الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طلَبٌ ساذج !!

ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)

2013 / 5 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


كم من مقالات وبحوث دُبّجت من كتاب ومحللين و " علماء " في موضوع أجهزة كشف المتفجرات ، سواء كانوا من الموالين إلى الحكومة أو المعارضين لها ، لم تختلف في كون الأجهزة غير صالحة ، وأسعار شرائها المتنازلة حسب تسلسل صفقات الشراء أعلى من سعرها الحقيقي بآلاف المرات . ولم يختلف الكتاب والمحللون و " العلماء " على أن الإطمئنان إلى هذه الأجهزة من قبل العاملين في نقاط السيطرة ، أينما كانوا ، كان السبب في وقوع الضحايا البريئة سواء من الناس أو القوات الحكومية المكلفة بواجباتها.

لم يكن " الإتفاق " بين الكتاب والمحللين و " العلماء " فقط في تشخيص عيوب الأجهزة المذكورة ، بل الملاحظ إتفاقهم على أمر آخر ، وهو الأهم الذي لا بد أن ينتبه إليه مَن كان يدّعي إنتماءه إلى هذه الشريحة من المجتمع . لقد إتفقوا على بحث القضية بسطحية محيّرة لا تبعد عن الغفلة إن لم نقل الغباء . إتفقوا على على النظر إلى الحكومة ، والمسؤول الأول فيها ب " حسن النية " . كل واحد ، بعد أن يطيل في تسطير كلامه ، معززاً " بالأدلة والمستمسكات " يقترح أن يقوم رئيس مجلس الوزراء بفعل كذا وكذا لكشف المسؤولين وإحالتهم إلى المحاكم لينالوا عقابهم العادل ويكونوا عبرة لغيرهم !!! عجيبٌ أمرُ هؤلاءِ ، وأعجبُ منه إتفاقهم على هذه النقطة . تُرى هل عمُشت عيونهم وباتوا لا يرون الواقع ، ولا يربطون الخيوط الخفية بين جميع الجرائم التي تحدث في العراق ، على تنوّع أشكالها وتوقيتاتها ، ليصلوا إلى الأغراض منها ، والجهة المستفيدة منها ؟؟

يا ناس ، الصراع من أجل الكرسي ، صراعٌ دامٍ ، ليس من السهل قلع مَن يجلس عليه ، ما دام لا يتورّع عن الإقدام على فعل أي شيءٍ ، مهما كان ، شريفاً أو غير شريف ، للحفاظ عليه . إنه مبدأ " الغاية تبرّر الوسيلة " .

إن الأسلوب الذي سار عليه المالكي بإستحواذه على مراكز القوة العسكرية والأمنية والإقتصادية والقضاء والهيئات المستقلة ، أوصله إلى القناعة أنه " هو وحده " الذي يسيّر الأمور ، و لا أحدَ غيره مؤهلٌ لذلك ، ولذلك فإن فرضية الإستماع إلى الغير إبتداءً بجماعة الإئتلاف الوطني وصولاً إلى المتظاهرين والمعتصمين ، هي فرضية غير واقعية . إن التمني أن يقوم المالكي بالضرب على أيدي الفاسدين وسوقهم إلى المحاكم ، أمنية ساذجة ، لا تدل إلاّ على السطحية في التفكير وتحليل الأوضاع الواقعة .

إعلموا أن مثل هذا الطلب من المالكي لا يمثل غير الإنتحار .

فهل يعقل أن ينتحر شخص راتبه ثلاثة ملايين دولار سنوياً ، لأن ساذجاً يطلب منه ذلك ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط