الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجانين

شاكر مجيد الشاهين

2013 / 5 / 11
الادارة و الاقتصاد


بماذا نصف من يمزق ثيابه و يطلب من الآخرين ثيابهم؟
لربما أقل الوصف سيكون هذا "المن" هو في حالة جنون,نتمنى أن لا تكتمل و إلا فـ"الشمّاعية" (مستشفى الأمراض العقلية) ستكون هي الملجأ له و لأمثاله,المغرقون بالجنون و هم لا يعلمون أو يعلمون و لكن المكابرة الزائفة هي التي تملأ تجاويف أدمغتهم, و هم بذلك يركبون بأرجلهم على رؤوسهم الخاوية من ابسط التدابير العقلانية لمعالجة أمورهم, ليس الخاصة كأفراد ذاتويين في المسؤولية و إنما هم يقررون مصير المتعبين الذين يرفعون قاماتهم من دون إذلال! المجانين كثيراً ما استدّروا عطف الآخرين, و كان هذا العطف بلا ثمن أو إنهم لا يحسون بهذا الثمن الموازي لكرامتهم حسب قاعدة "فاقد الشيء لا يُعطيه" و قد يتباكى المجانين هؤلاء,إن العراق و في مجال الإستثمار لا يملك الكوادر الكفوءة من الاداء في مجال التنمية الاقتصادية بالذات,بالوقت الذي تفاعل العامل العراقي مع الإنتاج الوطني منذ عام 1927 أبانَ حفر أول بئر نفطي, وتفاعل العامل العراقي في إنشاء السكك الحديدية منذ الحرب العالمية الاولى 1914, وتفاعل العامل العراقي مع أُولى آلات النسيج اليدوية و الميكانيكية, وتفاعل العامل العراقي في كل نشاطات الموانئ العراقية من حفرٍ و نقلٍ و إنشاءٍ محطات لاسلكية و تشغيل السفن التي كانت و لا تزال تجوب البحار في عَرض الساحة العالمية.
و الفلاح العراقي,إبنُ سومر غرس مسحاتهُ في ارض وطنه قبل أن تطأ الآلة تربة العراق, فالفلاح هو الذي شق الانهر و كل جداول بما ورثهُ من أجدادِهِ السومريين من معرفةٍ و خبرةٍ متوازية مع مستجدات الزمن في الانتاج و ها هو يغوص في أطيان ارضه حافيَّ القدمين لينتج الغذاء من اجل أن لا يستدين من أحد, و أن لا يخضع للمنَّة التي تستوجب إنحناءَ قامتهِ و خفض جبهته الغراء!
فهل يملك بلدٌ في العالم ما نملكه من قِوى بشرية مخلصة و متفانية من اجل إنتاج الخير سواء في الصناعة او الزراعة او غيرها من أبواب الانتاج المادي لسد الحاجة اليومية لإنساننا العراقي بدلاً عن الاستجداء من الآخرين!
ألا يكون أبناء الوطن بتفانيهم وتعاضدهم الثياب التي يجب أن لا نمزقها حتى نظهر بهم مرفوعي الرأس أمام جحافل الطامعين بنا كشعبٍ و كوطنٍ؟
لماذا تصحرت أراضينا؟ ليسال المسؤولون أنفسهم و ليضعوا الحلول لتلافي الاسباب سواء كانت داخلية أم خارجية عوَّقت و تُعوِّق الانتاج الزراعي و الصناعي وليبدأوا صفحةٍ جديدةٍ في التعامل مع المصلحة العامة و ترك أنانياتهم و ليلتفتوا الى مصلحة بلادهم و شعبهم, و كيف ان الوطن مُستباحٌ و مُهددٌ مصيرياً بدءاً بتدهور الثروات الوطنية, كل يوم يخسر العراق ما مقدراه (720) مليون دولار من حرق الغاز المُصاحب لعملية استخراج النفط, يمكن ان يسد الحاجة اليومية للمستهلك العراقي و أن يمنع توقف الآلة الانتاجية في مصانعنا و معاملنا الاهلية و الرسمية دون ان يتحول بلدنا الى سوق استهلاكي لمنتجات الدول المجاورة حيث إننا نحرق ثيابنا/غازنا و نطلب منهم تزويدنا بغازهم, بثيابهم ألا يعني هذا التعامل مع الثروة الوطنية نفس ما يفعله المجانين عندما يحرقون ثيابهم و يطلبون ثياب الآخرين ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 07 مايو 2024


.. مصادر العربية: احتراق أكبر بئر لإنتاج النفط في حقل زرقة شرقي




.. نشرة الرابعة | -النقد الدولي-: هجمات الحوثيين تسببت في انخفا


.. المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض: ما الإنجازات التي حققته




.. انخفاض طفيف في عيار 21.. سعر الذهب اليوم الإثنين 06 مايو 202