الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتاتورية أسهل ولكنها مدمرة وقبيحة .أليس كذلك؟

رشيد كرمه

2005 / 4 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


رغم أنها أُمٌُ لأكثر من شهيد على طريق مذبح الحرية للخلاص من الفقر والطغيان ألا أنها _ ولولت_ على الهرج والمرج الذي سادا في إحدى جلسات البرلمان ألإيراني في بداية الثمانينيات , مما إستدعى التلويح بالأيادي والقبضات الغاضبة لا بل وقف البعض من نواب البرلمان وجلهم من رجال الدين المعممين محتجاً ًومتقدماً نحو منصة رئيس البرلمان وأقترب الوضع من الأشتباك والإرتباك حد تهاوت العمائم من رؤوس البعض وأظن أن أكثر المتحمسين والمحتجين بل والمشاكسين كان ( صادق خلخالي ) الذي جاهد في الحفاظ على عمامته من السقوط لشدة إنفعاله. ولقد عرض تلفزيون النظام الدكتاتوري البعثي هذه الواقعة مرات عديدة للسخرية مرةً ولتمرير رسالة الى العراقيين والعرب والعالم ان النظم الدكتاتورية والعسكرية تحديداً هي الأجدى في منطقة لم تتعرف شعوبها بعد على الديمقراطية ؟! لذا ليس غريبا ً _ولولة _ المرأة الكبيرة لحالة الفوضى التي سادت الجلسة تلك . في حين ترى جنرالات العراق وعلمائه وأدبائه خاشعين متصدعين ( لحضرة الجلاد ) وإذا أراد أحدهم الحديث فهناك من يأذن وهناك من يمنع وكل العملية تاتي بتهديد ووعيد بالموت الزؤام وبسرية ٍ تامة ٍ مطلقة ٍ. ولا يسمح للهمس إذ سيتعرض صاحب أو صاحبة الهمس إلى ( الطر ) اربع وصل .
والحقيقة أن الكثيرين من الناس لم يألفوا الديمقراطية وسيلة للتخاطب وفض النزاعات فما بالك بإختيارها وسيلة للتشريع والتنفيذ والقضاء , لذا ليس ذنب الناس في عدم وعيهم للديمقراطية وأصولها ( قوانينها ) فهي وإن إختفت فليس من سائلٍ وباحثٍ عليها من أغلبية الناس فلا غرو في ان تجد نزوعا ً نحو التسلط والطاعة التى تصل حد العمى وخصوصا ً عندما يتعلق الأمر بالدين ولا إستثناء في الأديان الثلاث التى تحث ( العبد على الطاعة صاغراً ) للأوامر التي تأتي من فوق هرم السلطة ( أبوية في محيط العائلة والعشيرة ) وإجتماعية ( في المحيط المُعاش ) فإن غاب الأب فهناك ألأخ الأكبر ,. وإن غاب الجميع فهناك الجيران الذين يشكلون العم والخال والعشيرة في مجتمعٍ لا يعرف سمات ومقومات المدنية لذلك تجد ان كل النشاطات الإجتماعية تعتمد على ( الواحد ) المهيمن السلطوي حتى لكأن السلطوية في ا لعمل باتت من الموروث العراقي والعربي والإسلامي مما عمم من بسط الدكتاتورية حتى على المنظمات المدنية والرياضية ناهيك عن تكريسها بوعي أم بدون وعي الأحزاب السياسية والتي يرتكز عليها أغلب رؤوساء وملوك ومشايخ وأمراء الدول الدول _ النائمة _والتي يستمدون منها بقائهم بالسلطة الى أبد الآبدين مع نسبة 100% وهذا ماصرح به جلاد العراق من مكان إقامته مؤخراً !!!!
وغرابة الأشياء إن ( صادق خلخالي ) الذي كان يصول في قبة البرلمان ويجول في أقبية ودهاليز نظام الشاه ( إيفين : أحد أهم وأكبر سجون إيران ) كان متشدقاً بالديمقراطية وهو يسوق اليسار الإيراني والشبيبة والأحزاب الأصلاحية الى الموت بالجملة لأنه رأس أكبر هيئة قضائية مدعومة من الخميني الذي جاء الى إيران محمولا على سواعد القوى المحركة لأي تغيير في العالم .وعندما زكمت الأنفس من رائحة الموت وطالت في أحايين كثيرة أبرياء قال مبررا إن الأبرياء منهم سيذهبون الى الجنة!!!!!؟؟؟؟؟
ومهما يكن من أمر فلقد أنتجت المرحلة تلك دكتاتورية ثيوقراطية تعتمد الدين أساسها الأيدلوجي بعدما حُسم الصراع لمصلحة ( آيات الله العظام ) عن طريق القوة والقمع والقتل ومن هنا يأتي قلق الفئة التي تعي الديمقراطية وتستوعب _ اذا لم تكن قد إستوعبت فعلاً _ دروس الأمس والترويج لدكتاتورية من نمط آخر.
لقد دفع الشعب العراقي ثمناً باهضا ً بحق . ولا يزال يدفع ثمن إصغائه وخنوعه الغيرُ مبرر للكثير من الأدعاءات الباطلة أو المُبالغ فيها سواء كانت هذه الإدعاءات لأحزاب قومية أو دينية .
فالأحزاب القومية قد بان فشلها في أكثر من موقع وأصبح ذِكرُ فشلها مُمِلا ً يصيب القارئ والكاتب بالغثيان خذ مسألة فلسطين تحديداً وتجربة ( صدامهم ) في العراق الذي أٌحتل بسببهم . وتأسيس جمهورية إسلامية في جنوب لبنان .والموقف المخزي للقيادة السورية من التغيير الذي حصل في العراق هذا إذا مااخذنا نزيف اليمن الجنوبي وظفار ,,,,,,ووووو,,,,وووو,,, والقائمة تطول . فعلام البكاء ؟
أما الأحزاب الدينية التي تصر على التعاطي السياسي فانها ستدخل البلاد في دوامة العنف من أبوابه الكبيرة لسبب بسيط جدا وهي أنها لاتستطيع مجاراة المدنية وإنجازاتها في مختلف المجالات العلمية والإجتماعية والإقتصادية لأنها لاتتفق وروح ألأديان ( والإسلام ) تحديدا ً وإذا ما حاولت إتباع وسائل أخرى فانها سوف تُخِل بالعملية الديمقراطية وحقوق الإنسان ومنها حق المرأة المشروع في العمل الإجتماعي والسياسي والمهني وحقها في المطالبة بالمساواة بأخيها الرجل وفي المشاركة الفعالة في صياغة الدستور والذي سيكفل للمرأة كرامتها وحقوقها في الميراث عدا عن حقها في إختيار ما تلبس . وعندها ستدير الأمر بتفويض ( إلاهي ) وتتحول الى مصدر للسلطات الثلاث تشرع وتنفذ وتقاضي وهذه دكتاتورية واضحه . وليست الدعوات الصادرة من رجال الدين المخلصين بالصدفة او عدم التأمل في عدم إقحام الدين بالسياسة بل أن الحفاظ على الدين بعيدا سيزيد من تعلق المجتمع بالأفكار الروحية والتي يحتاجها البشر في لحظة من اللحظات .
ولعل المنصف للأمور , رأى إنعقاد الجمعية الوطنية العراقية_ الثامنة _والخاصة لأقرار النظام الداخلي . وكيف تحاور ممثلي الشعب علناً أمام أنظار العالم من خلال التصوير. نعم...لقد قالها رئيس الجمعية الوطنية ألدكتور حاجم الحسني ( إننا نتعلم الممارسة الديمقراطية ) وهذا شئ حسن ورائع وحضاري ٌُ وهذا أشرف من أن يساق الشعب بأوامر من دكتاتور واحد أحد لم يلد ولم يولد مثله لاقبل ولابعد . نعم سيأخذ من الوقت كثيراً حتى نفرق بين نقطة نظام وإضافة أو إعتراض او تعديل وقراءة ثانية وثالثة وتصويت . غير اننا في النهاية نتعلم ونفكر ونشرع ثم ننفذ وبعد ذلك نقاضي . هذه هي المدنية وهذه هي الحضارة . وإذا كان البعض الآخر ممن جُبِلَ على ( الدمغات + الكفخات ) لينفذ دون نقاش مستسهلاً الدكتاتورية ويحلم بإعادتها بأشكال جديدة فإنهم واهمون لامحالة في ذلك. فقد آن الآوان ليفيقوا على صوت الشعب , صوت الشعب عندما يتحاور ويصغي ويدلي برأيه ويناقش ويمنح ويمتنع دون وجلٍ أو خوف على رأسهِ . إنها الديمقراطية البلسم لجراح شعبٍ زاخرٍ بمعالم الشهادة في سبيل الحرية والسعادة . فمن السهل تطبيق النظم الدكتاتورية على ضوء ما تقدم وإن كان بإختصار شديد ألا أنها غير سليمة بل هي قبيحة ومدمرة وألأمثلة كثيرة جداً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة