الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وفي قلمها ينطوي العالم الأكبر...!!!

دينا سليم حنحن

2005 / 4 / 21
الادب والفن


انجح عملٍ أدبي لدينا سليم لم يكتمل بعد ، بدأ منذ عقود ، ولن يكتمل ما دام بين الضلوع قلب ينبض ، عمل عمره بعمر إمرأة ، ومفرداته نبضات قلبها ، لغته عالمية يفهما كل البشر ، مفرداته بين دمعٍ وإيتسام ...!!

أنا يا أخوتي ، لستُ شاعر بلاط ، ولا أروي لغزاً ، ولا أحكي حكاية ، لكنني أقرأ عليكم سفراً إنسانياً رائعاً ، ينام في الليل في حضن إمرأةٍ ، إمرأة بينكم اليوم ، كان لها مع العطاء رحلة عمر ، يحق لها أن تفخر أنها لم تعش منه لنفسها ساعةً واحدة ...!!

أنجح عملِ أدبي لدينا سليم ، ذاك الإتسان المتربع بداخلها ، يطل على العالم ، حزيناً تترقرق الدموع في عينيه تارةً على هيئة قصة أو رواية ، وتارةً يطل ضاحكاً يرقص قلبه طرباً ، لكنه لا يعدو كونه رسولاً من دينا التي تعرفونها إلى الآخرين ..!!

تمتد يد أم باسم بقلمها ، عبر كل النوافذ المشرعة ، من وراء كل القضبان ، وإن كان السجن بلا سجان ، ومن قلمها تنطلق آلاف الحمائم في كل إتجاه ، تحلق ، وتعبر الحواجز والحدود ، لا تميز بين الأديان والأوطان والألوان ، تبشر بالحب والخير والعطاء وقيمة الإنسان ..!!

تعبر فارستنا بقلمها فوق جسر من الأحزان ، فيأتي العطاء متشحاًً برداء الحزن ، مزينا بحباتِ دمعٍ تملأ المآقي ، تلوح وتخبو بين السطور ، ..لكن العطاء يتواصل وينتصر ...!!

أنا هنا لا أقدم بكائيةً أخرى ، لكن أجزم أن الإبداع الإدبي ، لا يولد إلا في رحم الأحزان ، ولا يجري نهر الفن إلا من دموع البشر ، وحشاشة القلوب ، وصراع لا ينتهي بين خير وشر ..!!

تلملم دينا سليم بداخلها ككل المبدعين ، أطراف العالم ، والوان السماء والربيع ، وزرقة البحر ، وثياب المعوزين الرثة ، ونشوة الأشجار تحت المطر ، وأمل الكادحين عند مشرق شمس كل يوم ، وخيبتهم عند كل مساء ..!!

لذلك رأيناها ، تسير في طريق الآلآم في القدس العتيقة ، وتحدث بائعة الجبن التي تحتضن رضيعها ، ورأيناها تفرش دثارها لقلوب المحبين ، ورأينا تهاجر مع صارم في الحلم المزدوج ، وتشاركه صقيع الغربة ووطأتها ، وترعى شموس في غيبة الحبيب ، ورأيناها تكفكف الدمع عند رحيل الأب والسند ، وتتسول الدمع في عيون الجدة ...!!

أكاد أراها من هنا ، من مكاني البعيد ، حيث تحول بيني وبينكم ملايين الحواجز والآف الأميال ، أراها أماً تسهر كي ينام الآخرون ، تسير بين الجموع ، فتتكاثف همومهم في مآقيها فتمطر دمعاً ، وأملاً ، وحباً ، للحياة ، تتعلق بطرف ردائها أحلام الأطفال ، لتعود آخر النهار فتجلس إلى قلمها ، تناجيه ، تبث له ما رأت ، وتوكل له باقي المهمة ، وما خذلها القلم يوماً ..!!

تشاركها فراشها آلاف الأجساد ، وتحتل غرفتها آلاف العيون والآذان ، وتتقاسم شرفتها مع عشرات العصافير ، وضوء القمر ، و في العتمة كل الخفافيش ، وتتجمع على أوتارها كل الألحان .. !!

من أجل ذلك كله ، ومن أجل كل هؤلاء ، امسكت دينا بالقلم ، وعاهدتهم أن تتكلم بإسمهم ، ولا تتركهم نهباً للتجاهل و النسيان ، فحملت رسالة القلم ، وكم ثقيلة هي ... تلك الرسالة لو تعلمون..!!

أرجوكم ان تشكروا دينا سليم نيابةَ عني ، لأنني عدتُ على أجنحة قلمها إلى الوطن ، عدت عندما عاد صارم إلى شموس ، حملتني هذه المرأة إلى القدس وعكا والناصرة وطبريا ، إلى الكروم والسفوح والشواطيء ، وأزعم اليوم أنني أجلس بينكم ، أطل في وجوهكم التي أنتمي إليها بقوة فأرى فيها حكاية وطنِ وأرض ، وآمنت أن القلم وطن ، والمحبة وطن ، والعطاء رمز الأوطان ومهد الأديان ... !!!
تيسير حامد –الرياض –5 مارس ‏2005‏‏-‏03‏‏-‏05‏
كلمة الشاعر تيسير حامد التي ارسلها بريديا اليكترونيا في أمسية الأديبة دينا سليم التي اجريت في مدينة حيفا الشهر السابق، وقرأها بالنيابة الأستاذ الأديب الفلسطيني رشدي الماضي.
وها هي الأديبة دينا سليم ترد بايجاز على الشاعر تيسير قائلة:
زميلي الشاعر الكبير تيسير حامد، الذي لم التقه يوما، شكرا.
أشكرك على كلماتك الرائعة وأشكرك على الحنين الذي ما زال ينبض داخلك للوطن، ومن عباب الغربة وأطياف المنفى هناك كلمة وحيدة مشتركة تجمعنا وحتى لو بكينا على الأطلال، المحبة وعظمة الأصل.
الأديبة الروائية الفلسطينية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم ولاد رزق 3 يحقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية


.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي




.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان


.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال




.. الفنانة ميريام فارس تدخل عالم اللعبة الالكترونية الاشهر PUBG