الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى نقدر تضحيات جنودنا الأبرار .

صالح حمّاية

2013 / 5 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


و أنا أطالع الأخبار اليوم لفت انتباهي خبر أدهشني ، حيث يقول الخبر أن مجموعة من رجال الأمن التونسي تظاهروا أمام المجلس التأسيسي من أجل حمايتهم من الإرهاب و لرفض ما يتعرضون له من عدوان .

في البداية استغربت حقا هذا الأمر فكم عايش الجنود التونسيون من إرهاب ومن مفخخات حتى يتظاهروا احتجاجا من أجل حمايتهم ، ثم ماذا لو كان هؤلاء الجنود مكان الجنود الجزائريين مثلا حيث الإرهاب يعصف بهم بلا رحمة منذ عقدين ، هل كانوا سيستقيلون من مهنتهم مثلا !!!.

في الواقع كان هذا رائيي الأول في المسألة ، لكن بعد أن أعدت التفكير في الموضوع تغير نظرتي ، في الحقيقة لا مشكلة في الجنود التونسيين ، فهم كما البشر جميعا لهم مشاعر و أحاسيس ، وعليه من البديهي أن يتظاهروا حين يجدون في عملهم ما لا يطاق ، الأحرى إن كان هناك أمر يستحق الاندهاش مني فهو في جنود الجزائر ، فهم من يعايشون الويلات من سنين و مع هذا لا يشتكون و لا يكلمون ... هذا في الواقع ما يدهش حقا وعليه لم يكن لي إلا أن أسأل ترى ما حال نظرتنا كجزائريين لتضحيات جنودنا و ما يعايشون من أهوال ؟ هل كرمّنا هذا النبل والتضحية التي يقدمونا بلا سؤال ؟ هل تسألنا عن أحوالهم وهم هائمون في الصحاري و الجبال لمطاردة الإرهابيين للدفاع عنا ؟ هل تساؤلنا عن مشاعرهم وهم يقدمون أنفسهم للفداء بغض النظر عن مشاعر أهاليهم و عائلاتهم المتحرية عليهم ؟.

للأمانة يا ليتني ما سألت ، فالجواب الذي جاءني على هذا السؤال كان بائسا "" نحن و للأسف لم نتجاهل تضحيات جنودنا هذه فقط ، بل نحن اعتدينا عليها ونكلنا بها أيضا ، فنحن وبعد كل ما كابدوه من أجلنا ، رحنا نتصالح مع الإرهابيين ، ورحنا نرخي لهم الحبل لنراهم اليوم يطعنون في هؤلاء الجنود و يهاجموهم ، بحيث صار الإرهابي القاتل و المجرم يدعي البراءة بينما الجندي الطاهر الشريف يتهم بأنه القاتل والمخرب "" الواقع أن ما قمنا به في حقهم من جريمة هو بقدر ما يعانون مع الإرهاب أو أكثر وهنا و حتى إن كان هذا الأمر نتاجا للامبالاة أو لقصر اليد من كثيرين ، فهذا لا يعني أنه لم يكن موقف غير مخزي و أن الشعب الذي يرضى ولو بالصمت على حصول مثل هذه الأمور هو كالشريك فيها .

بنظري إذا كان الجزائريون يريدون رد الاعتبار لجنودهم الأبرار وغسل هذا العار عنهم فعليهم أن يتبرؤوا ونهائيا من عار ما يسمى بالمصالحة ، و يعتذروا عن هذا الزمن الرديء الذي بتنا نرى فيه القتلة ينشئون الأحزاب ، فيما جنودنا وقادتنا يتجاهلون أو يطاردون في المحاكم .

لقد بات على الجزائريين كل الجزائريين واجب تكريم هؤلاء الجنود كما يستحقون ، لأنه إذا لم نفعل فنحن حقا لا نستحق تضحياتهم العظيمة من أجلنا ، و حينها لربما سيكون أفضل جزاء لنا أن يتركنا هؤلاء للإرهاب ليعبث بنا عشرين سنة أخرى حتى نتعلم معنى تقدير تضحيات الأبرار .


مهدى لكل رجل أمن خاطر بحياته من أجل سلامة و أمن الجزائر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - معك الف حق خونا ؟
Jugurtha bedjaoui ( 2013 / 5 / 12 - 12:47 )
معك الف حق خونا ؟ ولكن ليس هاد فقط ان الشعب الجزاءري عندما تنكر للجيش والامن بصفة عامة استشفى فيهم والدليل انت الآن ترى رجال المقاومة في عهد الارهاب كيف يجوبون الطرقات من اجل حقهم في العيش ويضربون بعصي النضام والارهابي يملك بطاقة بيضاء تسمح له ان يعفس على كل القوانين والويل الويل من يتجرأ وينطق بكلمة ارهابي في وجه الارهابي ؟ تحياتي

اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو يقدمان التعازي -للشعب الإيراني-


.. كيف ستنعكسُ جهودُ الجنائية الدولية على الحرب في غزة؟ وما تأث




.. حماس: قرار مدعي -الجنائية- مساواة بين الضحية والجلاد


.. 50 يوما طوارئ تنتظر إيران.. هل تتأثر علاقات إيران الخارجية ب




.. مقتل طبيب أمريكي في معتقلات الأسد