع استغلال الدين..يتبع


10 - الدين صنع بشري-2
عتريس المدح ( 2013 / 5 / 10 - 06:18 )
قلنا نسقه الكهنة ورجال الدين ليصبح أكثر انسجاما ، فأصبح يلعب دورا محافظا لمصلحة الاسياد ويمكن في نفس اللحظة أن يلعب دورا ثوريا فيالدفاع عن مصالح المظلومين
الدين في مثل هذه الحالة لا يمكن أن يستمد من تعليماته أي نصوص واضحة وصريحة تطالب بالثورة، فهذه وفي كل الاديان كانت تأويلات وتفاسير للتأكيد على حق المستغّلين بالثورة من أجل العدالة وضد الظلم
ينتهي دور الدين بانتفاء الحاجة إليه، أي فقط بانهاء سيادة طبقات على طبقات أخرى وهذه لا يتأـى الا ببناء المجتمع الغير الطبقي وكذلك بانتصار الفكر الانساني على الطبيعة وامتلاك الانسان الى تفسير لكل ظواهر الطبيعة وتطور المكتشفات العلمية
في الرمحلة الحالية يمكن الحد من آثار الدين بواسطة النضال من أجل تحييد الدين وفصله عن السياسة وتشريعات المجتمع أي ببناء المجتمع و الدولة العلمانية، إلى أن تحين لحظة بناء المجتمع الشيوعي والذي يحتاج إلى نضال متصاعد لانهاء الاستغلال والطبقية


11 - المشكلة العويصة
يعقوب ابراهامي ( 2013 / 5 / 10 - 08:20 )
المشكلة العويصة والمعقدة جداً التي يصعب تفسيرها هي: لماذا لم ينجح التثقيف الإلحادي والدعاية العنيفة ضد الدين في الإتحاد السوفييتي، خلال أكثر من نصف قرن، في اجتثاث العقيدة الدينية من نفوس الأجيال الجديدة على الأقل؟


12 - اثراء الموضوع
ادم عربي ( 2013 / 5 / 10 - 09:36 )

الزميل محمد البدري المحترم ، الرفيق عبد الرضا حمد جاسم الورد ، الرفيق عتريس المدح الرائع والصديق العزيز جمال احمد ، شكرا لا ثرائكم المقال ، هكذا تعم الفائدة....مودتي


13 - المشكلة العويصة
ادم عربي ( 2013 / 5 / 10 - 09:44 )

السيد يعقوب ابراهامي ، صحيح ان الاتحاد السوفيتي حارب الدينى، وقطع الروابط مع الكنائس والرموز الدينيه ، الا ان تلك الفترة باعتقادي لا تُعتبر كافية في الغاء الاديان نهائيا من تفكير البشر ، تحتاج الى تطور اكبر في البنيه المادية ، مع هذا كانت وما زالت شعوب الاتحاد السوفييتي اكثر تقدميه واقل عنصريه في موضوع الدين


14 - إلى ادم عربي13:الغاء الاديان نهائيا من تفكير البشر
يعقوب ابراهامي ( 2013 / 5 / 10 - 12:10 )
إذا اختزلنا مفهوم الدين بالإيمان بوجود قوةٍ فوق الطبيعة (مهما يكن شكل هذا الوجود ومهما تكن ماهية هذه القوة) تعمل فوق إرادة الإنسان (مهما يكن شكل هذا العمل) فإن الدين (بهذا المعنى فقط) لن يزول من تفكير البشر أبداً ما دام الإنسان لا يستطيع (ولن يستطيع أبداً) أن يجيب على السؤال: كيف ومن أين بدأ كل شيء؟
الجواب الذي يعطيه البعض (وأنا منهم) على هذا السؤال هو أن هذا السؤال لا معنى له. لكن هذا الجواب هو في الواقع تهرباً (فلسفياً) وليس جواباً
أنا دائماً أتذكر قول يشعياهو لايبوفيتش أن الأسئلة الهامة الحقيقية هي الأسئلة التي لا جواب عليها


15 - اختزال مفهوم الدين بوجود قوة فوق الطبيعة
ادم عربي ( 2013 / 5 / 10 - 13:37 )

السيد ابراهامي لماذا افترضت هذا الافتراض المخالف تماما لاسس االمادية ؟ الماركسيه لا تؤمن بما هو غير محسوس او ميتافيزيقي ، ولذلك فسرت الاديان بناءا على مراحل تطور فكري مادي للانسان واعتبرت مراحل نشوء الاديان اعلى مراتب التطور الفكري في زمانها ، فسرت الاديان على اسس طبقيه وبرجوازيه تارتا كما في الديانات الثلاث , وتارتا على اسس عدم فهم الانسان لما يدور حوله منذ اختلافه وتميزه عن باقي الحيوانات ، ولذلك اعتبرت في هذا السياق الدين هو البحث عن الذات او ذات الانسان الضائعه . , وتنبئت بتلاشي الاديان عندما يسيطر الانسان بالمطلق على جوانب المعرفة كاملتا


16 - 2
ادم عربي ( 2013 / 5 / 10 - 13:39 )
عندها يكتشف ذاته , فلا يعود هناك حاجه للدين . في التجربه السوفيتيه حربت الشيوعيه الدين وقطعت الروابط بين الاديان ومرجعياتها مثل مكه, الفاتيكان وغيرهما , الا ان الدين بقي موجودا بعد انتهاء التجربه السوفيتيه رغم طول المده , مما يدلل على ان الاسباب والاسس الماديه لبقاء الاديان ما زالت قائمه. الاديان ما زالت موجوده و بقوه في المجتمعات المتقدمه والتي بلغت من العلم ما لم تبلغه باقي الدول ،وهي موجوده ليست فقط كمعتقد شخصي , وانما موجوده ككيانات ومؤسسات مزدهره لها حضورها وتاثيرها .


17 - 3
ادم عربي ( 2013 / 5 / 10 - 13:40 )
هنا يمكن فهم الظاهره باسلوبين: الاول ان الدين في هذه الحاله ذو نزعه برجوازيه استعماريه , بمعنس استخدام الدين كحالة في تبرير الحروب واستعمار الشعوب , وهو ما حدث ويحدث باستمرار عبر التاريخ حتى الحاضر , وما الادعاء بيهوديه اسرائيل الا مثال على ذلك ووعد الرب , ولا يبتعد الموضوع كثيرا عن ظاهرة الاسلاموفوبيا في الغرب , ولو كانت مناطق الثروات في العالم ذات ديانه بوذيه , ربما شهدنا ظاهرة بوذيفوبيا ايضا , فالدين في هذه الحاله حالة حرب يبرر الصراعات الطبيقيه والاستعماريه . اما الثاني فهو القاعده الاساسيه لمنطلق الاديان وتداعياتها وهو عجز الانسان فهم الذات والاغتراب الروحي , التى تتراجع كلما حقق الانسان انتصارا على الطبيعه وفهم ظواهرها باستمرار, وصولا ان الاديان ستنتهي من حياة الناس عندما يوما ما يثبت الانسان بالدليل القاطع قصة الخلق ونشوء الكون أي عندما يثبت عدم وجود الاله بالدليل القطعي


18 - إلى ادم عربي 17: الدليل القاطع
يعقوب ابراهامي ( 2013 / 5 / 10 - 14:52 )
أنت تقول : ان الاديان ستنتهي من حياة الناس عندما يوما ما يثبت الانسان بالدليل القاطع قصة الخلق ونشوء الكون أي عندما يثبت عدم وجود الاله بالدليل القطعي
1. كيف في رأيك يستطيع الإنسان أن يثبت بالدليل القاطع عدم وجود الأله؟ هل هناك طريقة لإثبات عدم وجود الإله؟
2. ألا ترى أنك تقلب القضية رأساً على عقب؟ فبدلاً من تطلب ممن يؤمن بوجود الله أن يثبت وجوده بالدليل القاطع، تطلب ممن ينكر وجود الله أن يثبت عدم وجوده بالدليل القاطع
لا يا عزيزي! ليس هناك إنسان عاقل (عدا من قرأ الكتب الماركسية ولم يفهم معظمها) يستطيع أن يثبت لك بالدليل القاطع عدم وجود الإله. من يؤمن بوجود الإله هو الذي عليه أن يثبت وجوده بالدليل القاطع
3. بعد أن يثبت العلم بالدليل القاطع قصة الخلق ونشوء الكون (والعلم قد أثبت ذلك فعلاً عن طريق نظرية الإنفجار العظيم) بماذا سترد على من يسألك: ولكن كيف بدأ كل شيء؟ ماذا كان قبل الإنفجار العظيم؟
أنا (الملحد) لدي جوابٌ (فلسفي متهرب) على هذا السؤال. ما هو جوابك أنت؟


19 - السيد يعقوب ابراهامي
ادم عربي ( 2013 / 5 / 10 - 16:30 )
السيد يعقوب ابراهامي
اشعر عكس كلامك تماما ..اشعر انني احاور متدينا يحاول اثبات وجود الله ، والمتدين بطبعه يُؤمن دون نقاش ....العلم لم يستطع لحد الان الاجابة على وجود او عدم وجود الله كما المثاليه لم تستطع كذلك ...الانفجار الاعظم اعطى اجابات هامه عن الكون والوجود ، كما ان فيزياء الكم اعطت اجابات هامة جدا كما ان نسبية الحقيقة نسفت الاساس المثالي للاديان فليس للحقيقة المطلقة مكان الا من خلال اتحاد المتناقضين معا فانا حي وميت بنفس الوقت وانا ديكتاتوري وانساني بنفس الوقت ، انت امامي وخلفي بنفس الوقت ، وان قلت انك امامي فانت على حق وان قلت انا خلفك فانا على حق ايضا ....تحياتي لك


20 - التحيات الطيبة للجميع
علي الأسدي ( 2013 / 5 / 10 - 17:20 )
عزيزي ورفيقي آدم عربي
أنا كما تلاحظ لا اناقش من وجد أولا البيضة أم الدجاجة وهو ماينطبق على وجود الله وعدم وجوده ولهذا لم أدخل حلبة المناقشة. الحوار جميل بين المتحاورين بهذا المستوى الراقي من احترام الاخر، لقد اطلعت على تعليقك القيم على مقالي اليوم ويؤسفني لا اجيد استخدام الفيسبوك استغل الفرصة هنا لأقول انا لم أقل بفشل الاشتراكية وما قلته ان مواطنيها قد هجروها في أقرب فرصة سنحت لهم. ولم يدافع عنها حتى أولئك الذين لم يتعرضوا للبطالة في ظلها. اما فكرة الديمقراطية الشعبية وهي في رأي كانت ستكون طريقا ثالثا اذا ما اعتبرنا النموذج السوفييتي نموذجا بحد ذاته لاختلافه كثيرا عن نموذج الديمقراطية الشعبية. ولازالة سوء فهم لبعض ما جاء في المقال ساتناوله في الجزء التالي من المقال. شكري الخالص وتحياتي رفيقك علي


21 - إلى ادم عربي 19: العلم والله
يعقوب ابراهامي ( 2013 / 5 / 10 - 17:26 )
العلم ليس من واجبه ولا يستطيع أن يبرهن على عدم وجود الله. من يؤمن بوجود الله هو الذي يجب أن يبرهن على وجود الله
أنا لستُ مسؤولاً على أنك لا تفهم ما أكتب


22 - اللاهوت الاقطاعي
حاتم حسن ( 2013 / 5 / 10 - 17:28 )
ارجو من الاستاذ ادم عربى ان يدلنا علي مكان وجود نظام اقطاعي علي الخريطه
العربيه حتي يكون استخدامه للمصطلحات في مكانها الصحيح والا فعليه ان يصحح معلوماته حول معني النظام الاقطاعي قبل ان يشرع بالكتابه
ولاشك ان افتراض انهاء الطبقيه والاستغلال سوف يفتح الطريق لاضمحلال الدين
هو افتراض ينطوي علي سخف شديد --هل قيام المجتمع الشيوعي سوف ينهي مظاهر البؤس الانساني تماما هل سيقضي علي المرض او الشيخوخه او علي كيمياء الاكنئاب النفسي وهل سيمنع احباطات الحب والوحده وهل سيجيب علي اسئله
شائكه تتعلق بعله وجود الانسان قي الكون
لماذا يصر الماركسيون اوبعضهم علي النظر الي دراما الحياه من زاويه شديده
الضيق هكذا وكان الوجود الانساني كله يمكن اختزاله في قضايا الصراع الطبقي
والاستغلال الراسمالي


23 - اخيرا الشكر
ادم عربي ( 2013 / 5 / 10 - 17:50 )
اخيرا الشكر
لا يسعني هنا الا شكر يعقوب ابراهامي على المناقشة الهادئه ، املا ان تكون جميع مناقشاتك من هذا القبيل ......


24 - إلى ادم عربي 23: Coarse and fine
يعقوب ابراهامي ( 2013 / 5 / 10 - 18:02 )
هذا كان اسلوبي دائماً في النقاش لكنك لم تشعر بذلك
شكراً لك


25 - الاستاذ حسن نظام المحترم
ادم عربي ( 2013 / 5 / 10 - 18:18 )
الاستاذ حسن نظام المحترم
انا ارى بجميع وسائل عيشنا واقتصادنا الريعي لم نخرج من عصر الاقطاع ، ارني انت شئ اخر وساكون شاكرا لك ، فالانسان قد يُخطئ ولا يمكن ان يمتلك الحقيقه

اخر الافلام

.. انسحاب 200 مرشح من الوسط واليسار ضمن اتفاق لمواجهة أقصى اليم


.. سياسي ألماني من حزب -من أجل ألمانيا- يعض ساق أحد المتظاهرين




.. استمرار التظاهرات المطالبة برحيل الرئيس الكيني ويليام روتو


.. ردود فعل دولية بعد تصدر اليمين المتطرف الجولة الأولى من التش




.. يمين فرنسا يراهن على الحصول على الأغلبية في الدور الثاني وال