الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( جيش الدفاع هو الحرس الجمهوري لبشار ) ردا على هاليفي الرئيس السابق للموساد:

خالد عبد القادر احمد

2013 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


حتى لا ينخدع السيد هاليفي بذكائه, ويظن ان جميعنا لا يحسن قراءة واقع الصراع في المنطقة, اوجه له هذا المقال ردا على مقاله الذي يستهدف كما يبدو محاولة امتصاص فائض نتائج القصف الجوي الصهيوني, في محاولة خبيثة منه لابقاء حملة تشويه الرئيس بشار الاسد قادرة على تنشيط الفوضى في سوريا,
وحتى نكون على درجة من الوضوح, لا بد من توضيح معنى ان جيش الدفاع الاسرائيلي هو الحرس الجمهوري للرئيس بشار الاسد, فاننا نعني بذلك ان جيش الدفاع هو الحرس الجمهوري لكل الرؤساء والحكام اللذين يدورون في فلك اللوبي الصهيوني بالمعنى الايديولوجي للكلمة, والمقصود هنا هو معنى استخدام مراكز القوة العالمية و الادارة الصهيونية للقوة الجيوسياسية اللوجستية الطبيعية ( لفلسطين ) في الصراع العالمي,
فلسنا جميعا غافلين عن تفاقم الصراع حول النفوذ في المنطقة بين الكيان الصهيوني و ومراكز القوة العالمية وخصوصا الولايات المتحدة الامريكية واوروبا, وتقاطع هذا الصراع على مشاريع تسوية صراعاتها, ولسنا غافلين عن انزعاج الادارة الصهيونية من نجاح الولايات المتحدة في تغيير رؤساء وحكام كانوا يدورون في فلك نفوذ هذا اللوبي الصهيوني, واصطفاف الحكام الجدد ( الاسلاميين ) لجانب الولايات المتحدة ضد الكيان الصهيوني, وحرص الكيان الصهيوني على اشغالهم في حالة متنامية من عدم الاستقرار, ومحاولة اثبات قلة خبرتهم في الادارة السياسية وفشل المحاولة الامريكية لتوظيفهم كبديل للكيان الصهيوني, حيث اصطدم مسار المشروع الاستراتيجي الامريكي الاوروبي بالوضع السوري والذي تراه الادارة الصهيونية كحائط اخير يحمي تنامي نفوذها ومحاولتها القضاء على مشروع التسوية و ( قلع ) النفوذ الامريكي, ولا يخفى اصطفاف التحالف العالمي, الممتد من حلف شنغهاي مرورا بايران وسوريا والكيان الصهيوني, كتحالف موضوعي يتشارك الرغبة في انهاك النفوذ الامريكي وتقليصه
فمنذ بداية الازمة السورية, اشرت في مقالات سابقة الى ان جر تدخل عسكري من الكيان الصهيوني سيكون الورقة الاخيرة بيد النظام السوري, وهذا ما وضعته في صورة الواقع عمليات القصف الصهيوني المحسوبة تماما نتائجها حيث
1- شكل قصفكم لسوريا انذارا للولايات المتحدة الامريكية ودول الناتو وتركيا وغيرها, بعدم التدخل العسكري في سوريا تحت طائلة التهديد بتدخلكم المباشر,
2- ان تدخلكم المباشر كان ردا عمليا على نتائج زيارة اوباما والتي مارس خلالها ضغوطا كبيرة عليكم للقبول بحل الدولتين, وهو ما يتعارض مع البعد الاستراتيجي لمشروعكم الصهيوني الذي يجسده شعار اسرائيل الكبرى, كما انه كان ردا عمليا على التنازلات العربية حول تبادل الاراضي, وقد استكملتم الرد بممارساتكم في القدس والمسجد الاقصى
3- وهو ايضا استجابة لاتفاقاتكم السرية مع دول حلف شنغهاي الرئيسية الصين وروسيا ضد الولايات المتحدة الامريكية ونفوذها الاقليمي وقد التقطت الادارة الامريكية الرسالة وسارعت الى محاولة تفادي نتائجها الوخيمة فقدمت تنازلات تاكتيكية لروسيا حيال الوضع السوري, ولعل تراجع الموقف الامريكي من الرئيس بشار الاسد خير دليل على ذلك, فانتم يهمكم بقاء الرئيس الاسد وامثاله على راس دول المنطقة
4- اقر بانه لم يكن هناك تناقض بين مناورتكم العسكرية هذه واستراتيجيتكم السياسية, فالمطلوب هو الحفاظ على التفوق الصهيوني في مقابل دول ضعيفة سياسيا, وبعد ان فقدتم رؤساء تونس وليبيا ومصر فانتم غير قادرين على قبول فقدان الرئيس الاسد
5- كما انني اقر ان واقع المنطقة السياسي يتجاذبه النفوذين الامريكي والصهيوني, وانه يخلوا من خط وطني استقلالي سيادي, قادر على التصدي للوبيين الصهيوني والامريكي معا, وهو الظرف الذي وإن ابقى المنطقة فريسة هذه الصورة إلا انه ايضا العامل الذي يصعد من حالة صراعكم مع الولايات المتحدة الامريكية بصورة خاصة
6- إن نعومة الصراع بينكم وبين الولايات المتحدة الامريكية لا يلغي وجوده ولا تستطيع صورة التصريح السياسي الامريكي الصهيوني ولا الصورة الاعلامية التي تعمل على ابراز وجه التحالف واخفاء وجه الصراع ان تخدع من يقرأ موضوعية الحراك والنتائج
سيد هاليفي, هناك مثل يقول يكاد المذنب ان يقول خذوني, وهو منطوق مقالكم الذي عنونتموه بالقول ان الرئيس الاسد هو رجل اسرائيل في دمشق, وهو صحيح بالمعنى المجازي السياسي لا بالمعنى الاستخباراتي الخبيث الذي حاولت ان تضمنه المقال, فالوجه الاخر للنظام السوري هو مستوى الاستقلالية الوطنية السياسية الاقتصادية المتحقق له, والذي كان يمكن ان يكون خنجرا في قلب مشروعكم, لو بقي على القوة المتحققة فيه, ولذلك سمحتم بتوجيه ضربة له دون ان تسمحوا بسقوطه, وهو صورة موقفكم من اغلب انظمة المنطقة, ولتطمئن يا سيد هاليفي, فطالما ان لا وجود لقيادات اقليمية وطنية استقلالية سيادية, فان هذه هي ضمانة بقائكم ونجاح مشروعكم, اما تفوقكم وتفوق الولايات المتحدة الامريكية فهو في الحقيقة ليس بالضمانة الحقيقية لكم

خالد عبد القادر احمد
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م