الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأنتفاضات الشعبية في البلدان العربية ... المقاربات النظرية والمعرفية والفكرية

علي عبد الكريم حسون

2013 / 5 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


الأنتفاضات الشعبية في البلدان العربية ..... المقاربات النظرية والمعرفية والفكرية
===========================================
علي عبد الكريم حسون
تدقيق المصطلحات :
-------------
(( ثورة )) يطلق عليها من تحمّس لها , و(( إنتفاضة )) أطلق عليها من نظّر لها برؤية العقل والتعقل وفحص المصطلح , مسترشدا بنظرية ومنهج علمي , و((حراك إجتماعي )) سماها البعض دلالة على أنها لم تصل لمستوى الأنتفاضة فكيف بالثورة ... مصطلح ((الربيع العربي ))أطلق تيمنا بربيع براغ أواسط الستينيات وبالمتغيرات التي أجتاحت دول أوربا الشرقية .. و((خريف عربي )) لدى من تشاءم بنتائج الأنتخابات التي أوصلت الأسلاميين للحكم ... و(( ربيع أسلامي )) لدى من أنتشى بالصعود الأنتخابي لأحزاب الأسلام السياسي ..
وعودة على تعريف المصطلحات والتدقيق بها , نرى أن التعريف الجامع والمتفق عليه هو أن "" الثورة تغيير مفاجيء سريع بعيد الأثر في الكيان الأجتماعي .. يحطم أستمرارية الأحوال الراهنة في المجتمع ... حاتم الكعبي في كتابه علم إجتماع الثورة الصادر عام 1959 "" . ومن نافل القول بأن مرمى الثورة وغايتها هو إعادة بناء وتنظيم النظام الأجتماعي كله تنظيما وبناء جديدا ( بلومر ) . وأنها أي الثورة عمل قصدي , وهي ردود أفعال الأفراد والجماعات على الأحوال غير المرضية في حياتهم الأجتماعية عامة . وأنها تعبير عن إرادة شعبية لغالبية أفراد وفئات المجتمع .. وهنا تبرز ملاحظة مهمة , بأن الثورة كظاهرة إجتماعية تتغير أسبابها ومعالمها ومراحلها بأختلاف حياة المجتمعات , والوسائل التي تستخدمها بما فيها وسائل الأتصال . بمعنى أن الأوصاف أعلاه ينطبق بعضها أو معضمها على ماحدث و يحدث من ( ثورات )) في العالم العربي .
وفي حجة يسوقها من يتحمس للأسباب الأقتصادية في قيام ( الثورات ) من بطالة وصراع طبقي وتفات في الدخول وتضارب بين قوى الأنتاج وبين علاقات الملكية القائمة .. فقوى الأنتاج في المجتمع هي في تغيّر مستمر وبنمو دائم . وفي مرحلة من مراحل التغيير , تتضارب مع علاقات الملكية , مما يكون سببا للثورة . هنا يؤشر ( مريمان ) الى أن ست ثورات في القرن السابع عشر وفي ست أقطار أوربية , ترجع إلى جذور وأسباب مالية , كاحتجاج ضد الضرائب . وهنا يبرز الأستنتاج اللينيني الذي يؤكد على ظهور يوتيبيا و أيديولوجي ثوري جديد , بحيث يستحيل الحديث عن حركة ثورية بدون نظرية ثورية , والتي يكملها ميوزل ( الثورات هي دائما ثورات الطبقات الدنيا على الطبقات العليا ) .
مما ورد أعلاه أعتقد أن ماحدث خلال السنتين الماضيتين , لم يكن بالثورة بقدر ماهو إنتفاضة شعبية , إعتمدت على حراك إجتماعي , توجّه مع الأسف للمستبد كشخص حاكم في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا , وليس ضد الأستبداد كظاهرة . يؤكد هذا الرأي ,أن الحكام الجدد إستنسخوا قوانين الأستبداد للأنظمة السابقة وعملوا بقوانينها وبشكل تعسفي أكثر , فإزالة المستبد جاءت بمستبد آخر .
هناك تطلّع إلى حرية التعبير والتعددية السياسية والرغبة بالأختيار لتشكيل الحكومات المحلية أو التي ستكون على مستوى الدولة , في ظّل تراجع ملحوظ لشعارات مضادة للأستعمار والكولنيالية والأمبريالية ومحاربة إسرائيل .. كما أنه يجب عدم إغفال إحتمال قيام (ثورات )داخلية لدواع قومية أو مذهبية , وسط وجود التنوع المذهبي والقومي والطائفي والجهوي والمناطقي (( أقباط مصر / أمازيغ الجزائر / سنة سوريا وعلوييها / أيزيديي العراق وأرمنه وتركمانه وشبكه )) . وذلك لوجود هذه الأقليات في مجتمع واسع ومغاير لها , بل ومهيمن عليها يحول دون تمتعها بحرية التعبير وممارسة العقائد والحقوق الثقافية . مع الأنتباه إلى فئوية هذه الشرائح , بمعنى أنها لاتمثل الشعب بأكمله , وإنما طائفة منه .
إذا كانت الثورة حسبما أوردها معجم الماركسية النقدي بأنه أي الثورة ( إلغاء للمجتمع القديم , وبهذا المعنى فهي ثورة إجتماعية , وكل ثورة تلغي السلطة القديمة فهي ثورة سياسية ) . فإن ( الأنتفاضة وخاصة المسلحة فن مثله فن الحرب أو أي فن آخر . وهي تخضع إلى بعض القواعد العملية :::أنجلز ) . ويردفها لينين بمقولة ( الأنتفاضة فن ) , مركزا على الطابع الهجومي لها , ومحددا في نفس الوقت عاملين لنجاحها : ( لكي تنجح الأنتفاضة , يجب ألا ّ تعتمد على مؤامرة أو حزب , بل على الطبقة الطليعية وعلى المد الثوري الشعبي وأن تقوم في منعطف في تأريخ الثورة الصاعدة يكون فيها نشاط الطليعة الشعبية هو الأقوى ويكون التردد هو الأقوى في صفوف العدو .. وفي صفوف أصدقاء الثورة الضعفاء والمترددين والمشحونين بالتناقضات ) .
عن المقدمات والأسباب والآثار والسمات الرئيسية والقوى المحركة للأنتفاضات
==========================================

تعددت التفسيرات لأسباب إنتفاضات الربيع العربي , فهناك من يقول بأن الربيع العربي حدث نتيجة طمع الآخرين بثرواتنا , وهذا التفسير وإن صحّ , فهو يجد من يدحضه ويقول : بأن هناك بلدانا كثر ثراءا , لم يحدث فيها الربيع ... وأن مصر واليمن ليسا ببلدان ثرية . إضافة إلى أن الثروات العربية كانت مضمونة للأجنبي وبوجود الحكام المستبدين السابقين .
هناك تفسير غيبي يستند إلى أن ذلك هو ممهدات لظهور المهدي , وهذا التفسير لايصمد أمام ماحدث في تونس ذات المذهب الواحد والذي لايؤمن بوجود المهدي وظهوره . كما لايوجد رابط بين عصر الظهور وبلدان مثل ليبيا ومصر , كما أن هذه البلدان لم تمهّد لعصر الظهور فهي قبلت بالمشروع الرأسمالي وأتفقت معه , بل بدأت بالتمهيد لأستبداد جديد هو الأستبداد الديني , والذي هو أقسى وأبشع من الأستبداد المدني . فالأستبداد الديني ينظر إلى آلياته بإعتبارها تقربا لله .
هناك من يرجع الأسباب إلى الفقر وأن الربيع هو ثورة ضد الفقر . هذا وإن صحّ على بلدان مثل سوريا ومصر واليمن , وهي دول ليست ريعية , فهو لايصحّ على ليبيا مثلا ( دولة ريعية ) وإلى حدّ ما على تونس ( دولة سياحية وزراعة زيتون ) واللتين تعانيان من سوء التوزيع , كما أن هناك بلدانا جائعة لم يحصل فيها الربيع ( السودان ) .
تفسير آخر يقول بأنها ثورة ديمقراطية تدعو لحقوق الأنسان والحكم الرشيد , علما أن الشعوب العربية لم تعرف الديمقراطية كممارسة بحيث تصبو اليها . .فهي عايشت الأستبداد لعقود , كما أن أنماط التصويت بعد الربيع جاءت لصالح من يؤمن بالحكم الشمولي ( الحاكمية لله وليس للشعب ) علما أن الغرب دعم الأستبداد , والمستبدين العرب هم نتاج الغرب الذي يعتقد أن العرب غير مؤهلين للديمقراطية .. كما أن قوى الصندوق الأنتخابي الأسلامية إعتمدت على سياسة الأقصاء , فثقافتهم ومشروعهم غير متسق مع الديمقراطية , بسبب عدم إمتلاكهم مشروع للدولة القادمة .
هناك من يقول أن ماتم هو تنفيذ للستراتيجية الأمريكية الأسرائيلية في المنطقة , والتي وظفت الأحوال السيئة لتفجير أوضاع المنطقة بفوضى ترمي لرسم خارطة سياسية جديدة , تريد خلق بديل عبر إزالة الأول . وهذا البديل يكون بمواصفات عدم القدرة على بلورة مشروع وطني , بغية إشاعة الفوضى . وهنا جاء الخيار للقوى الأسلامية ففتحت لها الأبواب لأمتلاك أكبر قدر من السلطة , فأصبحوا أدوات للتقسيم والتفتيت .
نحن نعتقد في الحزب الشيوعي العراقي بأن تفسير ماحدث رغم أهميته القصوى , لكن المهم هو معرفة البديل الآتي والذي سيتسيد المشهد القادم . فلقد أشرنا ومنذ زمن طويل , إلى أن هناك مظاهر وسمات مهدت للأنتفاضات وأن السياسات النيوليبرالية كان لها الأثر الكبير على خارطة الطبقات والفئات الأجتماعية , والتي كان من نتائجها تهميش لفئات عديدة . كل هذا حدث , ليس بمعزل عن الأزمة الرسمالية العالمية الأخيرة في 2008 , والتي أظهرت فشلا ذريعا للأنظمة القومانية , وإخفاق للأنظمة الريعية , ودور متعاظم للتحالف الكومبرداوري الذي إحتكر اقتصاد العربي ونهبه . فالأحصائيات تتحث عن أن 10% من السكان يمتلكون 70 – 80 % من الدخل القومي ( الثروة ) .
وقد كان هناك دورا متميزا للأعلام التواصلي بكافة محالاته الحديثة في التهيئة والتحضير والتحريض والتشهيير والتجييش . فلم يعد مقبولا إخفاء المغلومات والحقيقة عن الناس في ظّل ثورة معلوماتية يتحكم بها ( ماوس ) بين أصابع الشباب الذين تفتحت مداركهم , مبتدعين وسائل وطرائق جديدة فبدلا من الهجوم المضاد على الشبيحة والفلول ورجال الشرطة , لجأوا إلى إلتقاط الصورة للمعتدي وهو يضرب بهراوته أو سكينه و عصاه الكهربائية لينشروها على صفحات التواصل , فيتم عبرها فضح الأساليب الفاشية .
الخصوصيات والمشتركات في بلدان الأنتفاضات :
===========================
من نافل القول أن لكل بلد خصوصيته التي جعلت الأنتفاضات تفور وتمور فيه , وفي المقابل هناك مشتركات منها : وصول حالة الأنفجار لمديات عالية , لايمكن للنظام وأجهزته وأدها , وفي نفس الوقت وصل الأحتقان لدى غالبية الناس المحرومة من خبزها , والمتطلعة للحرية والكرامة , وصل لحافة انفجار الجماهيري ...
البحرين وحراكها بين تهمة الطائفية وتهميش الأكثرية :
--------------------------------------------------
تأريخيا البحرين وقبل تشكلها كمملكة في بداية السبعينيات من القرن الماضي , كانت تحت ظّل إدعاءات نظام الشاه بأنها جزء من إيران ... نعم هناك أقلية ( سنية ) تحكم وأكثرية ( شيعية ) تشعر بأنها مهمشة . الأولى مرتبطة مع السعودية ومجلس التعاون الخليجي بأتفاقيات الدفاع المشترك . والثانية متهمة بأرتباط أغلب قادة حركتها المعارضة بأيران ( الثورة الأسلامية ) مما حعلها صيدا سهلا لتهمة روحها الطائفية .
التحليل السليم لمايجري في البحرين وكذلك في بقية بلدان الربيع بأن روح الأنتفاضات ,شعبية تطالب بالأصلاحات السياسية والأقتصادية . وبالتأكيد أن إصلاحات العائلة الحاكمة وتنازلاتها , جاءت في محاولة لأمتصاص نقمة انتفاضة التي بدأت سلمية في دوار اللؤلؤة , تحولت إلى دفاع عن النفس وبالسلاح أمام هجوم السلطة وقوات درع الجزيرة , مما أتاح لصناع القرار البحريني توجيه الأتهام بعدم مشروعية المطاليب وبأعتماد الأساليب والوسائل غير السلمية , وأنها فتنة طائفية تمثل دعوة لتغيير نظام الحكم , وأن أصابع إيران واضحة فيها .
سمات الأوضاع العامة ... الأسباب والجذور
---------------------------------------
لايختلف دكتاتوريي البلدان العربية كثيرا عن دكتاتوريي العالم , فلهم أوجه شبه مشتركة . ربما كان غابريل ماركيز صاحب نوبل للآداب وراوي مائة عام من العزلة وخريف البطريارك أكثر وضوحا بتحديده مشتراكاتهم : بأنهم يتظاهرون بحب الأطفال ولبس البياض وتشجيع كرة القدم .... نعم كلهم يعتقدون بأنهم ضرورة ( القائد الضرورة / الرئيس الضرورة / حتى لو ذهب المالكي فسنستعيد إستنساخه / وأنهم لولاهم لما إستقر البلد ) . متناسين بأنهم يتحدثون عن شرعية مستندة إلى أجهزة ومؤسسات ومخابرات الداخل والخارج وتحديدا الغرب , مما أدى إلى خطل في الرؤية مفاده : أن غيابهم عن المشهد , سيغرق البلد بدوامة الفوضى , والبديل هو القاعدة والأرهاب المتأسلم , والتي شجعوا على وجودهما وإستمرار بقائهما , في محاولة رخيصة لأستقطاب ثنائي : الخير مقابل الشر والأعتدال مقابل التطرف . ولكن هناك من شجعهم ويشجعهم على وهم ( الضرورة ) من :
المرتبطون بالنظام ولاءا / عصبية / مناطقية / جهوية / مذهبية .. مثقفون ربطوا حروف كتاباتهم بأستمرار وجود نظام إنتفعوا منه وبغيابه سيخسرون الكثير . من وظفوا إنتمائهم الفكري السابق للتطبيل لصالح بقاء الأنظمة وبقاء الدكتاتور . ووجود شريحة كبيرة من المجتمع ترى عن بصيرة أو بدونها أن الدكتاتور ضرورة يقتضيها وجود مجتمع لن يتحقق تماسكه بدون ( براغي لن يضبطها إلا مفك ودرنفيس الكتاتور . وأن حجاجا حكم العراق في غابر العصور يجد إنتمائه في فراخ وصبية رباهم على منوال رؤوس حان قطافها ) . كل هؤلاء وغيرهم إستندوا ودافعوا بإستماتة عن فكرة ( المستبد العادل ) التي وجدت لها نوع من القبول في حقبات الأحتراب وضيق النفس اليائس وأصطدم اليوم بتحدي جيل شاب إرتبط بألة الماوس المستوعبة لنصف كفه فقط , يتصلون به وبآخرين آه لو إطّلع عليها من حوصروا في معركة أحد وشقت فيها شفة قائدهم , لما إستطاع خالد بن الوليد أن يلتف عليهم وينتصر .
موقع الشباب في الأنتفاضات الشعبية
-------------------------------------------------
الشباب قاعدة الثورة .... أم هرمها
يبدو أن هناك من يحلو له أن يشخص , وهو يتحدث عن القوة المحركة للأنتفاضات العربية ... ثلاثية من الشباب مقابل الكهول , والأحزاب / الآيديولوجيا مقابل التخطيط , والعفوية مقابل التنظيم ... فيرفع من رصيد الشباب على حساب تأريخ وخبرة ونضال وتكتيك وستراتيج الأحزاب والحركات والجمعيات والتيارات وكل أشكال الحراك الأجتماعي . فيغفل دور القوى الأخيرة وخاصة منظمات المجتمع المدني , ويصعّد من قدرة الشباب وعفوية التظاهرات في إدارة إنتفاضات تونس ومصر والتي إنتهت بإزاحة حكامها المباشرين , ومن ثم حزبيهما المسيطرين على الساحة السياسية ,وهم يستندون في تحليلهم هذا بأن هناك ستراتيجية ثورية غير عنفية , وضعها طلاب صربيا تدعى ( ثورة في زجاجة ) طورتها حركة ( أوتبور ) للشباب الصرب للأطاحة بسلوبودان ميلو سوفيتش عام 2000 وأن نحو 15 شابا مصريا زارو صربيا وإستخدمو في مصر الطرق التي تعلموها هناك وملخص ماتعلموه (إذا تعرضت للأعتداء لاتضرب من يهاجمك وإنما إلتقط له صورة وإنشرها على شبكة الأنترنيت ) .
ثورة الشباب إن صحت التسمية , والتي نميل نحن الناشطين داخل التنظيمات السياسية , إلى تسمية أخرى وهي الأنتفاضات الشعبية في البلدان العربية ... نقول أن لها قاعدة من البيانات والأرقام والتي تدعم وجهة نظرهم وأهمها : أن المجتمعات العربية هي مجتمعات شابة وحيوية . فنسبة الشباب في العالم العربي تتجاوز 60% من السكان , ويبلغ عدد الفئات العمرية بين 15 – 29 سنة للعام 2009 حوالي 113 مليون وذلك حسب إحصائيات الأمم المتحدة وهو مايساوي ثلث مجموع سكان العالم العربي وحوالي 47% منهم حسب تقديرات أخرى ( نقلا عن د . إبراهيم الحيدري المقيم في ألمانيا ) علما أن سن الشباب يصل الى 35 سنة .
ويضيف عالم الأجتماع العراقي ابراهيم الحيدري أيضا إلى أن هناك ثلاث نقاط ضعف أساسية , تتمثل بإخفاق نظم التعليم في تعزيز التطلع للتطور الذاتي , وأن إقتصاديات الدول العربية لاتطلق الأمكانات الكاملة لطاقات الشباب ومواهبهم , وإن نظم الحكم السياسية تتعامل مع الشباب والبالغين كأتباع وعبيد وليس كمواطنين . كما أن أغلب الشباب ينقسمون أما إلى : معجبون بقيم الحداثة والمعاصرة والتقدم , أو متمسكون بالقيم التقليدية وخاصة الأسلامية .
ولكن التقسيم أعلاه ممكن أن ينطبق أيضا على بقية الفئات العمرية أي فوق 30 سنة . وليس صحيحا أن يحصر التفسير ومن ثم التقسيم إلى فريقين أو حقلين . فهناك وسط رجراج يقع بين الأثنين , أي ليس بمعنى التوفيقية أو الموائمة أو انتقال بين 1 و 2 . فهناك رؤى مختلفة تعتمد على الشعور بالأحباط من معدلات الفقر والبطالة والقمع وإستشراء الفساد والمحسوبية وتدهور التربية والتعليم وإنعدام الشفافية وإستمرار ظاهرة الأمية ...
الأرقام مغرية في التحليل والأستنتاج , فالبطالة ( لم نحتسب المقنعة منها ) وصلت الى 5و14% في البلدان العربية وهي الأعلى عالميا حسب تقارير منظمة العمل العربية . وأن تفشي الأمية واضح في الفئات العمرية بين 13 – 24 سنة حسب توصيفات الأسكوا وأميتهم تعني عدم إجادتهم للقراءة والكتابة أي لايفكون الخط و بلغة المصطلحات ( الأمية الأبجدية ) . والتي نلاحظ أن اليابانيين يعتبرون حتى خريج الدراسة الجامعية الأولية البكالوريوس أميا إذا لم يتابع تخصصه . أما إذا تحدثنا عمن لايتعاطون العلوم الحديثة ولا تقنيات ووسائل الأتصال ولم يطوروا أنفسهم بعد
بعد حصولهم على التعليم الأبتدائي أو المتوسط , فستكون النسبة محبطة . إذ تقول الأرقام انه فقط 1و6 % يستخدمون الأنترنيت , ولكن هذه النسبة الضئيلة 6% إستطاعت أن تكون قاعدة للأنتفاضات العربية , محققة نجاحا باهرا بالتواصل عبر الفيسبوك والتويتر وبالتوظيف السليم للأعلام وتكنولوجيا المعلومات , فلعبت دورا محرضا ومهيجا وحاشدا للشارع العربي , معبأين إياه وجاعلين همسات المعتصمين تسمع في أرجاء المعمورة ( القرية الصغيرة ) صراخا وهتافا شق عنان ميادين الأعتصامات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ علي عبد الكريم حسون المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2013 / 5 / 11 - 05:03 )
تحية و محبة و سلام
طولت الغيبه
استخلاص واعي رائع لما جرى
ننتظر المزيد لنستفيد
اكرر التحيه

اخر الافلام

.. مظاهرات الطلاب الأمريكيين ضد الحرب في غزة تلهم الطلاب في فرن


.. -البطل الخارق- غريندايزر في باريس! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بلينكن في الصين.. مهمة صعبة وشائكة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من




.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية