الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعتصام وتفكير

ثائر زكي الزعزوع

2005 / 4 / 21
حقوق الانسان


دعت لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في سورية إلى اعتصام (سلمي) أمام محكمة أمن الدولة العليا في دمشق (اللاشرعية) للاحتجاج على المحاكمة (اللاشرعية) للمحامي والناشط في مجال حقوق الإنسان الأستاذ أكثم نعيسة، وسيكون موعد هذا الاعتصام يوم الأحد 24/4/2005 الساعة العاشرة صباحا بتوقيت دمشق.
لاحظوا المفردات التي استخدمتها بين قوسين ستلاحظون بأن كلمة سلمي هي كلمة تتكرر دائما في البيانات كلها التي تصدرها الكثير من الجمعيات والمنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان ليس في سوريا وحسب بل في بقاع الأرض كلها، ففكرة السلم هي الفكرة الأكثر سيطرة والأكثر رسوخاً التي يسعى الإنسان لتحقيقها من خلال عمله الإنساني، طبعاً يستثنى من ذلك بعض حملة النوازع الشريرة المطبوعين أصلاً على الشر في أفعالهم، ولذلك فهم ميالون أكثر إلى استخدام مفردة (اللاسلم) أو بتقريب أبسط (الحرب) فهم أكثر ميلاً إلى التعامل وفق مفاهيم حربية، تماما كما تغلف مفردة الحرب، أو شبيهاتها من المفردات معظم أقوال وتصريحات ما يسمون عالميا بصقور الإدارة الاميركية، وعلى رأسهم السيد جورج بوش الابن رئيس الولايات المتحدة، الذي يحلو للبعض من كتاب المقالات تسميته بـ "الرئيس المحارب".
المهم لنعد إلى موضوعنا الذي بدأنا حديثنا به، قلت بأن الدعوة تتضمن مفردة السلم أساسا لعملها في موجهة محاكمة لا شرعية، والرد المتوقع إزاء ذاك الاعتصام المزمع تنفيذه هو رد (حربي) كونه سيكون ناتجا عن تصرفات محكمة لا شرعية، يعني أن يكون من قبل قوى تحركها نوازع شريرة لا نوازع خيرة، وهو ما سيسبب نوعاً من مخالفة صريحة لنص قرآني راسخ رسوخ الجبال في ذاكرة المؤمنين وغير المؤمنين (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) فنص دعوى الاعتصام واضح وضوح الشمس، اعتصام سلمي، وبالمناسبة فنص الاعتصام السابق الذي ووجه "بضربات موجعة" من "الطلاب" خلال الشهر الماضي أمام القصر العدلي تضمن أيضا الدعوة السلمية، ولكن ردة الفعل لم تفرق بين السلم والحرب فحركتها نزعتها الشريرة لتحمل العصي وتنهال ضربا على المعتصمين الذين لاذوا بالفرار أمام تلك الإرادة الطلابية، وللمعلومة فقط فإن غالبية المعتصمين، في الاعتصام السابق، هم ممن تجاوزوا الخمسين، ومنهم من تجاوز السبعين أيضا مثل الأستاذ رياض الترك.
الذين لا يفقهون ثقافة الإصلاح لا يفقهون أيضا ثقافة قراءة النص، والواضح أن قراءة النص بتأنٍ وهدوء تعطي الفرصة لقارئه ليكون أكثر حساسية لفهم مضامينه، فإن اعتصم لغة تعني بالضرورة اعتصم ولا تعني ضرب، حطم، كسر، بل تعني اعتصم. و(السلمي) تعني أيضاً بكل تفاصيلها السلم، السلم، ولا شيء آخر غير السلم، وهي لا تعني أيضاً ضرب، حطم، كسر... فلماذا تتم قراءة المفردة بغير معناها، بل بمعنى مغاير تماماً لمعناها الحقيقي، ما يسبب فيما بعد تأويلات وتأويلات، ويسبب حرجاً شديداً لدعاة الإصلاح، والمؤمنين بضرورة النهوض بحقوق الإنسان وجعلها غاية ترتجى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم المعارضة الإسرائلية يحذر نتنياهو: التراجع عن الصفقة حكم


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - مسؤول الأغذية العالمي في فلسطين:




.. تغطية خاصة | إعلام إسرائيلي: الحكومة وافقت على مقترح لوقف إط


.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بقبول مقترح -خارطة الطري




.. آلاف المجريين يتظاهرون في بودابست دعما لرئيس الوزراء أوربان