الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزراعة في غرفة الانعاش

زاهر نصرت

2013 / 5 / 13
الصناعة والزراعة


حبا الله العراق بكل مقومات الخصب والنماء وكان وادي الرافدين اول بقعة في الكون عرفت الفلاحة والمحراث الحجري وكيفية حفظ الغلال واحتوت مسلة حمورابي مواداً قانونية وعقوبات رادعة تنظم العلاقات الزراعية في العراق القديم ، والعراق يبقى بلداً زراعياً تاريخياً وواقعياً كون اعداده المليونية تقطن اريافه لكن ما يؤسف عليه الان وجود اخطار حقيقية تحدق بالعملية الزراعية تنذر بكارثة زراعية بما تعنيه هذه الكلمة من معنى ، لقد اثبتت التجارب الاقتصادية في معظم البلدان بأن للزراعة دوراً مهماً وريادياً في تحقيق التنمية الاقتصادية بوصفها القطاع الذي تستند عليه القطاعات الاخرى خصوصاً القطاع الصناعي ، اي ان تنمية القطاع الصناعي تعتمد على مساندة القطاع الزراعي وايضاً تنمية القطاع الزراعي مرتبطة بتنمية القطاع الصناعي اي هنالك ترابط امامي وخلفي بين القطاعين والقطاعات الاخرى . والعراق لم يصنف يوماً كبلد صناعي ولا اظنه قادراً على المنافسة الصناعية في مجالات كثيرة متنوعة فكيف ينهض العراق وما السبيل لاستغلاله لأعظم ثرواته قاطبة الا وهي الثروة البشرية وهي الثروة المتخصصة في هذا المجال كما اشرت لها انفاً .
لا شك ان النهضة تتم عبر بوابة الزراعة ولا سبيل لتحقيق الاستقلال الحقيقي والامن الا عبر هذه البوابة والمنجزات التي يتحدث بها البعض ليست الا احتلالاً وهمياً ، الاحتلال الحقيقي هو في لقمة العيش المستوردة هذه اللقمة التي اذلت دولاً كباراً وتسببت في هتك عرى تحالفات سياسية وايدولوجية كبرى ويكفي ان ننظر الى انقاض الاتحاد السوفياتي الكبير لنلمس صدق ما اقوله فحرية العراق تمر عبر بوابة الزراعة واذا كان العراق يحتاج الى نصب للحرية كالذي في الولايات المتحدة فانحتوا تمثالاً للفلاح والفلاحة العراقيَّين البائسين وهما يرفعان منجليهما نحو السماء .
انه حقاً امر محزن ومأساوي ان يصل القطاع الزراعي في عراقنا الحبيب الى هذا الادراك الخطير ، واندهش كثيراً حينما لا ارى سياسيون يذكرون الزراعة ولا اقول يخوضون بها ، وهؤلاء لا يتصارعون الا على الكراسي وينسَّون من اين يمر قطار الحرية ، وأتساءل كذلك من هُم المخططون والمبرمجون للزراعة وفي اي غرف تُعَد الافكار ومتى نطلع على تخطيطهم وهل للوزارة طرفاً في التخطيط أم انها تتلقى الاملاءات فقط ، فالسياسة في العراق اكبر من ان تُعَد في غرف صغيرة ، ومستقبل وقرار وطن وصوت شعب لن تتبلور افكاره او ارادته الا عبر مؤتمرات علنية يشارك فيها كل راغب في الطرح والنقاش لا ان تخطط لنا سياسة وتملأ علينا .
ايها القائمون على امر الزراعة واهل الحل والعقد فيها اخرجوا من مكاتبكم وتجولوا في قرانا وحقولنا ومزارعنا فستجدون ما يذهلكم وترتجف له ابدانكم فالشعب يريد تحقيق اكتفاء غذائي استراتيجي يحقق أمنه واستقلاله والأيدي العاطلة عن العمل في الريف قد تكاثرت واتجهت الى امور بعيدة عن حرفة الزراعة ، حرفة اباءهم واجدادهم فالعراق ارض السواد لا تسمحوا للصحراء ان تزحف على ربوعه الخضراء .


زاهر نصرت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة