الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلطان والقمر

أحمد زحام

2013 / 5 / 10
الادب والفن



( حكاية لطفلتي ذات السنوات العشر )
تمشى السلطان في حديقة القصر الواسعة، وكان القمر في السماء، ينير الحديقة، فجأة توقف السلطان ثم مشى ثم توقف وضحك وقال: (القمر يمشي عندما أمشي، ويقف عندما أقف).
فرح السلطان، نادى وزيره وقال: (يا وزير إمش، وسمع الوزير كلام السلطان، فجأة قال السلطان: قف وقف الوزير، صاح السلطان سعيداً: انظر يا وزير، القمر لا يسير إلا معي، أنا السلطان صاحب الأرض والسماء.
وفكر السلطان وفكر وقال: (قل لي يا وزير، هل هناك أحد يرى القمر غيري)؟
أجاب الوزير: (نعم، أهل البلد).
هز السلطان رأسه وقال: (من اليوم يدفع أهل البلد مبلغاً من المال ثمناً لرؤية القمر. واجتمع شيوخ البلد، وقال الوزير: (السلطان يأمر الناس بدفع سبعة قروش لرؤية القمر).
وقال شيخ من الشيوخ: (نعم، نعم، فالقمر ملك السلطان، والسلطان له حق التصرف فيه.
وقال شيخ آخر: ولكن نرى أن يكون الثمن ستة قروش، فأهالي البلد فقراء، وسلطان البلاد يهمه مصلحة الأهالي. وخرج المنادي ينادي: (يا أهل البلد، السلطان صاحب الأرض والسماء، والقمر يظهر في سماء السلطان، وقد قدر السلطان وشيوخ البلد أن يدفع كل إنسان وحيوان ستة قروش ثمناً لرؤية القمر.
وفي الليلة التالية، سأل السلطان وزيره: يا وزير كيف الحال؟ وقال الوزير: كل أهل البلد يدعون للسلطان بطول العمر غير أنه يا سلطان البلاد هناك بعض الناس لا يريدون دفع النقود.
فصاح السلطان: (اجلدوهم).
وقال الوزير: جلدناهم.
ويغضب السلطان، السلطان لا يعجبه الحال، ويفكر ويقول: (إسمع يا وزير من اليوم كل الناس تغلق الأبواب والنوافذ. كل الناس تنام مبكرين قبل ظهور القمر، ممنوعة على أي شخص أو حيوان رؤية القمر.
ويجتمع شيوخ البلد ليتباحثوا في الموضوع، ويقول شيخ من الشيوخ قرار حكيم لسلطان عظيم.
ويقول شيخ آخر: السلطان تهمه صحة الأهالي، فالناس عندما ينامون مبكرين يستطيعون أن يستيقظوا مبكرين وأن يذهبوا إلى العمل في همة وصحة ونشاط.
وخرج المنادي ينادي: قرر السلطان وشيوخ البلد، ممنوع السهر، وعندما يأتي الليل كل الأهالي يغلقون الأبواب والنوافذ، ممنوع الخروج من البيوت ممنوعة رؤية القمر.
لكن في ليلة خرج فيها السلطان بصحبة القمر، يمشي فيمشي القمر ويقف فيقف القمر، جاء الوزير وقال: يا سلطان البلاد، أهالي البلد فتحوا الأبواب والنوافذ وتركوا القمر يدخل بيوتهم وجلسوا على عتبات البيوت يحكون الحكايات. يا سلطان البلاد أهل البلد لا يسمعون الكلام.
غضب السلطان وقال: (اجلدوهم).
وقال الوزير: (جلدناهم).
وفكر السلطان وفكر، وقال في نفسه: لكن القمر يسمع الكلام.
ونظر السلطان للقمر وقال: يا قمر أنا السلطان صاحب الأرض والسماء وما بينهما، آمرك بعدم الظهور لأهل البلد والقمر لم يسمع الكلام، ففي الليلة التالية ظهر القمر لأهل البلد وغضب السلطان وقال: سوف أعاقب القمر. وفكر وقال: قررت حرمان القمر من رؤية السلطان، قررت حرمان القمر من دخول قصر السلطان لن يرى القمر وجهي البهي بعد اليوم.
ودخل السلطان قصره وأغلق الأبواب والنوافذ ودخل شيوخ البلد بيوتهم وأغلقوا الأبواب والنوافذ، وهكذا يأتي الليل فيظهر القمر، ويدخل بيوت أهل البلد من الأبواب والنوافذ ويجلس الأهالي على عتبات البيوت يحكون الحكايات ويضحكون من السلطان، ومن شيوخ البلد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف