الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأقاليم مثلا

ساطع راجي

2013 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


دعاة الاقليم السني يستخدمون لغة قاسية في التعبير عن مطلبهم تصل الى حد التهديد بحمل السلاح ضد من يعارض طموحهم، ورافضو الاقليم السني وفكرة تشكيل الاقاليم عامة وحتى مبدأ الفيدرالية الدستوري يستخدمون أيضا نفس اللغة القاسية ويهددون بمقاتلة دعاة تشكيل الاقاليم، هذه اللغة والتهديدات ليست الا نموذجا لغياب الحوار داخل معسكر سياسي واحد، معسكر لا يعرف ماذا يريد ليس بسبب حالة مجتمعية وإنما لكثرة القيادات وغياب التنظيم الحزبي الواضح واختلاط العشائري بالديني بالسياسي وبالاقتصادي (البزنس)، حيث يكاد أن يكون كل قيادي سياسي حاملا في نفس الوقت لأكثر من هوية، فهو المقاول وشيخ العشيرة والنائب أو الوزير وهو ايضا عضو سابق في احدى التنظيمات المسلحة أو على علاقة باحداها، وهكذا خلطة تؤدي الى تضارب المصالح.
هذا الحال لايقتصر على المحافظات ذات الغالبية السنية لكنه أكثر ثقلا وتأثيرا فيها، وهو ما أدى الى تنقلات مستمرة في المواقف وتذبذب في الشعارات والمطالب، ويمكن تشريح الحال بقسوة عندما نراقب صعود وهبوط الخطابات والمطالب في التظاهرات، وتباين لهجة المتحدثين على المنصات بحسب قنوات اتصال كل منهم وحقيقة مطالبه التي تصل أحيانا الى حد الصفقات الشخصية، وهو ما تجلى واضحا في الموقف من الامريكان ومن العملية السياسية، فقد قاتل البسطاء الامريكان تحت رايات سرعان ما تبين انها اقامت أفضل العلاقات مع (المحتل) وحرم الفقير من الانتماء للجيش والشرطة بينما صار القادة وزراء ومسؤولون.
لمواطني ومتظاهري المحافظات الشمالية والغربية حقوق ومطالب واقعية هي جزء من استحقاقات وطنية عامة لكن القيادات السياسية في تلك المحافظات تجري دائما مناورات وصفقات على حساب تلك الحقوق والمطالب وتجد تقبلا من الحكومة الاتحادية التي ترى ان الاستجابة لمطالب بضعة قادة وزعماء حتى ولو كانت فيها تجاوزات دستورية وقانونية ووطنية وأخلاقية أفضل وأسهل وأنفع لها (الحكومة الاتحادية) من التعامل مع مطالب شعبية مهما كانت واقعية.
لغة القسوة والتهديد التي تسيطر على المشهد السياسي العراقي بصفة عامة وعلى المناطق السنية بشكل خاص منعت صوت الاعتدال والعقلانية من الارتفاع وحرمت الراغبين ببناء مجتمع مسالم ودولة مستقرة من القيام بدورهم وهكذا اختفت الشخصيات المعتدلة أو إندمجت في موجة التشدد والقسوة والتهديد، لأنها الموجة الاكثر نجاحا في حشد الاصوات وتحقيق المغانم، وفي كل الاحوال فان هذه الاصوات الغاضبة لن تنجح أبدا في تحقيق مطالب المواطنين من أي طائفة أو انتماء، لأنها أصوات كاذبة لاتجيد الا التهجم والتسقيط والغاء الاعتدال وعقد الصفقات المشبوهة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو