الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة العِبرِيّة مع الدّولة الكُردية

فرياد إبراهيم

2013 / 5 / 11
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


ان الثورات العربية في الدول العربية والنكسات التي مرت بها احرقت الابيض واليابس بداية بفلسطين والعراق ومرورا بليبيا وتونس ومصر وسوريا . فالثورات مستمرة لم تصل الى ربع اهدافها بل بالعكس زادت في الطين بلة . وانها لم تورث الفقر فقط ولا الخوف فقط ولا اختناق المزيد من الحريات وكبتها فحسب بل أشاعت الفوضى واورثت الفتن. والفوضى تحت اسم الديمقراطية لشرّ من هدوء واستقرار في ظل الإستبداد..!
سوريا هي سيناريو العراقي المتكرر. ابادة الجيش اولا . و الشعب ثانيا. إذ تحول الشعب الى طريد وشريد ومقتول وشهيد واسير ومهاجر ولاجئ وأمَات تحت عباءة شيوخ العرب وجاريات محللات بنص الآية الربانية.
ثم سيادة الريّس أخيرا.
المجتمع الدولي المحتكر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لا ينوي تحسين الاوضاع فيها بل تسعى هي وإسرائيل إلى إلحاق اكبر الخسائر بالبنى التحتية لأقوى دولة وأكبر ترسانة عسكرية في المنطقة العربية شبيهة في العدد والعدة لجيش العراق قبل تحطيمه التام. وذلك حسب السياسة المتبعة لتفريغ محتوى أية قوة عربية تشكل خطرا على أمن اسرائيل.
أرى أن امريكا قد عدلت سياستها الخارجية تجاه المنطقة في الآونة الأخيرة ربما بعد تبادل الزيارات الدبلوماسية بين واشنطن وموسكو.
استعانت أمريكا أولا بالشيوخ الحرامية الخليجية وراس حربتها الارهاب والقاعدة لتاجيج الثورات ومن ثم السعي على ادامتها بعد زوال الحكومات الدكتاتورية وإثارة الفتنة الطائفية للحيلولة دون استقرار البلدان المتحررة خدمة لأغراضها في دوام وبسط السيطرة والهيمنة الرأسمالية. إبتداء من العراق .ثم سوريا .وقبل ذلك لبنان القوية بعقولها ومفكريها ونشاطها العلمي والادبي. وكذلك خرجت ليبيا القذافي وتم تسليمها الى من أهم اسوء من الاخوانيين. واليمن كانت و لاتزال تحت رحمة القاعدة الخليجية السعودية . وفي حينه تم تفجير المبنى الذي كان فيه علي عبد الله صالح كي يضطر ويسلم الحكم لشخص معين من قبل ال (سي آي أي.) والسودان حيث تم إقتطاع اغنى وأغلى قطعة منها وخيروا (البشير ) بين التضحية بكبد بلده أي الجنوب او كبد جسده : اي محكمة الجنايات الدولية.
وسيبقى شيوخ الجزيرة والخليج المترهلين المخنثين المجرّدين من كل قيم الرجولة والإنسانية وحدهم الأقوى – حسب ظنهم - على الساحة. فالمرء يتوقع ذلك فالمؤشرات تدل على ذلك والوضع على الارض تأكد ذلك آنيا.لكنهم متوهمون ان ظنوا أو فكروا انه الحال سيستمر هكذا . فالدور سيأتي عليهم وتدور عليهم الدوائر. (الظالم سيفي انتقم به ثم انتقم منه .) حديث قدسي.
ف (القاعدة ) كانت سيفا أمريكيا انتقموا به واستخدموه من أجل تحقيق ستراتيجيتهم في افغانستان والعراق وغيرهما واحتلال اغنى بلدان المنطقة تحت ذريعة محاربة الأرهاب .
بعدها استلم شيوخ الخليج القيادة وبأهداف مختلفة اهمها : تنفيذ عمليات ارهابية في المناطق الحساسة ذات التعددية القومية والطائفية والمذهبية وخاصة من أجل الحيلولة دون استقرار الدول التي فيها الاغلبية الشيعية.
والمضحك والمبكي، أنه سيتم التخلص من الأنظمة الخليجية وعلى رأسها السعودية تحت ذريعة وبسبب ايوائها للارهاب الدولي ودعمها للقاعدة ، أي نفس التبريرات التي تخلصوا بها من رأس القاعدة ، بن لادن ، من قبل.
وكل من عليها فان ويبقى وجه ( اسرائيل والامريكان ذوي الجلال والاكرام.)
وذيلهم إيران..!
نعم إيران الإسلام. إيران أحمدي نجاد وهو يهودي.
ومن يطلق يده في الشؤون الداخلية للعراق سوى صفقة سرية بين الثالوث : احمدي و ناتنياهو واوباما وبدراية ومباركة أردوغان : الجنوب للشيعة ومن ورائهم إيران والشمال للكورد ومن ورائهم اردوغان وإسرائيل؟؟!! والغرب للأرهابيين السنة وبقايا البعث تتخذهم أمريكا كصمام أمان يستخدمهم متى أحتاج اليهم في تأديب كل من خرج من طاعته سواء من الجانب الكوردي أو الجانب العربي الشيعي.
ان أمريكا والغرب ويهود العالم يـتخذون خطوات هامة عملية في سبيل تحقيق هذا الهدف نظريا وعمليا وذلك واضح وجلي في تصريحات مفكري وحاخامات اليهود و الكتاب الأنكليز والأمريكان. أذكر منهم د.مورداخاي زاکين، مؤسس جمعية الصداقة الإسرائيلية الكردية
و(فيكتور شاربى ) في احدى مقالاته:
Who Truly Deserves a State? The Kurds or the Palestinians?
By Victor Sharpe
في مجلة :
American Thinker
الأمريكية الأسبوعية في 19 – 2 - 2013
وخلاصة اطروحته وبحثه الطويلة هي : أن للكورد واليهود تأريخ مشترك من النضال من أجل الوجود وتقرير المصير منذ (721 – 715 قبل ميلاد المسيح. ) ويعزز كل ذلك بالثوابت التأريخية.
وكتاب :
Invisible Nation: How the Kurds Quest for Statehood Is Shaping Iraq and the Middle East
للكاتب الأمريكي

Quil Lawrence
مؤلف كتاب ( القومية غير المرئية )
يقع في 385 صفحة ، ويستهل كتابه ب:
The Kurds remain the largest ethnic group in the world without its own nation
أي ( لا يزال الكورد اكبر مجموعة عرقية في العالم بدون كيانها القومي الخاص بها .)
العالم بدأ بالتوجه الينا اخيرا والاهتمام بنا كشعب بلا دولة ولا كيان ويسعى البعض فعلا وقولا الى تحقيق مكسب لهم ، نوع من الكيان القومي يجمعهم في دولة واحدة على غرار يهود العالم . لكن السؤال الستراتجي الآن وفي كل زمان هو:
هل لقادة واعضاء الحزبين والمسيطرين المهيمنين على الساحة السياسية الكوردية هل لديهم أدنى توجه أو حتى تفكير بهذا الشأن؟ وقبل ذلك يتبادر الى الذهن سؤال آخر لا يقل أهمية: هل يدرك هؤلاء أو يقرؤون شيئا– إن كانوا يجيدون القراءة - عما يكتب الآخرون عنا ولنا وعن مصيرنا؟
لا اظن... بل بالعكس ، إنهم ( حسب إعتقادي الراسخ) سيبذلون كل ما في وسعهم لوضع كل العراقيل امام اي توجه من هذا القبيل.
والسبب هو ان قيام دولة يعني زوال حكمهم ونفوذهم نهائيا ، وإنتهاء دورهم في المتاجرة عبر الأجيال بالحقوق القومية للشعب الكوردي العريق وبيعها في سوق السماسرة والنخاسين بابخس الأثمان.

وإذا عُرِف السبب بَطل العَجَب..!

فرياد إبراهيم (سورانى )

10- 5 – 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنباء متضاربة عن العثور على حطام مروحية الرئيس الايراني


.. العراق يعرض على إيران المساعدة في البحث عن طائرة رئيسي| #عاج




.. التلفزيون الإيراني: لا يمكن تأكيد إصابة أو مقتل ركاب مروحية


.. البيت الأبيض: تم إطلاع الرئيس بايدن على تقارير بشأن حادثة مر




.. نشرة إيجاز - حادث جوي لمروحية الرئيس الإيراني