الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل من تآمر على سوريا وقع في الجُبّ

فوزي بن يونس بن حديد

2013 / 5 / 13
كتابات ساخرة


المثل القائل من حفر جُبّا لأخيه وقع فيه ينطبق على أولئك المتآمرين على سوريا من كل باب، حفروا لها جُبّا عظيما وهائلا وأوصدوا لها الأبواب من كل جانب ظنّا منهم أنهم قادرون على هزيمتها بسرعة البرق كما فعلوا في ليبيا، تركوا الحدود مفتوحة يدخل منها كل من هبّ ودبّ، والغثّ والسمين، بفتاوى خارقة للقانون والإنسانية وقد تمت فيها عملية الاتجار بالبشر بأبشع معانيه، اتجار تشاركت فيه الدول الكبرى التي تدّعي حقوق الإنسان وتحارب في الظاهر كلّ من تسول له نفسه الاتجار بالبشر وأين مجلس حقوق الإنسان من هذا الحدث؟ كيف يسمح لتركيا العظيمة أن تتلاعب بهذا القانون وتتحايل عليه لحاجة في نفسها، وكيف ساهمت الدول الكبرى كأمريكا وبريطانيا وفرنسا ووقعت في الفخ؟ هل هو سبق إصرار وترصد أو هو خطأ متعمد أو هو خطأ عابر.
ولو بحثنا في الدول التي كانت حريصة على التدخل العسكري في سوريا ومدّ الإرهابيين بالأسلحة الثقيلة والمتنوعة لرأينا أنها جميعا وقعت في الوحل، وأنها اليوم تستحي من نفسها أن تعتذر لسوريا وما سببته لها من آلام، ولعمرانها من دمار شامل، ولشعبها من سخط وحرمان، لنبدأ بفرنسا الدولة العظمى في أوروبا ورئيسها هولاند الذي أراد أن يكسب الرأي العام من خلال تصريحاته النارية ضد سوريا بدعوى الدفاع عن شعبها، هاهي اليوم تقع فريسة للمسلحين في مالي الدولة الإفريقية العتيدة التي لا تسمح للعربيدة فرنسا أن تحتلها مرة أخرى، وقعت في وحل عظيم يصعب الخروج منه بل إن شعبها بدأ يتقزز من هولاند نفسه الذي لم يف بوعد وقد كذب على شعبه، وبدأت مظاهر التقشف تلوح في الأفق خوفا من الإفلاس العظيم والشبح الخفي، وتتبعها بريطانيا التي بدأت هي وأمريكا تقتنعان أن الحل في سوريا يجب أن يكون سياسيا، وأن محاولات تهييج الرأي العالمي باءت بالفشل وأن استخدام أكذوبة استعمال النظام لأسلحة الدمار الشامل بان عورها، وقد تطيح بالأسدين كما أطاحت بمن قبلهما بلير وبوش في العراق، كل من هذه الدول رأت العجب العجاب بل شاهدت بأم عينيها كيف أن جبهة النصرة التي تقاتل في سوريا أعلنت ولاءها التام للقاعدة وأن معظم المقاتلين بدأوا في الانضمام تحت لوائها بعد التراخي الدولي في دعمهم بالأسلحة الثقيلة.
أما تركيا فهي العجوز المريض الذي ما إن يشفى من مرض حتى يعاوده مرض أثقل منه، ينسيه واجبه تجاه شعبه فقد أحدث جبهات متعددة وفاخر بعدوانه لجيرانه في سوريا وربما العراق الآن وقد يمتد الأمر لإيران وتكون في تلك الحالة مذبذبة لا إلى أوروبا منضمّة ولا إلى جيرانها محبّبة تظل معلّقة لا تتنفّس إلا من رئتي أمريكا المتورمة وإسرائيل المسرطنة، وللدول العربية نصيب كبير في التآمر على سوريا ولعل على رأسها الدولة الصغيرة التي لا تكاد تظهر على الخريطة، حشرت أنفها في المشكلة بل تزعمتها ويبدو أنها ستتحمل الجزء الأكبر من أنواع البلايا التي قد تصيبها وهاهي حليفتها الأخرى أو جارتها قد أنزل الله عليها البلاء بطوفان من المياه أغرق جزءا كبيرا منها ومات فيها الإنسان والحيوان والنبات لعلها تراجع حساباتها وترجع إلى رشدها، فهي إن استمرت في غيّها فإن البلاء لا يخطؤها، وهكذا سارت الحياة، من حفر جُبا لأخيه وقع فيه من حيث لا يدري، يخربون بيوتهم بأيديهم وظنّوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا.
عِبَر في الحياة لا بد من الوقوف عندها لنتأمل ما يجري في هذه المؤامرة التي أضحت واضحة للعيان، وبدأت الدول الكبرى وحتى الصغرى في التراجع وبدأت تدرك المشكلة، فالشعب السوري تفاجأ بثورة مزعومة في بلده لم يحضر لها مسبقا، لتتحول فجأة إلى نزاع مسلح بدعم عربي تركي إسلامي فاعلموا جميعا :" المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية إلى فوزي بن يونس بن حديد
غـسـان صـابـور ( 2013 / 5 / 13 - 18:56 )


كلماتك صحيحة واقعية صادقة. ولكنها لن تتوافق ولن ترضي من اعتادوا على الإعلام المتصهين الأمريكي العالمي... حتى من بعض الذين احتلوا الصفحات الرئيسية في هذا الموقع... ولا أظن أننا سوف نرى مقالاتك في صفحاته الرئيسية. لأن الحقيقة اليوم محجورة مربوطة باتجاه واحد. إزالة ســوريا وشعبها من التوجيه السياسي الموحد. تشجيع التطرف الإسـلامي الذي لا يتطور فكريا وحضاريا وسياسيا واجتماعيا. مكتفيا بالعودة إلى الشريعة القديمة والمحافظة على التقاليد والتي لا تنتج ولا تطور أي شيء. يعني فقط المحافظة على المصالح الرأسمالية والبترولية والــغــبــاء العربي التاريخي الذي لم يؤد سوى إلى تقاتلنا مع بعضنا البعض.. حتى الفناء...دون أن يكلف ذلك الصهيونية العالمية فلسا واحدا....
ولك مني كل تأييدي ومودتي وأصدق تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا


2 - شكرا
فوزي بن يونس بن حديد ( 2013 / 5 / 14 - 05:27 )
شكرا أستاذ غسان على هذا التعليق الطيب، يبدو أن الحقيقة ستنجلي وسيندم كل من وقع في الوقيعة والإعلام نفسه إن لم يسلك الحياد والمهنية فإنه سيقع في الجُبّ هو الآخر، فإعلامنا العربي مع الأسف مسيس إلى حد كبيرن والدليل قناتا العربية والجزيرة اللتين كنا نتوسم فيهما خيرا وأن حرية الإعلام قد بدأت وإذا بهما فجاة نراهما تسقطان في الحمى وحمّى السياسة المسعورة فصارتا في مزبلة التاريخ

اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف