الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقل المحصول ودوسه وتصفيته ...من فقرات موسم الحصاد ايام زمان ......نسخة معدلة ومصححة

خالد المنصور

2013 / 5 / 11
الادب والفن


هيئة التحرير هذا المقال تصحيح للمقال السابق فارجو الانتباه لذلك
كنت قد كتبت عن موسم الحصاد واغانيه وهنا نحاول تكملة مابدأنا وقفتنا اليوم عند [دوس ] المحصول اي هرسه بعد ان يتم نقله بواسطة الخيل وجمعه على شكل كومة كبيرة يطلق عليها بيدر والبيادر ايام زمان تضفي على لوحة القرية الطبيعية والكبيرة جمالية اخاذة فاللون الذهبيى المتناثر بين خضرة الاشجار الربيعية المتلونة بالوان التكي والمشمش تعطي ضدا للارض التي يغطيها العصف الماكول ويبلغ ارتفاع البيدر اربعة امتار تقريبا ويبنى على شكل دائرة مفتوحة من جهة صغيرة تسمى باب البيدر الذي سيغلق بعد وصول اخر بضعة نقلات من المحصول
مكان البيدر يكون ليس بالبعيد عن دار السكن ليسهل الوصول اليه ولا بالقريب جدا فيكون بمامن من عبث الدجاج مع العلم ان حقها اي الدجاجات قد حفظ وحصة المسطاح من نصيبها والمسطاح مايتبقى من حبوب في الاسفل وقد خالطه بعض العيدان والسنابل التي لم تهرس جيدا
وعودة الى النقل فالعباءة تختلف عن عباءة نقل الحشيش فالاخيرة تحمل اما على ظهر المراة او على الحمير اما الاولى فتحمل على الفرس ولكثرة المحصول يتطلب نقل اكبر كمية باسرع وقت لذا صنعت هذه العباءة خصيصا فهي اضافة الى كبر حجمها قد اضيف لها [ عروتان ] مفردها عروة وهي نستطيع ان نسميها وفق المفهوم الحديث [تطوالة] والعروة عبارة عن حبل يعقد مع كل طرف للعباءة والطرف الثاني ينتهي بقطعة غصن يابس مقشر على شكل اصبع طوله تقريبا خمسة عشر سنتمترا يتعشق مع غصن ثاني على شكل رقم سبعة كالذي كنا نستخدمه لعمل المصيادة في صغرنا قد اعقد مع الطرف الثاني للعباءة وترتفع العباءة بحيث تصنع ظلا وفيرا للنواكيل وهم ينتظرون الخيال اذا ماتاخر عليهم لطارئ ما فقد يكون ارنبا قد جفل الفرس فاسقطت حملها او لاي عارض لم يكن بالحسبان والعباءة المعباءة هذه لايقوى على حملها من الارض ووضعها على ظهر الفرس اقل من خمسة او ستة افراد ولكي يختصر اهل الشان بمصرف العباءات فتكفي ثلاث لناقلين يتناوبان عند تجهيز احدهما يكون الثاني قد افرغ حمله في البيدر وعند رجوعه يكون الحمل قد جهز واذا مااحس ان الحمل لم يكتمل بعد يبطا سرعته بحيث يوقت اكتمال الحمل مع وصوله
ولايغيب عن بديهة من يتعامل مع الحيوانات من اسماعها اصواتا للزجر او الترغيب في شئ فعند وصول الناقل الى مقربة من باب البيدر يلكزها قليلا ويسمعها كلمات فوك فوك فوك فتسرع الى [ الفوق] اعلى قمة البيدر الذي يبقى على حاله الى ان يتم جفافه لاحتمال وجود اجزاء رطبة فيه بعدها تبدا عملية الدايس [الهرس]بواسطة الحمير التي ترتب بقطيع عرضي وتشد الدابة مع الاخرى بواسطة حبل يطوق رقبتها ولكن كيف يكون الترتيب ؟ليس بالعشوا ئي ربما تتعجبون اصدقا ئي ولكن عندما تعلمون انه حتى في عالم الحيوان هناك فرق من حيث الامكانيات التي خلقها الله بها فالدابة التي تكون من حهة المركز تسمى [ العين ] اي عين البيدر وهي مجربة ومختبرة بكفائتها بسحب زميلاتها باستمرار باتجاه المركز وتحافظ على عدم خروج القطيع من مساره تساعدها في ذلك [ الراك ] وهي تكون في الجانب الخارجي ومواصفاتها الجسم الكبير لتستطيع الضغط على الاخريات باتجاه المركز اما متابع القطيع فيركب الفرس ويدور معه باتجاه عكس عقارب الساعة والسبب قد يعود لانه دائما يكون في الربع الاخير الخارجي لخط سير القطيع وبما انه يمناوي اي يحمل عصاه باليد اليمنى فيسهل عليه تحريكها عندما يهش بها القطيع فلو كان يسراوي فتامل ماذا سيعاني اثناء الحركة
وبما ان الغناء بغض النظر عن نوعه او جنسه سواء قصيد او دارمي بما نه لازم حياة الشعوب باعمالها وكل مفردات حياتها الاخرى فلم يغب عن احد الساخرين من ان يطلق هوسته اوردته التالية
دكهن دك مايسون دايس
لسخريته من كمية المحصول القليلة بحيث لاتحتاج كل هذه المعمعة من الدواب وانما يكفي دكهن اي دقهن بواسطة العصا كما يفعل مع الكميات الغير انتاجية اي الغير مخصصة للبيع مثل كومة صغيرة من الدخن او الذرة والمتامل لايقاع الردة يكتشف وظيفة اخرى الاوهي اعطاء زخم للحيوان بان يعجل في سيره
بعد ان يكتمل الدايس وتظهر ارض المركز يبدا الدايس العكسي اي فرش المحصول [التبن والحب ] باتجاه المركز في عملية التنعيم الى ان يكتمل بعدها يصفى بواسطة المرواح اي يذرى بضم ياء المضارعة والمرواح الة تصنع مما هو محلي [ قروي ]فالعتلة [الربد] المرواح تصنع من الصفصاف لخفته اما اسنانه تصنع من الطرفى او الطرفه وهونبات طبيعي على شكل اشجار يتسم بمتانته والاسنان تكون مدببة الاطراف وترتب بمجموع سبعة اسنان وتثبت على الربد بواسطة جلد مدبوغ وهو غالبا مايكون [شجوة ] الة لفصل اللبن عن الزبد قديمة قد زادت عن الاستعمال تحاك بطريقة فنية واذكر كان في قريتنا رجل يختص اكثر من غيره بهذه الصنعة اسمه عبود قد توفي في بداية ثمانينات القرن الماضي
وقد استعار اهل الدارمي مفردة المرواح ليخرجوا لنا باجمل صورة معبرة عن كشف المستور فقالوا
خلها بتبنها وياك لاتذريها ....بس الزم المرواح اطلع البيه
بعد ان يصفى الحب عن التبن وقبل اية عملية بيع تجرش كمية من الحبوب مايكفي لعمل [ عيش فاطمة ] وهو فال وتبارك تباركون به وهوديدن اهلنا سابقا فهم في بداية الحصول على ثمار اي موسم لايبيعون منه شيئا قبل ان يوزعوا منه الخيرات ولنا وقفة مع فال اخر بعونه تعالى والعيش هو الشوربة [الثخينة ] باللهجة العراقية اي ليست صلبة كالارز ولاسائلة كالشوربة يصنع من القمح المجروش بواسطة الرحى التي لايكاد بيت في السابق يخلو منها يصب هذا العيش في صواني ويسيح فوقه اما الدبس او الدهن الحر ..اكيد اصدقائي انفتحت شهيتكم لكن لاانصحكم ان تاكلوا العيش مع الدهن الحر او الدبس لانه قد يؤثر عالى صحتكم كما يفعل معي انا صاحب الصغط المزمن
بعدها يتم تسويق المحصول الى الاسواق بعد ان يدخر مايكفي لقوت بيته لحول كامل ويخزن في [ حلة ] مصنوعة من القصب وتغطى بالطين وتكون قمتها على شكل قبة ليسهل تصربف الامطار وعدم تجمعها فوق الحلة وبالتالي يفسد المخزون من الحبوب
مايلفت انتباهتنا هنا هو البساطة في العمل واستخدام مفردات الطبيعة لانجاز اعظم الاشياء اضافة الى طيبة الناس وعدم تفكيرهم بالدنيا اولا فجمع المال ياتي بعد ان [يبشروا ] بعضهم بالفال وليجنوا دعاء بعضهم لبعض عكس زماننا هذا الذي انعكست فيه القيم بحيث يكون احدنا عندما يحصل على مال كان يكون بيت او سيارة او يبيع محصوله فانه يتحرى عن السرية خوفا من ان يعلم جاره او قريبه بذلك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع