الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)

وليد الحلبي

2013 / 5 / 12
كتابات ساخرة


منذ مدة وجيزة كتبت مقالاً كشفت فيه جانباً مجهولاً من جوانب السيرة الذاتية للرئيس الأمريكي أوباما، إذ إلى جانب دراسته القانون في جامعة هارفرد، تبين لي أنه متخصص كذلك في الطب - قسم التخدير - وقد فوجئت يومها بأن معظم القيادات الفلسطينية تعرف ذلك دون أن تفصح عنه، إذ كان الرئيس بارعاً في إعطاء جرعات تخدير للسلطة الفلسطينية عن طريق حقنها بالوعود الكاذبة حول قضية الشرق الأوسط من حيث حل الدولتين، وقبول دولة فلسطين عضواً في الامم المتحدة، وعندما كانت تبدر عن المريض الفلسطيني علامات الصحوة، كان الرئيس الخبير في علم التخدير يعطيه جرعات إضافية من ملايين الدولارات لكي يستمر في غيبوبته.
أما اليوم، ومع تواصل الثورة السورية في سبيل الحرية، وعنف النظام الذي يرفض أن ينزع أنيابه من عظْمة السلطة، فكان لا بد من تحري موقف الرئيس الأمريكي من هذه القضية التي بدأت تأخذ بعداً دولياً، وقد قادني البحث والاستقصاء، بعد طول جهد عناء، إلى استنتاج أن الرجل متخصص كذلك – إلى جانب القانون والتخدير -، في مجال الفيزياء - قسم الألوان -، ولو كنت من الذين يؤمنون بالتقمص، لقلت بأنه كان – قبل أن يصبح رئيساً -واحداً من أنجب تلاميذ عالم البصريات العظيم ابن الهيثم، ذلك أن الرئيس الأمريكي يدرك - لخلفيته الفيزيائية هذه عندما هدد بمعاقبة نظام دمشق إن هو تجاوز الخط الأحمر باستخدامه السلاح الكيميائي ضد الشعب - يدرك فيزيائياً أن للون الأحمر مئات ملايين الدرجات، حيث تذكر شركات تصنيع التلفزيونات الملونة في إعلاناتها الترويجية، أن لأجهزتها القدرة على أن تعطي صورة ذات خمسة أو ستة مليارات لون، وهذه النقطة بالذات هي مصدر حيرة من سمع تهديد الرئيس الامريكي للنظام السوري، حيث لا يعلم أحد أي درجة بالتحديد من اللون الأحمر هي التي كان يقصدها الرئيس في تحذيره، والتي ستجعله رجلاً يفي بوعوده وعهوده، ناهيك عن أنه لو كان رجلاً يملك ذرة من الإنسانية، أو قليلاً من قيم الحرية والعدالة التي يدعيها، لوجد في استخدام السلاح الثقيل والطيران - هذا قبل أن نصل الى صواريخ أرض - أرض بكافة فئاتها والسلاح الكيميائي - لوجد في ذلك مبرراً كافياً للعمل على مساعدة الشعب المظلوم، غير أن أصحاب العقول النيرة فقط هم الذين يعرفون أنه ليس في عالم السياسة - منذ زمن سيء الصيت ميكيافيللي - أخلاق وقيم، بل هناك مصالح ومنافع، لكن العتب هنا ليس على درجة اللون الأحمر الذي يقصده الرئيس، بل على الرئيس نفسه الذي لا يستطيع الوفاء بما يعد، والذي كان الأجدر به أن يبقى صامتاً، وبعبارة أقل تهذيباً: كان عليه أن يبقى أخرساً، فذلك أولى له وأكرم.
حتى هنا ليس في الأمر مشكلة، لأن الكذب هو ملح رجال السياسة، ولأن الرئيس سبق له أن كذب عندما وعد بإغلاق معتقل غوانتانامو ولم يفعل، ووعد بالاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة ثم تجاهل، إنما المشكلة هنا هي الشك في قدرة الرئيس على رؤية درجة اللون الأحمر موضع النقاش، والتي تكمن في أن طبيب أطفال كان يعالج أوباما في طفولته، أصدر مؤخراً بياناً، بعد استفسار الناس عن درجة لون الخط الأحمر الذي يقصده الرئيس في تهديده النظام السوري، قال فيه بأن أوباما يعاني منذ صغره من ظاهرة عمى الألوان، إذ لا يستطيع المسكين التمييز سوى بين اللونين الابيض والأسود، فهل كان هو المقصود بالآية الكريمة: (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).

4/28/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟