الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا صحيفة ألعالم

زاهد الشرقى

2013 / 5 / 11
الصحافة والاعلام


مرت ألأيام متتالية , وأنا أتابع الكثير من المقالات والآراء حول قرار صحيفة( العالم) بأن تُغلق نفسها بنفسها , وحتى موقعها ألالكتروني , كما صرح رئيس تحريها الصحفي والزميل وابن المدينة الواحدة (فراس سعدون).
كتب الكثيرون ولم يتركوا مجالاً للآخرين , لأنهم تكلموا بأسم جميع الأفكار الصحفية الحرة التي تنادي بالحق والعدل والمساواة والإنصاف . بدل سياسة الكيل بمكيالين المتعبة من قبل الوزارات ودوائر الدولة التي هي صاحبة الشأن في رفد أي صحيفة بالإعلانات المورد المالي الوحيد لبقائها على قيد الحياة .

عدم وجود الدعم المالي , وامتناع أكثر من 16 وزارة ودائرة حكومية عن إرسال أي إعلان للصحيفة , كان السبب الأول والأخير في ذلك الإغلاق المؤسف والمؤلم الذي يعد رصاصة أطلقها الفاسدون ومن يتاجر بالبلاد والعباد ضد الصحافة الحرة والتي لا تميل لجهة أو مسمى سياسي . إذا ما علمنا بأن الصحافة في العراق لا يمكن لها بكل الأحوال أن تمضي دون وجود أي دعم وبالأخص في مجال الإعلانات , التي تأتي من الدوائر الحكومية .
ولكن لماذا صحيفة ألعالم , التي كانت تمضي في طريق واحد منذ أول يوم لتأسيسها من خلال الطرح الذي يصبُ في مصلحة الوطن والمواطن معاً , وكان لها ألقدرة على الدفاع عن أي مسمى سياسي بارز وتكون تابعاً له حتى تحظى بالمباركة السياسية وتمضي بدربها بلا أي (وجع رأس) !! . وما أكثر العناوين الصحفية اليوم في العراق , والتي تجعل من الأسود أبيضاً مع الأسف الشديد .
ولماذا العالم صحيفة ألعالم , التي كان بمقدور مالكها أن يستغل حملة الانتخابات ويبدأ بتلميع صورة المرشحين التي قد تكون بحاجة للكثير من الإصباغ حتى تخرج علينا بشيء مقبول , وهي وجوه وأفكار مازالت عنواناً لكل الخراب والدمار والنهب والسلب وتأخير البلاد والعباد , تحت راية المتاجرة بالدين من مسميات نحرت كل شيء للحياة , وأصبحت البلاد بجهودهم جهنم لا تُطاق .
ولماذا صحيفة ألعالم , ونحن نتابع ونشاهد كل يوم أن الكثير من الصحف ( لاتهش ولا تنش) ولكنها مستمرة في الصدور ليس لوجود إقبال من القارئ عليها , بل لأن أصحابها لهم علاقات مع دوائر الدولة والأحزاب المتنفذة وعليه سوف تكون لهم حصة الأسد من أي إعلان وأي مورد مالي أخر , وهذه الأموال لا تستخدم لتطوير تلك الصحف البائسة بقدر تطوير أرصدة الفاسدين وتجار الحرف والكلمة .

نعم القرار ليس عادياً , بل هو أحد الطرق الجديدة التي تَُحارب الأقلام والأصوات والأفكار الحرة في العراق . وهذه المحاربة من خلال قطع الدعم الإعلاني الذي يوفر مورداً مالياً للصحيفة , لا يختلف عن كاتم الصوت والعبوة اللاصقة أو حتى المفخخة التي أشتهر الكثير في استخدامها ضد الخصوم منذ سنوات وبنجاح ساحق . بعد أن أصبحت البلاد لكل من هب ودب ممن لا يجدون لغة سوى إسكات الآخرين وحرمانهم من كل شيء .
وفي نفس الوقت أين تلك المؤسسات التي تهتم وتصرخ ليل نهار بأنها تراقب العمل الصحفي من اجل حمايته . أم أنها مجرد مسميات ومكاتب وأثاث ومنح مالية تؤخذ من منظمات عالمية وصور وحفلات , وكأس من الخمر يحتسيها ممن يريد أن يكون محاميا للشيطان وليس للصحافة الحرة .لا نريد منها مالاً ملوث , لكن وقفة حقيقية وليس تصريح هنا وهناك من اجل القول بان لهم وقفة تضامنية . وهم لا يعلمون بأننا تعبنا من تلك الوقفات والدعوات وجمع التواقيع والقيل والقال , وفي الجانب الأخر السيئات تسير بسرعة البرق .

لان هذا الإغلاق الذي حتى لو كان بقرار من أصحاب الشأن له مسببات أخرى خطيرة . وأهمها لماذا تمتنع الدوائر والمؤسسات عن رفدها بالإعلانات ؟ ولمصلحة من أتخذ هذا القرار ؟ وهل هناك أسباب أم الأمور تصدر في تلك الدوائر وفق ( ما يشتهي) المدير المُسير بالأساس من حزب قد لا يعجبه طرح (العالم ) ولا ألأفكار التي تعمل هناك ولا حتى المقالات التي تنشرها ؟ وهل صحيفة ألعالم الأخيرة التي سوف يتم نحرها أم هناك صحف أخرى بالطريق ؟
والاهم أين سيذهب العالمين هناك . وهل سيضاف إلى العاطلين عنواناً أخر . فيكون (صحفي عاطل عن العمل) في بلاد تشتهر بكثرة العاطلين والعطل الرسمية والغير رسمية !!.
الكلام كثير , ولكن لغياب( ألعالم) عن الحياة الصحفية ألم لا يمكن لنا بكل الأحوال أن نتحمله , وفي نفس الوقت لا نملك نحن شيئاً نقدمهُ لها سوى الحرف والكلمة والمواساة , لأنه كلنا ( في الهوى سوا) , لان وجود صحفي غني في العراق أمراً ليس مستحيلاً ولكن الطريقة لذلك معيبة ومخزية , ولا يعرفها إلا من يجعل قلمهُ وفكرهُ تحت وصاية احدٍ ما . وما عليه سوى ترديد الكلام مثل الببغاء , وبعدها سوف تجده غنياً بما يكفي لأن يصل حتى للمكان الذي يجلس فيه ساسة ولصوص العراق الجدد !!.غابت صحيفة ( ألعالم) عن الصدور والخروج كل يوم لمتلقيها والمتابعين لها . ولكن بقى لها عنوان كبير في تلك الأفكار والقلوب من الملايين .
إلى أين تمضي فيك ألأمور يا عراق , ونحن نشاهد كل يوم موتاً جديد , وطريقة وعنوان للقتل المريع . ولكن عندما يصل كل ذلك للصحافة المعتدلة . علينا جميعاً رفع درجة الإنذار والاستعداد للقادم الأسوأ . تحت رعاية نظام سياسي وقمعي وديكتاتوري يستغل مسمى ( الديمقراطية) لنحر وحرمان الآخرين من كل شيء.
سلامات يا وطن .. اخ منك يالساني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم