الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هي 4

يوسف غنيم
(Abo Ghneim)

2013 / 5 / 12
الادب والفن


الخروج من التاريخ لكتابة تاريخ جديد تكون فاعلا به من أجمل لحظات الحضور

عدت في الصباح للحياة مجدد كان علي التوجه إلى العمل لروتين الحياة الذي يقتلني تذكرت كلمات الشاعر مصطفى وهبي التل " إن الزمان ولا أقول زماني بين الرسوم والطوابع رماني ، وأحال لذاتي وساوس حاسب يهذي بضرب ثلاثة بثماني "
هل أستطيع التوجه إلى العمل كالمعتاد ، هل بإمكاني إنتظار عودتها من العمل ...
سأذهب اليها ، جلست خلف المقود أدرت محرك السيارة أخرجت علبة السي دي بحثت عن فيروز فهي القادرة على حملي على تحمل الطريق ..
أنا لحبيبي وحبيبي إلي .... أنا لحبيبي وحبيبي إلي يا عصفورة بيضة ........... ، لماذا إختارت فيروز البدء بهذه الأغنية بالذات هل إكتشفت سري ، وتحاول مساعدتي في إجتياز لحظة التردد التي بدأت تجتاحني بعد قراري التوجه لمكان عملها .....
واصلت الطريق توقفت أمام محل لبيع الورد دخلته أحمل ترددي معي ....هل أشتري الورد وأرسله لها مع بطاقة تحمل حبي أم أحمله لها بنفسي
هل هنالك فرق إذا كان الهدف إرسال باقة من الورد فقط
بدأت الإختباء وراء التفسيرات لأبرر ضعفي أمامها ، هي من حددت اللقاء الأول أختارت كل شيء لم تدع لي إلا خيار واحد الإستسلام لها ، هل يمكنني المبادرة الأن ، هل تقبل أن أغزو عالمها برسالة حب ، أرسلها مع باقة ورد تحمل بطاقة كتبت عليها كلمتان إشتقت اليك .
زحام الطريق جعل المسافة أطول من المعتاد كنت أقطع تلك المسافة بخمس دقائق وها أنا أقف امام الإشارة الضوئية ما يقارب النصف ساعة لا شيء يتحرك أماي تحولت السيارات إلى حواجز تفصلني عن مكتبها ، لم أستطع التحمل أخذت بالضغط على زامور السيارة لحث السائقين على التقدم ، متر واحد بحق السماء ، تقدموا لماذا هذا التجهم ، أثناء إنفعالي تدافع إلى المكان شرطيان ، كم أكره الشرطة لما تمثله من أداة لقمع المواطنين في المجتمعات الطبيعية التي يحكمها قانون واحد يطبق على كل المواطنين ، عكس الأوضاع التي نعيشها في ظل الإحتلال الذي يفصل القوانين بما يتناسب مع توجهاته العنصرية ، فما يطبق على الفلسطينين لا يمكن تطبيقة على المستوطنين الذين يستبيحون كل شيء اليوم فقط أعلن " وزير الأمن الداخلي " بأن وحدة المستعربين لن تعمل في أوساط اليهود وستكون مخصصة للوسط العربي فقط جاء هذا القرار بعد إعتراض المستوطنون في الخليل وتيارات اليمين على إستخدام هذه الوحدة في الخليل ضد المستوطنين على إعتبار أن قوات الأمن الصهيونية تشكل للدفاع عن المستوطنيين ولا يجوز إستخدامها ضدهم بأي حال وتحت أي إعتبار فهم أسياد البلاد .
سئلني أحد أفراد الشرطة بلغة عربية ركيكة ليش إنت بتزمر ،
لماذا تغلقون الطريق أمامي أحتاج إلى خمس دقائق للوصول وها أنا أقف أمام الإشارة نصف ساعة لا أعرف لماذا .
تعالى صوت الشرطي إسمع خبيبي إذا مو عاجبك توكف روخ على بيتكم إحنا مش ريخين نفتح الطريق .
سمعت الكلمة الأخيرة لن نفتح الطريق ، لقد فتحت لي هذه العبارة أبواب جهنم ، لم أستطع تمالك ذاتي أخذت الكلمات تتدافع مين أنتم ؟ لا أحتاج إلى قرارلأعبر إلى حي هنا ولدت وهنا أعيش وهنا سأموت ، تذكرت كلمات محمود درويش " إرحلوا عن أرضنا عن برنا عن بحرنا وخذوا حصتكم من دمنا وإنصرفوا " على الرغم من تحفظي على عبارة خذوا حصتكم من دمنا إلا أنني وجدت ذاتي اصيح بهذا المقطع دون تردد .
لم يفهم الشرطي الكلمات أصدر لي امرا إذا سمعت زمورك رايخ أحبسك دير بالك .
كان الإعتقال لا يعني لي شيئا قبل لقائي بها تعودت عليه عندما شاركت بالإنتفاضة الأولى ، أعتقلت عدة مرات لذا لم يكن السجن رادعا لي ما أخشاه أن يغيبني السجن عنها فتضيع عني في زحمة الاحداث , لزمت الصمت ، هل يجبن المرء عندما يحب ؟
كل شيء ثابت ، الكل ينتظر إيمائة من الشرطي ليتحرك سكن الصمت المكان ، إلى أن بددت أصوات قنابل الغاز حالة الهدوء ، المستوطنون يحاولون الإستيلاء على بيت حنون في الشيخ جراح بحجة ملكيتهم للبيت ، من أين حصل شلومو على ملكية بيت حنون التي ورثها عن أجداده ، كيف تمكن من زرع بؤرة إ ستيطانية في قلب القدس تفصل التواصل الجفرافي بين الاحياء العربية .
تعالت الأصوات وتناثر الغاز في كل مكان شعرت بالدموع تنهمر من عيني لم استطع التنفس كل شيء أخذ بالدوران أحسست بحاجتي إلى التقيء لم يعد هنالك أي ذرة من الأكسجين لم تتشبع بالغاز المسيل للدموع رغم الضباب الذي خيم على المكان كنت اشاهد شابا يافعا يلتفح حطة حمراء يقذف الحجارة على الشرطة ، لم ترهبه أعدادهم ومعداتهم كان أقوى من ترسانة إسرائيل ، كان حزبا يقود الصراع مع المحتل إستمرت الإشتباكات ما يقارب الساعتان كنت عالقا بين رتل السيارات التي تكدس بها المكان ، هرب الجميع وبقي الشاب يقاتل تذكرت كلمات عنتر ة ولقد ذكرتك والسيوف نواهل مني وبيض الهند يقطر من دمي .
هل لهذا الشاب عبلة يقاتل من أجلها .
بعد أنتظار إستمر ثلاث ساعات أخذت سحب الغاز بالتبدد واخذت حركة المرور تنساب بتدفق بطيء وصلت قبالة فندق الكولوني رأيت شابا معصوب العينيين يتم إدخالة بعنف إلى جيب عسكري يقف بالمكان .
هل كان هذا الشاب من كان قبل قليل يقاتل أعتى قوة بالشرق الأوسط بالحجر ..
حرأنت أيها الأسير حر بساعد عامل ، حر بهمت فلاح حر بعزم مقاتل ، انت لا تخافهم أنت الأقوى رغم سياطهم أنت الأبقى رغم وجودهم أنت الأحلى رغم الدماء التي تغطي وجهك وثيابك .....
كانت تلك الخواطر تغزوني تعيد إلي سنوات الشباب ، عندما كنت أستطيع ممارست حقي الطبيعي في الدفاع عن نفسي وعن حرية شعبي ، لم أؤمن يوما بغير العنف كطريق للخلاص من الإحتلال واليوم اقف أمام قناعتي عاجزا عن ممارستها ، لقد إحتلتني واعادة تشكيل وعي من جديد ، هي مثلي تحب البلاد كما إعتادت تسميت فلسطين ، تحبها على طريقتها الخاصة لكل واحد منا طريق للحب والتضحية ليس من الضروري أن نتماثل بالوسائل علينا التخندق وراء حب البلاد وأن نعمل ما نستطيع لرفع شئنها .
أقتربت من مكتبها الذي يتوسط شارع صلاح الدين ، أقتربت من بائع الورد طلبت منه تجهيز باقة ورد جوري ويكتب عليها العبارة التالية " كنت في طريقي اليك ، لكنني عدت إلى أحضان أمي أعتذر عن جبني .نلتقي غدا الساعة الرابعة في الجروزليم .
لقد بادرت الى تحديد لقاء معها ، حاولت الخروج من هيمنتها على الزمن الذي يجمعنا ......

أنهيت عملي وغادرت المكتب الساعة الثالثةعصرا توجهت إلى الجروزليم كنت هناك الساعة الثالثة والنصف بقي على موعدي معها نصف ساعة ، طلبت كاس بيرة طيبه حاولت كسر حاجز التردد الذي أخذ بالتسلل إلي ، أعتقدت أن الكحول وحدها قادرة على إستنطاق الموقف ، بدا الزمن بالنفاذ لم تسيطر علي الكحول ، طلبت قدحا أخر نتحولت إلى إسفنجة أمتص كل الحانات ولا اسكر , لم ارغب الوصول إى الثمالة كنت أصلها وأنا أنتظرها على مشارف الحي قبل حديثي معها مما أفقدني إمكانبة التواصل معها والأن هل أعمل على الوصول إلى الثمالة من جديد بإرتشاف قدح ثالث من البيرة للوصول اليها .
دخلت الباب بدأت تبحث عني بين الجالسين على الطاولات المنتشرة في المكان ، رفعت يدي المترنحة من الإنتظار ، قدمت كانت بطيئة ، وصلتني بعد دهر من الإنتظار....مدت يدها ، وقفت متشبثا بها ، حاولت الإستقامة لتقبيلها ،
لكنها جلست قبالتي ، سئلت بخبث هل عدت إلى أمك
ماذا ؟ ما دخل امي ولماذا تسألين عنها؟
لقد قلت لي انك ستعود إليها لتعتذر عن جبنك
لم استطع مررت كالغريب من أمام بيت حنون وقد غطى مدخله علما إسرائيليا ، لم اجرؤ على الهتاف مع الصبية الذين تجمعوا منددين بعملية الإستيلاء ، شعرت بالجبن
ما دخل امك بذلك ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف