الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهازل ضد أقباط مصر!

فتحي حسين

2013 / 5 / 13
حقوق الانسان


هناك سؤال يتبادر في الاذهان منذ وقوع الجريمة الكبيرة أمام مبني ماسبيرو بالقرب من من ميدان عبد المنعم رياض والتي أثرت في قلوب المصريين جميعا , وهو من المسؤل عن هذه المهزلة التي راح ضحيتها أكثر من 26 قتيلا و300 مصابا معظمهم في حالة خطيرة ,ولماذا التعامل الوحشي من قبل الجيش ورجال القوات المسلحة ضد المتظاهرين الاقباط -إخواننا - الذين يعبرون عن رأيهم بديموقراطية وحرية قد إعتقدنا أنها إتسعت كثيرا بعد ثورة 25 يناير التي أذهلت العالم في نجاحها وإخفاقتها في الوقت نفسه في بث الاستقرار والامن وتحقيق التقدم المجتمعي , إلا أننا فوجئنا بصورة بشعة كنا قد تعودنا عليها في زمن مبارك والنظام البائد ,وإعتقدنا أن الثورة بمبادئها المعروفة الحرية والكرامة والعدالة الانسانية قد أرستها ,لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن , وأصبح المتظاهرون المعبرين عن مطالبهم المشروعة يقمعون ويضربون ويقتلون , ويتعرضون لللدهس بسيارات الجيش والشرطة , وكاننا في معركة حربية بين فريقين كل منهما متحفز للأخر للنيل منه وليس بين مصريين حتي النخاع !
وبقدر سعادتنا بنصر أكتوبر1973 الا أن القدر أبي لنا في هذه الواقعة ألا نربط بين شجاعة جنودنا في حرب السادس من أكتوبر 73 وخسة جنودنا في التاسع من أكتوبر 2011
حتي صرحت لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون لشبكة سى إن إن الإخبارية الأمريكية، قائلة :"نحذر المجلس العسكرى فى مصر من تفاقم الأوضاع الدينية والضغط على الأقليات المسيحية فى مصر.. نحن نعرض على المجلس العسكرى الحماية والمساعدة بقوات أمريكية، لحماية دور العبادة الخاصة بالأقباط والمناطق الحيوية فى مصر" وهذا يعني التخل الامريكي في شئون مصر ،وهو ما نرفضه جملة وتفصيلا ..
وبقدر الكوارث التى شهدتها مصر طوال تاريخها بداية من عام الرمادة فى عهد سيدنا عمر بن الخطاب ومروراً بسنوات العجاف فى عهد سيدنا يوسف والمجاعات المتتالية فى العهود المختلفة مثل عهد الدولة الفاطمية ووصولاً إلى العهد الملكى ثم العهد الجمهورى الحالى وبقدر عمق التعايش الهادئ، الذى شهده كل من عاش على الأرض المصرية.. فكراً وسلوكاً وفلسفة وعملاً على مر العصور، بقدر ما ظل الشعب المصرى بشبابه ورجاله وأطفال ثابتاً على الحق وعلى المبادئ التى أرساها بدمه فى مختلف الحروب التى خاضها ضد العدو ولطخة بدماء شهدائه الطاهرة معظم الأراضى المصرية، لذا فإن الأصابع الأجنبية عادة ما تستغل العوامل الداخلية من فتنة طائفية لتلقى بالزيت على النار،وتصنع ما يسمي بالفوضي ومن ثم سقوط الدولة .
بالأمس كان الإنجليز واليوم ربما الأمريكيون والإسرائيليون والوهابيون والقاعدة ومعهم بعض المنابر الإعلامية والصحفية التى تسير فى ركاب المشبوه.. وتروّج المعلومات الخاطئة والأفكار المنحرفة والآراء المضللة.. فقد ساعد هامش الديمقراطية الذى نعيشه حالياً أن تكون المعلومات المتاحة عن الأحداث موجودة إلى حد ما، فالذى تحجبه وسائل الإعلام الحكومية تنشره وسائل الإعلام الحزبية والخاصة أو المستقلة وما لا يقال كحقائق تتناوله الشائعات بالتضخيم والمبالغات وإذ بالنار تسرى فى الأعماق حتى لو بدا السطح هادئاً فى بعض الأحيان، لذلك فكل يوم تثبت الأحداث أنه لا غنى عن إقرار الديمقراطية الحقيقية وحرية النقد والتعبير والتفكير وحرية الإعلام فى أن يعرض الحقيقة وليس الأكاذيب وإقرار العدالة الاجتماعية داخل المجتمع وأن يعتبر كل مسئول فى الدولة بداية من رئيس الجمهورية حتى أصغر مسئول أن فى يديه أمانة هى مصر وأنه مسئول عن هذه الأمانة التى سوف نسأل عنها يوم القيامة.. فسيدنا عمر قال: "لو تعثرت دابة فى العراق لسئل عنها عمر".. ولابد من الاعتراف بالواقع والإقرار بالحقيقة، فالواقع والحقيقة يؤكدان أن هناك توتراً فى عديد من قرى مصر ومدنها بين الناس فى كل المحافظات ..
وقد تكون هناك الشائعات المعدة سالفاً التى تتناقلها الألسنة فى المجالس أو تنشرها المنشورات المطبوعة كالصحف الصفراء فى الشوارع، وبعض القنوات العربية والأجنبية التى ما أن ترى جنازة وتتمادى فيها بالصراع والتهويل، التهوين أحياناً.
فلابد من وضع ضوابط على تناول الإعلام للملفات الساخنة والحساسة داخل المجتمع لاسيما ملف الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط.. وعدم الانجراف وراء العاطفة الجياشة خاصة فى الأمور المصيرية التى تتعلق بمستقبل البلاد ونرسخ شعار المسلم والقبطي إيد واحدة من أجل الوطن مصر أغلي الاوطان !

بقلم : د. فتحي حسين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أحييك على مشاعرك نحو إخوتك في الوطن
ليندا كبرييل ( 2013 / 5 / 13 - 04:51 )
لكن لا بد أن تفصل بين السياسي والديني في آرائك
أشرت عن الكوارث التي حلّت بمصر طوال تاريخها بدءا من عهد الرمادة فتقول

وبقدر عمق التعايش الهادئ الذى شهده كل من عاش في مصر.. فكرا وفلسفة وعملا على مر العصور، بقدر ما ظل الشعب المصرى ثابتا على الحق وعلى المبادئ التى أرساها بدمه فى مختلف الحروب التى خاضها ضد العدو

هل حقا كان تعايشا هادئا؟ أم كان بالقوة والقهر ؟
وبمناسبة حديثك عن عام الرمادة وإعجابك بالسيد عمر الذي يخشى على الدابة المتعثرة في العراق فإنه
كتب يستغيث بعمرو بن العاص فى مصر(عام المجاعة) يقول له (يا غوثاه يا غوثاه) وإرسال الحبوب من مصر الى المدينة كان يستلزم حفر خليج يصل النيل بالبحر الأحمر، وخشى عمرو أن يؤثر هذا على مصر وعلى الخراج، وبعث بهذا التخوّف الى عمر،(.. فكتب إليه عمر:- اعمل فيه وعجل، أخرب الله مصر في عمران المدينة وصلاحها -

عن مقال للأستاذ أحمد صبحي منصور

كذلك قول عمرو بن العاص{مصر مطية راكب ومصر كبيت الزانية يؤتى من كل مكان} وفي ظل وثيقة السيد عمر للنصارى أن لا يبنوا ولا يجددوا ولا يتشبهوا ويشدوا الزنانير ويجزوا مقادم الرؤوس... يتهاوى الادعاء بالتعايش الهادئ
شكرا

اخر الافلام

.. بعد منح اليونسكو جائزة حرية الصحافة إلى الصحفيين الفلسطينيين


.. الأمم المتحدة التوغل في رفح سيعرض حياة الآلاف للخطر




.. السلطات التونسية تنقل المهاجرين إلى خارج العاصمة.. وأزمة متو


.. ضجة في المغرب بعد اختطاف وتعذيب 150 مغربيا في تايلاند | #منص




.. آثار تعذيب الاحتلال على جسد أسير محرر في غزة