الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحافظات .. ونتائج الأنتخابات

ياسين الياسين

2013 / 5 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


في كلام للأمام علي بن أبي طالب (ع) وهو يخاطب المسلمين به بعد أن تمت مبايعته خليفة للمسلمين عقب مقتل الخليفة الثالث مختزلاً في تلك العبارات دهوراً من التفكير وعصوراً من المباحث الفلسفية ، وبرهن لهم أن العالم مهما كبر وعظُمَ ليس إلاّ جرم صغير ، وأنّكم ولاشك رادّون إلى الله خالقكم من التراب وأنتم لامحال إليه راجعون ، وجاء في كلمته مايلي : ( أني والله أردت لنفسي منكم وزير خير لكم مني أمير ) .. ولو أن الأخوان في مجالس المحافظات من الفائزين الجدد يلتفتون إلى بطون مفاهيم تلكم الكلمات لوجدوها دستوراً يغني عن جدلية دائمة وسط دهاليز الأدارة والسياسة وللأحداث فيها ، فضلاً عن أنّها منهاجاً للتذكير الدائم للمسؤول من أنّه ليس إلاّ قد تكلّف مسؤولية خدمة المواطن ، وليس تسنّم شرف المسؤولية والقيادة والأمرة والسلطان ، وهناك بون بين المفهومين شاسع قد لايعرفه البعض من الذين تصدى بهم القدر إلى مراتب المسؤولية فيوهم من هم حوله من حاشيته ، ويتوهم أنه ليس إلاّ صدام حسين الجديد ولاغير ، وهو بهذه الحال سيكون من النائمين وعلى الآخرين إيقاظه وتنبيهه بأستمرار إلى ماهو عليه من موقع لايخلو من محاسبة الجماهير إذا ماولاّ عنهم شارداً إلى مشاربه ولذّاته ، وتاركاً الحبل على الغارب لحاشيته التي لابد مريضة ، وستجلب له الويلات إن لم ينتبه لها مبكراً ، فيحد من جموحها وطموحها الذي يتجاوز دائماً وللأسف حدود الأمكانات والمستويات العلمية والأدبية لأصحاب تلك الطموحات التي دائماً ماترتقي وتشرئب إلى أمكنة غير مشروعة لها لتحقيق مآرب ربّما لنفس ضعيف أوماشابه ، وعليه فالحذر الحذر من الوقوع بأخطاء السلف ، وتكرار مأساة العراقيين من خلال عمليات الفساد المالي والأداري والنهب المستشري في دوائر الدولة والذي بلغ السيل عنده الزبى ، وقد لايطيق المواطن تحمّل تكرار مأساته فيهم ، وعندها لن يبقى خياراً أمامه إلا الخروج علنا وجهرة إلى الشارع ورمي المسؤولين بالحجارة والصراخ بوجوههم أن أخرجوا من أماكن ليست لكم ، وإنّما نحن وحدنا أبناء الشعب من جعلكم تعتلون ناصيتها وبمحض إرادتنا ، ونحن من يزيحكم عنها فيما إذا ولّيتم من إرادات الناس هاربين ، وأدرتم لهم ظهر المجن وركبتم طريقاً آخر ربما إعتقدتم أنه طريق المجد وتحقيق المكاسب الشخصية والمنافع الغير مشروعة على حساب إرادات الناس وطموحهم في حكومات محلية تحقق لهم مالم يتحقق لهم قبلاً ، وعلى عهد المجالس السابقة ، وأنتم على المحك مع تلك الأمنيات والمطالب المشروعة سواءاً عرفتم ذلك أم لم تعرفونه بل أنتم منها ومن الحساب قاب قوسين أو أدنى .
وهناك مشكلة كبرى هي أم المشاكل ، وهي واحدة ولكنها الأخطر على عموم العمل والأرتقاء به إلى مستوى القبول والرضى عند المواطن ، وتتلخص في التبعية العمياء من قبل أعضاء المجالس إلى إرادات تملى عليهم من خارج المجلس فيسيرون على هداها ولايخلفون لها رأياً بل قل أمراً ، وكأنّها تعاليم سماوية نازلة من فوق ، والسبب كون تلك الأوامر والتعليمات صادرة لهم من مرجعياتهم السياسية وإنتماءاتهم الجهوية ، وهو الحال الذي أرجعنا قروناُ إلى الوراء وجعل حتى ضعاف الناس من البسطاء يترحّم على الطاغية وأيّامه جراء تلك السياسات المقيتة والتبعية البغيضة ، والتي بسببها وأسبابها تلكأت الكثير من مشاريع الأعمار والتنمية ومشاريع أخرى لرعاية المواطن المتعب ، وكلّها وكل ذلك التلكؤ والتأخير بسبب كونها تتعارض ومصلحة تلك الفئة أوالجهة أوالحزب أوالتيار ومسميات إبتلي المواطن بها ، وبدلاً من أن تكون له باب رحمة صارت له وعليه باب غضب ونقمة ، ومن هنا سنجد تلكم الأرادات التي أشرنا إليها ستتصارع طويلاً تحت قبو المجلس لأجل إختيار رئيس الوحدة الأدارية للمحافظة ، وسنرى بأم أعيننا كيف ستتمخض تلك الصراعات والأصطراعات عن خيارات غير موفقة كما حدث قبلاً بسبب من تلك الأرادات الخارجية وتأثيرها على مكونات المجلس وفرض أجندة تمليها عليهم حسابات ضيّقة تنطلق من زوايا أضيق بحجة أن هذا المنصب لنا كأستحقاق إنتخابي ولايمكن التنازل عنه مهما كلّف الأمر ، وأن فلاناً من الناس دوناً عن سائر خلق الله هو وحده ولاشريك له في ملك المحافظة والمجلس ، فيمن يكون محافظاً ورئيساً للوحدة الأدارية ، وهنا نقول لهم وبأسم جموع جماهير أبناء محافظتنا أن إختاروا بعيداً عن تلكم الأرادات المريضة ، وأحسنوا في إختياراتكم ليختاركم الله من بين الصفوة إذا كنتم لوجه الله عاملين ، وليس لوجه رئيس الكتلة أوالحزب أوالتيار ، وخافوا الله كثيراً في خياراتكم وإتقوه ، فأن نار الله الموقدة سوف لن ترحم لكم جلودكم التي سيستبدلونها لكم كلما نضجت من جديد ، ويوم الحساب والوقوف بين يدي خلاّق عظيم أبداً ليس ببعيد ، وهو لناظره قريب ، ولذا نهيب بكم أن تكونوا عند حسن ظننا بكم ، وأن لاتخيّبوا أمل المحرومين والمظلومين في تطلّعاتهم إليكم ، وإلى تحقيق أمانيّهم في حياة حرّة كريمة تخطّون رسمها من خلال نكران الذات والعمل بوجدان إبن الجنوب الذي دمّره الطاغية وأزلامه ، وأمامكم مسؤولية تاريخية في رد الحيف له ورد ماء وجهه الذي إستباحه منه صدام وأزلامه ، ورد كل إعتبار وكرامة له من خلال جعل محافظتنا ترنوا عن سائر المحافظات بمشاريع مميزة تكون لها وساماً حضارياً حاضراً وشاخصاً دائماً بين رموز محافظاتنا الأخرى ، ولذا نهيب بكم مرة أخرى إختيار الأمين والمخلص ومن أصحاب الكفاءات بعيداً عن الولاءات والأنتماءات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس الحرب الحالية.. ما الخطر الذي يهدد وجود دولة إسرائيل؟ |


.. مجلس النواب العراقي يعقد جلسة برلمانية لاختيار رئيس للمجلس ب




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقف مفاوضات صفقة التبادل مع حماس | #


.. الخارجية الروسية تحذر الغرب من -اللعب بالنار- بتزويد كييف بأ




.. هجوم بـ-جسم مجهول-.. سفينة تتعرض -لأضرار طفيفة- في البحر الأ