الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعريفات أولية للطائفية وأصحابها

شاكر كتاب
أستاذ جامعي وناشط سياسي

(Shakir Kitab)

2013 / 5 / 12
الارشيف الماركسي



الطائفية:- وهي كفكر تقوم على أساس تبني منطلقات عقائدية وفكرية وحتى قد تكون في نطاق تفسيري بحت لطائفة ما وهذا ما قد يشكل وجهها الحيادي أو حتى الإيجابي من باب المهادنة. لكن جانبها السلبي يكمن في النزوع لإلغاء الآخر وتكفيره وتحميل المؤمنين به مسؤولية مادية ( غالبا ما تكون جسدية ) عما آلت إليه عقائده وفكره وحتى تفسيرات علمائه أو مجتهديه. وبقدر تعلق الأمر بالنشاط الذي اسميناه بالإيجابي فبالرغم من احتمالات الخلاف والإختلاف مع طائفة معينة أو غيرها فليس لنا أن نعيب على أحد من المتمسكين بقناعات طائفته ومذهبه ما دام يدعو إليها أو يدافع عنها بالسبل التي تتيحها القوانين والأعراف السياسية والأدبية والأخلاقية. لكن مشكلتنا في العراق أننا في مواجهة تعصب أعمى – جاهل – أحمق ومتخلف جدا للطائفية التي وصفنا وجهها هذا بالسلبي. وتتمثل كل هذه المواصفات في استثمار الجهل السائد والوارد عن إيمان ضرير تماما بالأفكار التي زرعت في رؤوس الأتباع من قبل المتلاعبين في عقول الناس والعازفين على أوتار عواطفهم والمحركين لتوجهاتهم والمحددين لبوصلاتهم. ولو أن هؤلاء قد توقفوا ها هنا لكنا في غنى عن تناول إشكالياتهم باي قدر كان ولكان أمر معالجة تخلفهم ضمن سياسات الخط العام للدولة المدنية الحضارية التي نزمع بناءها في بلادنا نحن المؤمنون في الخيار المدني التقدمي المتحضر. لكن الماساة أن هذه الإندفاعة في حضيض التخلف باسم الطوائف قاد شبابنا إلى المجازر والمذابح قربانا لهؤلاء السادة السحرة والمشعوذين والقائمين زورا وبهتانا على أمر الطوائف وأفكارها وتفسيراتها الفنتازية للنصوص الدينية الشريفة. وقاد شبابنا للسجون والمعتقلات. وقاد شبابنا إلى سوح قتال باطل بلا اي مبرر وطني أو إنساني. وتسبب في ترمل نسائنا وتيتم أطفالنا ورحيل علمائنا وهجرة العوائل بالآلاف بل بالملايين.
الطائفيون. هم هؤلاء المنظرون والمفكرون القابعون وراء جدران غاصت في الظلام كتبة الوريقات الصفراء قراء الأدعية والشعوذة. وهم هؤلاء تجار الحروب وعملاء الأجنبي وهم هؤلاء ذباحو البلاد والعباد باسم الفتاوى والقرارات. هم هؤلاء زعماء المجاميع المدججة بالسلاح وهم هؤلاء زوار الليل الكريهون. هم هؤلاء الذين حرموا ما أحل الله وحللوا ما قد حرم. حللوا حتى الزنا بالمحارم وحرموا زواج المسلم من المسلمة. هم هؤلاء الذين يصدرون أحكام الإعدام على من يشاؤون ووقت ما يشاؤون ويدفعون بالمجاميع لتنفيذها وقت ما يشاؤون. هم هؤلاء الذين حللوا السرقات وحرموا النزاهة وخانوا الأمانات. هم الذين ما عاد لهم بيننا نحن العراقيون اي مكان بالرغم من أننا تأخرنا كثيرا كثيرا على طردهم لأنهم كانوا يعرفون كيف يخدعوننا لتمرير مآربهم الخبيثة. والأنكى من كل هذا أن الطائفيين يحتلون مراتب متقدمة في السلالم الإجتماعية والإدارية والسياسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما الحل ؟
حامد حمودي عباس ( 2013 / 5 / 13 - 10:08 )
الاستاذ شاكر مع فائق التقدير
نعم .. لقد جاء تشخيصكم سليما ولا يرقى اليه الشك في صحة المذهب ، من وجهة نظري على الاقل ، ولكن .. ما الحل سيدي ؟ .. اليسار عندنا متشرذم ولا يريد القائمون عليه بقبول فكرة التوحد .. وعوامل الفقر والجهل وتأثير الاسلام السياسي تفعل فعلها في نخر عقول الناس وبوتائر متسارعة ومخيفه ، والسياسة في بلادنا سلخت من جلدها ليرتادها الفاسدون والقتلة .. والزمن لا يقبل انصاف الحلول فيوتقف منتظرا موائمة الاحداث لصالح الشعب المستباحه .. لقد اعتدنا نحن من يتصدى للحالة العراقية على نثر صور الواقع امام المتلقي دون ان نضع امامه بوابات تؤدي به الى الخروج من المحنه .. تقبل تحياتي


2 - جواب على رد الأستاذ حامد حمودي عباس
شاكر كتاب ( 2013 / 5 / 13 - 12:58 )
الأستاذ الفاضل
إن اليساريين الذين لا يريدون التوحد هم مصابون بالتوحد فلا يحتاجونه بعد.. أما الحل فليبدأ بالرفض ولقد طرحت وأطرح دائما حلولا قد تكون واقعية لكنها تبقى اجتهادات .. لذلك وباختصار أقول أن الطائفيين يقتلون فينا الحياة ويمتصون رحيقها من بلادنا فهم لم يعودوا مدمرين لثقافتنا ولوحدتنا بل سراق ولصوص المال العام والخاص..ومن لا يرفضهم ويسكت عنهم فهو يساهم حتى ربما دون أن يدري في ما يفعلون .. نريد الرفض يكون حتى ولو على طريقة أضعف الإيمان في من رأى منكم منكرا..ويبدأ المشوار من هنا.. وليبقى أخوة اليسار ينظرون وينظرون.. تحياتي

اخر الافلام

.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو


.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza




.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع


.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب




.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال